رئيس التحرير
عصام كامل

أبوالغيط: القهر الإسرائيلي يزيد الفلسطينيين رسوخا في الأرض

أحمد أبو الغيط الأمين
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه كلما أمعن الاحتلال في القهر والعسف والتنكيل كلما زاد الفلسطينيون رسوخًا في الأرض، وتمسكًا بالحق، ودفاعًا عن القضية.


وأضاف أن ذكرى التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني تمر هذا العام، في وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية لتهديدات غير مسبوقة.

ونوه بأنه ما زالت الإدارة الأمريكية تُصر على اتخاذ جملة من المواقف المنحازة والقرارات المُجحفة التي توشك أن تقضي على أي فرصة لتطبيق حل الدولتين دون أن تطرح بديلًا مقبولًا أو معقولًا.

ولفت إلى سعى الولايات المتحدة عبر العام الماضي لتغيير معالم حل الدولتين وتقويض ثوابته بسحب قضيتي القدس واللاجئين من على طاولة التفاوض، عبر نقل سفارتها للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ثم إيقاف دعمها للأونروا، وأكد إن هذه الخطوات لن تغير من ثوابت القضية شيئًا وهي تظل خطوات معزولة لا تحظى بأي إجماع أو توافق دولي.

وأضاف أن دول العالم المختلفة سارعت إلى إعلان تمسكها بالمرجعيات القانونية وبمقررات الشرعية الدولية في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس في ديسمبر من العام الماضي ثم سعت الكثير من الدول الصديقة لسد الفجوة التمويلية في موازنة الأونروا لكي تظل مدارسها ومشافيها مفتوحة أمام ملايين اللاجئين.

وأكد أنه لا بديل عن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ووجه أبو الغيط نداء إلى الدول المشاركة في الاحتفالية التي يتحدث مسئولوها وسياسيوها، بين الحين والآخر، عن احتمال نقل سفارات بلادهم إلى القدس مثل البرازيل وجمهورية التشيك وأستراليا.

وقال إن هذه الخطوة تُخالف القانون الدولي، وتُلحق ضررًا بالغًا بصورة هذه الدول لدى الرأي العام العربي، وبعلاقات هذه الدول بكافة الدول العربية على مختلف الأصعدة والمستويات، فضلًا عن كونها خطوة لا تُساعد في تحقيق السلام المنشود بل في تعميق العداوة والكراهية.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي بلغ حدًا غير مسبوق من الاجتراء على أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني حتى صار يتبنى، علنًا وبلا شعور بالعار، منظومة كاملة من الفصل العنصري، ولم يخجل أن يجعل لها قانونًا سموه "قانون القومية" الذي يتجاهل حقوق أكثر من 2 مليون فلسطيني من فلسطيني الداخل، ويقصر حق تقرير المصير على اليهود دون غيرهم.

وأشار إلى مخططات تهويد القدس وافراغها من سكانها حصارًا وتهجيرًا وإحكام منظومة الاستيطان في الضفة توسيعًا وترسيخًا ليعيش الفلسطينيون داخل كانتونات معزولة تُذكر بأسوأ نظم العزل والفصل العنصري التي عفى عليها الزمن، وتجاوزتها الإنسانية..

وأكد سكوت العالم على هذه الجرائم اليومية هو عارٌ حقيقي، وقال:" ما نلمسه من بعض الشركات العالمية مؤخرًا من التوجه الجدي إلى مقاطعة الاستثمار والعمل في المستوطنات هو أقل ما يمكن عمله لرفض هذا الواقع اللا إنساني والتبرؤ منه".

وقال إن القضية الفلسطينية هي قضية عربية مركزية والقمة العربية الأخيرة اتخذت من القدس عنوانًا لها، ولن يقرر مصير الفلسطينيين طرف سواهم، ولكن عليهم أن يوحدوا كلمتهم عبر انخراط جاد ومسئول في مصالحة تنهي هذا الانقسام الذي أضر بالقضية وصورتها.
الجريدة الرسمية