رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة حماس المالية.. حقيقة أم نهب باسم غزة؟

خالد مشعل مع السفير
خالد مشعل مع السفير القطري محمد العمادي

خلال الفترة الماضية، عولت حركة حماس، على تكثيف الحديث حول الأزمة المالية التي يعانى منها قطاع غزة، كمبرر لجلب تمويلات خارجية وطرح القطاع في بورصة المزايدات بين قطر وإيران وغيرها من الدول الهادفة لحجز مكان لها في القضية.

وموخرا، نشرت وسائل الاعلام مؤخرا أخبارا مفادها أن حركة "حماس"، تمرّ هذه الفترة بأزمة مالية خانقة تعدّ من أسوأ ما عرفته الحركة منذ تأسيسها.

أزمة مصطنعة

على العكس من هذه الراوية، أفاد مصدر مقرّب من قيادة حماس خارج فلسطين، أن مسئولين كبار في الحركة نفوا هذه الأخبار والادعاءات حول تأزم وضع حركتهم المالي مؤكدين على أن حماس تكون في خضم اتخاذ إجراءات عادية لترشيد نفقاتها، تحت إشراف قيادتها الجديدة، وأن الشائعات المنتشرة حول النوايا المزعومة للمسّ بحقوق الموظفين الصغار ومستحقاتهم لا أساس لها من الصحة.

واعتبر المسئولون ذاتهم ما تقدّم بمثابة حلقة أخرى في سلسلة محاولات تطلقها جهات معارضة في حماس أو خارجها لاثارة الخلافات والتفرقة في صفوف الحركة وضرب معنوياتها.

تعهد بالولاء

وأشار هؤلاء المسئولون، إلى أن جميع قيادات الحركة وأفرادها يمارسون عملهم إيمانا واقتناعا منهم بنهجها الفكري، بل ويكسبون عيشهم بشرف ونزاهة، منوّهين إلى أنه "حتى لو انهال على رقابنا سيف التقليصات فإن الأمر لن يثنينا عن مواصلة عملنا في خدمة الحركة وأهدافها".

وأضاف المسئولون أنه إذا واجه الموظفون أي مشكلات أو صعوبات فان بامكانهم مراجعة مسؤوليهم ليجدوا لهم حلولا مناسبة مثل أخذ الاجازة بدون راتب أو الاقتراض من صناديق الحركة أو غيرها من صناديق الدعم وحتى أخذ الموافقة على ممارسة عمل ثانٍ من أجل زيادة دخلهم الشهري.

رواتب الموظفين

وكشف المصدر نقلا عن مسئولى الحركة المذكورين، أن الضائقة التي يتعرض لها موظفو الحركة في بعض المناطق مؤقتة وناجمة عن عدم وفاء بعض الدول بوعودها مؤكدين على أن حماس تهتمّ بجميع أفرادها ونشطائها الميدانيين، حرصا منها على إبقائهم في مناصبهم  إلا أنها مضطرة وفي الوقت ذاته إلى توزيع ميزانيتها حسب سلم الأولويات، بل وكان أحد مسئولي الحركة ذكر في هذا السياق بشكل صريح أن "أي مبلغ يذهب للأجور سيكون على حساب تعزيز قوة الحركة وتطوير قدراتها على الأرض.

وذكر المصدر، أنه بطبيعة الحال يتم تحديد رواتب الموظفين طبقا لمعايير معينة، مثل أقدمية الموظف أو مستواه التنظيمي في الحركة وهو ما يخلق حالة من عدم المساواة في الأجور فضلا عن تخصيص البعض من أموال الدعم بشكل مسبق دعما لمن ضحى بالغالي والنفيس من أجل الحركة مشيرا إلى عائلات الشهداء والأسرى والجرحى.

أموال التبرعات

أما جهود حماس لجمع المزيد من الأموال والتبرعات فما زالت مستمرّة، بحسب المصدر، وفي حال أتت هذه الجهود ثمارها فعندها سيتم تخصيص بعض المبالغ من أجل رفع مستوى الأجور للموظفين، ولكن حتى ذلك الحين لا بد لهم من أن يدبروا حالهم ومن وقع في ورطة أو مشكلة ما يمكانه مراجعة مسئوليه ليجدوا له الحل المناسب.

أموال قطر

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن قطر قررت إرسال الدفعة الثانية من المساعدات المالية لقطاع غزة، على أن يبدأ في صرفها للأهالي الفلسطينيين مطلع الشهر القادم.

وأفادت الهيئة على موقعها الإلكتروني، بأن الدفعة الثانية من الأموال القطرية تقدر بـ160 مليون دولار، ستقسم على 50 ألف أسرة فلسطينية، وهو العدد نفسه من العائلات الفلسطينية التي حصلت على دفعة أولى من الأموال القطرية.

الجريدة الرسمية