رئيس التحرير
عصام كامل

التنمر يجتاح المدارس.. معلم يهين تلميذة أمام زملائها بسبب بشرتها السمراء.. انتحار طالبة بعد حفلة مضايقات من أساتذتها.. و«فريدة وآية» تدخلان في مرحلة اكتئاب بسبب التنابز بالألقاب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تشن الدولة بكامل أجهزتها حملة لمكافحة التنمر خاصة في المدارس لكن بعض المدرسين وقعوا في مساوئ التنمر الأمر الذي يهدر جهود الحكومة في القضاء على هذه الظاهرة السلبية.


وكشفت إحصائيات حديثة لليونسكو أن ربع مليار طفل يتعرضون للتنمر في المدارس من إجمالي مليار طفل يدرسون حول العالم.

وأجريت الدراسة على 19 دولة، وأسفرت نتائجها عن أن 34% من الطلاب تعرضوا للمعاملة القاسية وأن 8% منهم يتعرضون للبلطجة يوميا.

بسملة
وتعرضت الطالبة "بسملة على" بالصف الثاني الإعدادي في مدرسة الشهيد محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة بالسنانية بدمياط، لإساءة من قبل أحد معلمي اللغة العربية، وهو الأمر الذي تسبب في انتقادات واسعة للمدرسة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعود الواقعة، إلى قيام موجه اللغة العربية، بطرح بعض الأسئلة فقامت الطالبة بالإجابة عليها بسهولة ويسر، وبعد خروج الموجه قام مدرس اللغة العربية بالفصل بسؤالها عن اسمها، وبعدها طلب من تلاميذ الفصل أن يعربوا جملة "بسملة تلميذة سوداء" فبكت الطفلة ولم تحضر إلى المدرسة.

وتم إخطار الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة، وإخطار السيد سويلم وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط لفتح تحقيق بالواقعة.

انتحار إيمان
وفي الوقت الذي عانت فيه بسملة من الاكتئاب اتجهت إيمان طالبة بمعهد جمال عبد الناصر فني صحي للانتحار، بعد حفلة تنمر من معلميها، حيث ألقت بنفسها من شرفة منزل أسرتها.

وروت أمنية عبد العزيز، والدة إيمان طالبة المعهد الصحي المنتحرة بالإسكندرية، تفاصيل انتحار نجلتها، قائلةً: "روحت للمديرة وقولتلها قبل كده المدرسين بيعاملوا بنتي وحش"، متابعة "بعض مدرسي المعهد الفني كانوا يقومون بمعاملة إيمان معاملة قاسية طوال تواجدها داخل المعهد، كانوا بيقولولها انتي سودة ودخلتي تمريض إزاي أنت عار على الصحة".

وأوضحت "أمنية عبد العزيز"، في تصريحات لبرنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور"، أن نجلتها كانت تعبر عن استيائها الشديد لعدم الحفاظ على حقوقها وكرامتها من بعض المدرسين، قائلة: "المدرسين كل يوم كانت بتهزق بنتي".

فريدة وآية
«شيكابالا» و«شيكولاتة»، وصفان ظلا ملتصقين بـ«فريدة» منذ المرحلة الابتدائية، وحتى وصولها إلى الصف الأول الثانوى، وورثتهما عنها شقيقتها الصغرى «آية»، الاثنتان من ذوات البشرة السمراء، لانحدارهما من إحدى قرى مركز دراو بمحافظة أسوان، وعانيا من مرض نفسى، جراء مناداة كل منهما بلفظ «يا سودا».

تحكى والدتهما ميرفت حسين، التجربة المريرة في التنمر، التي مرت بها مع ابنتيها «فريدة» و«آية»: «فريدة كانت كل يوم تيجى من المدرسة معيطة، المدرسين ينادوها بشيكابالا يقولوا لها يا سودا، حالتها النفسية كانت زى الزفت، وطلع لها حبوب في وشها بسبب إحساسها بأنها وحشة وأصحابها بيتريقوا عليها».

وعرضت الأم ابنتها على طبيب أمراض جلدية، فأكد أن سبب المرض الجلدى نفسى، فلم تتأخر عن عرضها على طبيب نفسى، لم يتوقف الدعم الأسرى لـ«فريدة» عند والدتها، فخالتها التي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية تدخّلت أيضًا: «خالتها بعتت لها صور فنانين ومشاهير بشرتهم سمرا، وقالت لها إنهم محققين شهرة كبيرة، وسمار بشرتهم ماكنش عائق قدام نجاحهم».

تحسنت حالة «فريدة» قليلًا، وعادت إليها ثقتها في نفسها، وسرعان ما انتقلت الحالة إلى الأخت الصغرى «آية»: «من أول العام الدراسى ما بدأ وآية كل يوم تيجى تشتكى، وأنا أروح المدرسة اشتكى، مفيش فايدة».

وهنا كتبت «ميرفت» استغاثة على صفحة منظمة «اليونيسف» على موقع «فيس بوك» في أكتوبر الماضي، تطلب فيها المشورة، وسط آلاف التعليقات من آباء وأمهات يشتكون من تعرض أبنائهم للتنمر في المدرسة «الحملة القومية لحماية الأطفال من التنمر علشان يبقى لها نتيجة إيجابية لازم القائمين على الحملة من قبل وزارة التربية والتعليم ينزلوا المدارس، يوعوا الأطفال، لكن الفيديوهات التوعوية لوحدها مش كفاية».

وأكدت أن ابنتيها موهوبتان في الرسم الذي تخرجان فيه كل طاقاتهما السلبية المشحونة.

الجريدة الرسمية