رئيس التحرير
عصام كامل

إستراتيجية من 4 محاور لـ«الإفتاء» في مواجهة الأفكار المتطرفة..«المطويات والرسوم المتحركة» أبرزها.. معالجة الأمراض الشخصية والانحراف عن الدين.. إحياء معانى الرحمة والسماحة

فيتو

في إطار سعيها لتجديد الخطاب الديني، ومن أجل مواجهة الأفكار المتطرفة، أعدت دار الإفتاء إستراتيجية جديدة تتكون من 4 محاور رئيسية.


الأول: مشروع المطويات، المستوى الثانى: مشروع الأبحاث العلمية الـمعمقة، المستوى الثالث: نقد كتابات وأدبيات ومرجعيات الجماعات المتطرفة المستوى الرابع: وحدة الرسوم المتحركة.

وفيما يخص «المطويات» أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، أن الرؤية العامة لهذا المستوى يهدف لمعالجة أمراض الشخصية التي انحرفت عن الدين والمجتمع والأمة واعتنقت الفكر الباطل وسلكت طريق الشر حيث يتم خلالها التركيز على ثلاث جوانب في كل مطوية: أولها الجانب الشرعى وفكرى وعلمى، ثانيا الجانب النفسى، ثالثا الجانب الاجتماعى.

مشيرًا إلى أنه سوف يتم العمل على احتواء المطويات لهذه العناصر الثلاث بطرق مباشرة وطرق غير مباشرة ويتم من خلال هذه المحاور تحليل وتفكيك الفكر المتطرف المتشدد بكل محاوره وبيان البطلان الشرعى والواقعى لمقولاته وأفكاره وإثبات أنها ضد معانى ومقاصد الوحى الإلهى، وإحلال المفهوم الصحيح لهذه القضايا من الوجهة الشرعية الصحيحة، بما يمثل عملية إصلاح وإعادة تأهيل للشخصية المنحرفة ويمثل صيانة ووقاية للمسلم من الوقوع في هذا الفكر.

وأضاف «نجم» أن المحور الأول: الجانب العلمى الشرعي: يتم من خلاله تصحيح المفاهيم التي تعتقدها الشخصية المنحرفة «كفكرة التكفير أو تحكيم الشريعة أو مفهوم الجهاد»، وبيان المفهوم الشرعى الصحيح من خلال بيان بطلان المفهوم الخاطئ وغرس المفهوم الشرعى الصحيح من خلال آيات القرآن الكريم، وسنة النبى - صلى الله عليه وسلم-، وإجماع علماء الأمة، وذلك بأسلوب علمى سهل وميسر مبسط يجمع بين التأصيل الشرعى وبين مس الجانب الإنسانى الأخلاقى الذي يدعو إلى النزوع إلى فعل الخير وإعمار الأرض في الإنسان المسلم، وإحياء معانى الرحمة والسماحة والخير التي جاء بها ديننا الحنيف، ونفى كل معنى للشر والفساد، مع تجنب أسلوب الوعظ المباشر، والغرض من هذا المحور بيان النقد الشرعى للمعنى الفاسد المنحرف الذي تبنته هذا الجماعات، والتأكيد على المعنى الشرعى الصحيح بأسلوب علمى عقلانى ميسر.

والمحور الثاني: الجانب النفسي: الشخصية ذات الأفكار المنحرفة تتسم بعدة سمات وملامح تجعلها تصر على تبنى المفاهيم الباطلة بطريقة أقرب إلى العناد منها إلى رؤية عقلية أو علمية، وهى تسلك سبل الشر والفساد وتحاول أن تجعل ذلك مصبوغًا بصبغة شرعية ليقنع نفسه أنه يعمل من أجل الله وفى سبيل الله، وبيان الفكرة الصحيحة بالدليل ليس كاف وحده في انتزاع هذا الفكر من عقول الشباب الذين انحرفوا، فنحتاج بعد ذلك إلى خطوة أخرى وهى التمهيد النفسى لتقبل هذا الحكم الصحيح واعتقاده والعمل من خلاله، وذلك عن طريق بيان سمات العقل المسلم الواعى أو سمات الشخصية المسلمة التي تقبل الحق ولا تعاند وتستجيب لما يحقق مرضاة الله وإن خالف توجهات الجماعة أو القيادة، وكذلك الاهتمام ببيان أنه لا يوجد خصومة بينه وبين أمته تمنعه من قبول الحق وأن رجوعه إلى الصواب وتخليه عن الباطل هو الذي يقربه إلى الله تعالى، وليس التعصب لرأى أو فكر وأن الدين أمره قائم على اليسر لا على التشدد.

وأوضح مستشار المفتى أن المحور الثالث: الجانب الاجتماعي: يتم من خلاله رصد الأمراض الاجتماعية التي انتشرت بين الناس جراء هذه الأفكار المتطرفة، والتي حادت بمعتنقيها عن معانى الرحمة والسلام والرفق والسماحة التي دعا إليها الإسلام الحنيف، مع معالجة الخلل الاجتماعي الذي أصاب البلاد والعباد من جراء هذه الأفكار المنحرفة، التي تعتقد أن الدين هو الجماعة وأن الجماعة هي الدين، مع إظهار مفهوم أن المفهوم الصحيح لجماعة المسلمين الحقة هو السواد الأعظم للأمة الإسلامية، وعلى هذا الأساس فإن الانتماء إلى الجماعات والفرق التي بينت هذا الفكر قد عمل على تفريق الأمة إلى شيع وأحزاب نهانا الله عنها وحذرنا منها، فيجب على المسلم أن ينتمى لأمته فقط لا إلى لجماعة ولا إلى تنظيم، مع بيان خيرية الأمة بعامة الثابتة بنص قرآنى قطعى وأن الذي يشذ عن مجموع الأمة إنما يشذ في النار.

وتابع: إنه من خلال هذه المحاور الثلاثة تدور أفكار كل مطوية من المطويات، مع تأكيد المعنى الصحيح ونفى المعنى الباطل، وسوف يكون ذلك من خلال محاور رئيسية يندرج تحتها عدة عناوين فرعية تعالج قضية الفكر المنحرف وتعمل على تأكيد المفهوم الشرعى الصحيح وتنفى المفهوم الباطل وتخاطب القلب وتفتح طريق التوبة للجميع، والمحاور الرئيسية هي: « تفكيك فكر التكفير، وقضايا الجهاد، قضايا الانتماء الوطنى، وقضايا الخلافة، قضايا التمكين، قضايا الحاكمية وتطبيق الشريعة، قضايا فكر الخوارج وصفاتهم، قضايا مقاصد الشريعة والعمل الإسلامى».
الجريدة الرسمية