رئيس التحرير
عصام كامل

أندريه الحاج: دار الأوبرا أم الفنون.. ومدارس العود المصرية «الأهم»

فيتو

«يمكنك أن تسد أذنيك وتسمع الموسيقى من خلال حركات جسمه».. هكذا وصف أحد النقاد الموسيقيين، المايسترو اللبناني أندريه الحاج، لفرط الحيوية التي شعر بها والانتشاء خلال حضوره لإحدى حفلاته الموسيقية.


لم يهبط أندريه على الحياة الموسيقية فجأة، إنما خطى درجاتها خطوة خطوة، فمن عازف شاب مفعم بالإبداع والابتكار إلى مايسترو ليقود الأوركسترا اللبنانية الوطنية والشرق العربية، ليضع خطة متكاملة للأوركسترا ولأعمالها المقبلة، الأمر الذي مكّنه من نقل حب الموسيقى وثقافتها من المسارح إلى قلب الجمهور، وأعطى شكلا خاصا ومتميزا لما يجب أن تكون عليه الأوركسترا العربية.

وعلى هامش زيارته الأخيرة للقاهرة في الدورة السابعة والعشرين لمهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، التقت «فيتو» المايسترو للحديث حول مشواره الفني وحال ثقافتنا الموسيقي.

بدأ الحاج حديثه عن دار الأوبرا المصرية التي أكد أنها تحمل من العراقة ما يغنيها عن التعريف، فمصر هي أم الدنيا كذلك دار الأوبرا المصرية أم الفنون العربية، ومهرجان الموسيقى العربية المهرجان العربي الوحيد الذي يستقطب الأعمال الفنية العربية مجتمعةً في وقت واحد، لذلك عندما يوجود الفنانون فيه يشعرون أنهم في وحدة عربية فنية نشتاق إليها.

وعن تقييمه لوضع الأوركسترات الموسيقية العربية، قال الحاج: "لا مجال للمقارنة بين الأوركسترات العربية والعالمية، حيث إن الثقافة الأوركسترالية شاسعة بين العالمين، لذلك نحن بحاجة كبيرة لتعزيز الثقافة الأوركسترالية بالكتابة الموسيقية، فنحن نفتقد إلى تعزيز الثقافة الأوركسترالية والثقافة الموسيقية للجمهور وأن تصبح من صلب حياته ويكون لها المكانة نفسها التي تحتلُّها الأغنية والكلمة، وبالفعل لقد قطعنا شوطًا مهمًا لكن علينا الاستمرار والدفع قُدُمًا في هذا المجال".

أما على صعيد نشأته الفنية، فقد تعلم أندريه واحترف العزف على آلة العود، على الرغم من تربيته على يد والدته التي تعزف بالأساس آلة الأكورديون الغربية، فيقول الحاج: "صحيح، أنا نشأت على رؤية والدتي التي تعزف آلة الأكورديون وبيتٍ يضجّ بالموسيقى والغناء، لكن والدتي بنفس الوقت كانت تُسمعني أعمال فريد غصن وفريد الأطرش وعبد الوهاب، لذلك شعرت بميل إلى آلة العود، فضلًا عن أن العود هو الأكثر تماسًا مع القلب حيث هو الآلة الوحيدة التي يمكنك إحتضانها".

وعن مدارس العود، أوضح الحاج أن المدارس الثلاث الأهم للعود هي المصرية، العراقية والتركية، لكن ما خدم حضور العود بشكل بارز هي المدرسة المصرية، حيث عمد الفنانون المصريون على جعل العود مصاحبًا أساسيًا للأعمال الغنائية والتلحين، أما المدرسة العراقية للعود اعتمدت أكثر على التأليف الموسيقي وتقنيّات العزف مما أوصلهم إلى مراتب عليا في هذه الناحية".

وفي حديثنا عن غياب المسرح الغنائي، قال الحاج: "غياب المسرح الموسيقي في عالمنا العربي سببه ضعف التأليف الموسيقي البحت وحضور الموسيقى في وجه انتشار وحضور الأغنية والكلمة، واسترداده لا يمكن إلًا من خلال التشجيع على التأليف الموسيقي وجعل الناس يعتادون أكثر على سماع الموسيقى توازيًا مع الأغنية".

وختم الحاج حديثه لـ«فيتو»، حيث قال: "أطمح أن تنتشر الثقافة الموسيقية والأوركسترالية وأوركسترات الطلًاب بأوسع شكل ممكن لكي نؤسس لمستقبل موسيقي أكثر إشراقًا وحضورًا.. وعلى صعيدٍ أوسع أن تنتشر موسيقانا وتأخذ مكانها في أوروبا".
الجريدة الرسمية