رئيس التحرير
عصام كامل

تحذيرات من تكرار كارثة أسعار البطاطس.. 25 ألف جنيه ثمن طن التقاوي بزيادة 40% عن السعر الأصلي.. تجار البحيرة يمارسون الاحتكار.. وهامش الربح وصل 7 آلاف جنيه

البطاطس - ارشيفية
البطاطس - ارشيفية

ما زال مسلسل الارتفاع الجنوني لأسعار البطاطس مستمرا منذ اشتعال الأزمة في خلال أكتوبر الماضي، لكن هذه المرة ظهرت في تقاوي العروة الصيفية المقرر زراعتها في ديسمبر ويناير المقبلين.


وقال محمد الجوهري، أحد منتجي البطاطس بمنطقة بلقاس بمحافظة الدقهلية، إن تجار التقاوي بدأوا في بيعها بأسعار من 23 إلى 25 ألف جنيه للطن الواحد، أي بزيادة 40% عن سعرها الأصلي المتراوح بين 17 و18 ألف جنيه.

أزمة أوروبا
وأشار الجوهري إلى أن المزارعين يدركون أن هناك أزمة في أوروبا بسبب العوامل والمتغيرات المناخية التي خفّضت إنتاجية البطاطس لكن هذا لا يعني أن ترتفع الأسعار بهذا الشكل، وأن يضع التجار معدلات ربح مرتفعة تدفع المزارعين للعزوف عن زراعة البطاطس.

وأضاف أن هناك عملية احتكار من عدد من التجار بمحافظة البحيرة، حيث يسيطرون على كميات تقاوي كبيرة حجزوها من الشركات والجهات المستوردة ويطرحونها الآن بأسعار خيالية، لافتًا إلى أن الوقت الحالي هو موعد مناسب للزراعة في عدة مناطق منها بلقاس، وأن مزارعي البطاطس أنفقوا على تجهيز الأرض لاستقبال التقاوي، ما شكّل عبئا ماديا كبيرا عليهم، ليصطدموا بالأسعار الحالية التي قد تجعلهم يتراجعون عن الزراعة.

شكوى للحكومة
وأكد الجوهري أنه تقدم بشكوى إلى مجلس الوزراء برقم 1402278 ضد مبالغة تجار تقاوي البطاطس في الأسعار ما يهدد باستمرار الأزمة التي أصابت البلاد خلال الشهر الماضي بالتكرار بل والتفاقم أكثر، ويجب على الدولة التدخل لضبط الأسعار في سوق التقاوي إنقاذًا للموقف.

ومن جانبه أوضح الدكتور سميح مصطفى، رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحاصلات البستانية، أن سعر تقاوي البطاطس صنف سبونتا وهو الأكثر طلبا في السوق المحلي بلغ 17 ألفا و600 جنيه بتسعير الاتحاد الذي يستورد من إحدى الشركات الكبرى في أوروبا وأن أغلى الأنواع تسعيرا كان صنف الأنابل وهو صنف تصديري مرغوب في أوروبا بلغ 18 ألف جنيه للطن، وهناك شكاوى وصلت له على مدار أمس من مبالغة التجار في الأسعار وهو تصرف قد يدفع المزارعين لعدم الزراعة، خاصة أن التقاوي الواردة للاتحاد هذا العام شهدت انخفاضًا 25% عن المطلوب.

احتكار التجار
وأكد مصطفى لـ«فيتو» أن الاتحاد ناشد المزارعين أكثر من مرة بالمبادرة وحجز تقاوي البطاطس منه مباشرة بدلًا من أن يقوم التجار بحجز التقاوي وإعادة بيعها للفلاح بأسعار مرتفعة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن نسبة المزارعين الذين بادروا هذا العام وحجزوا تقاوي البطاطس مباشرة من الاتحاد بلغت 16% من إجمالي الحجوزات مقارنة بـ2% في السنوات الماضية.

وفي السياق ذاته قال محمد فرج عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمنتجي البطاطس، إنه وعدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد سيطالبون بحصول الجمعية على حق توزيع التقاوي من المستوردين للمزارعين مباشرة عبر الجمعيات الزراعية المحلية المنتشرة في الجمهورية، حتى لا يترك السوق للتجار يتحكمون في الأسعار.

ولفت إلى أن هامش ربح التاجر في طن تقاوي البطاطس الآن وصل إلى 5 و7 آلاف جنيه بينما هامش الربح المقبول في الطن يتأرجح بين 900 و1000 جنيه، وأن حدوث خلل في أسعار البطاطس في هذه العروة بالذات يهدد بخلل كبير في سعر المحصول في الأسواق، حيث تعتبر عروة رئيسية لإنتاج البطاطس وتصديرها وكسر التقاوي منها للعروة التالية في شهور مارس حتى يونيو، وأن استمرار وضع الأسعار على ما هو عليه حاليا يهدد بارتفاع أسعار البطاطس لمعدلات قياسية في العام المقبل.
الجريدة الرسمية