رئيس التحرير
عصام كامل

تركى الفيصل.. حكاية داهية سياسة يقود مهمة سرية لإنقاذ السعودية

تركى الفيصل
تركى الفيصل

أجبرت قضية مقتل الصحفى السعودي، جمال خاشقجى، المملكة العربية السعودية، على الاستعانة برجال الحرس القديم، والاستعانة بخبراتهم في صد الهجمة التي تتعرض لها الرياض، بعدما طالت رياح القضية كرسي الحكم، وبدأت تتسرب تقارير حول خلافات داخل أسرة «آل سعود».


رسالة تحذير

وفى ظل الأزمة الراهنة، برز من جديد على سطح الحياة السياسية، الأمير تركى الفيصل، رئيس الاستخبارات الأسبق، وبدأ يتحرك في هذا الملف بفاعلية ملحوظة، كانت محط أنظار الإعلام الدولى من خلال التصريحات أو التسريبات حول التحركات السرية والمعلنة التي يقوم بها الرجل.

أحدث التصريحات التي نقلت على لسان أمير الإنقاذ –تركى الفيصل- صبت في خانة نفى وجود انقسامات داخل العائلة،الذي يعد أحد أبرز عناصرها، وتأكيده على الولاء الكامل للملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان.

واستغل الفرصة لتوجيه رسالة مبطنة إلى قادة العالم المشاركين في قمة الـ20، بضرورة التعامل مع ولى العهد كممثل لبلاده، سواء رفضوا أم قبلوا وجوده.

شقة نيويورك

ولقناعة داهية السعودية السياسية –تركى الفيصل-، بخطورة فقدان التوازن بين واشنطن والرياض على خلفية الأزمة، كشفت صحيفة أمريكية عن لقاء سري جمعه مع 50 شخصية أمريكية بهدف تغيير اتجاه الدفة في أزمة مقتل خاشقجى.

وقالت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية في تقريرها الذي نشر منذ أيام، أنه "بعد شهر من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، حاول الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات السعودية إقناع جموع من الصحفيين والسياسيين في نيويورك بأن العلاقات السعودية الأمريكية تسير على الطريق الصحيح.

وتقول الصحيفة، في شقة في الجانب الشرقي من مدينة نيويورك وقف واحد من أكثر الدبلوماسيين السعوديين شهرة أمام حشد مكون من 50 شخصا وعدد من الضيوف تمت دعوتهم لسهرة صاخبة ومبهجة، في محاولة لتقليل المخاوف حول القيادة الحاكمة في السعودية.

وبحسب الصحيفة أيضا، كان ذلك الحفل في التاسع من نوفمبر، أي بعد أكثر من شهر من اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث واجه تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات السعودية خلال الحفل سيلا من الأسئلة حول دور بلاده في عملية خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، ولكن هذه المرة كان جمهور الفيصل أكثر حميمية نسبة لأنه مكون من مجموعة من الزملاء الكتاب والصحفيين والسياسيين ونشطاء الفكر من الذين كان بعضا منهم قد شارك مع الأمير السعودي في عدد من الحفلات السياسية الرسمية في السابق.

الإعلام الغربى

منذ حادث خاشقجى، لم ينقطع أمير الاستخبارات عن الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام الغربية التي يجيد التعامل معه، شملت شبكات شهيرة في أوروبا وصحف معروفة دوليا في أمريكا، وهدفت تصريحاته المتتالية إلى التشكيك في روايات تركيا والمخابرات الأمريكية عن الواقعة، ولم تخل من إعادة التذكير بدور إيران في المنطقة وخطورة الضغط على السعودية، لقناعته بالخوف الذي يتملك الجميع من خطط طهران الرامية للهيمنة الإقليمية وتعد المملكة حائط صد أساسي ضد هذا التوسع.


ميلاده ونشأته

ولد الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود في (15 فبراير 1945) بمكة المكرمة، وشغل منصب المدير العام للاستخبارات العامة السعودية من 1977 حتى 2001، ثم عمل سفيرًا للمملكة في بريطانيا حتى عام 2005، ثم أصبح سفيرا في الولايات المتحدة حتى 2006.

أحد أبناء الملك فيصل بن عبدالعزيز، وقد تلقى الأمير تركي تعليمه الأولى والمتوسط في مدينة الطائف، ثم التحق بمدرسة لورنسڤيل الخاصة في ولاية نيوجرزي الأمريكية، وأنهى فيها تعليمه الثانوي متخرجًا عام 1963. ومن ثم دخل جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة.

عمله في الاستخبارات

في عام 1973 عين مستشارًا في الديوان الملكي بالرياض. وفي عام 1977، عين رئيسًا عامًا لرئاسة الاستخبارات العامة، وهو الجهاز الذي أنشأه خاله كمال أدهم، وقد شغل المنصب خلفًا لعمر محمود شمس. وظل يشغل هذا المنصب حتى 2001.

وعمل سفيرا للمملكة في بريطانيا وأيرلندا، وذلك بعد إعفاء غازي القصيبي من منصبه، ثم أصبح في عام 2005 سفيرا للسعودية في أمريكا خلفا للأمير بندر بن سلطان الذي ظل سفيرا منذ أن عينه الملك فهد، وقد كان الأمير تركي الفيصل يتولى رئاسة جهاز الاستخبارات العامة قبل أن يصبح سفيرا. واستقال من منصبه كسفير للمملكة لدى أمريكا في فبراير عام 2007.

وسبق للأمير تركي أن زامل الرئيس الأمريكى، الأسبق بيل كلينتون، خلال فترة دراسته الجامعية، وكان وثيق الصلة بعلاقات العمل والتعاون مع واشنطن خلال فترة رئاسته جهاز الاستخبارات العامة.

ويعرف عن الأمير تركي الفيصل ثقافته العامة الواسعة ونشاطه الواسع ومشاركاته العديدة على الصعيدين الثقافي والاجتماعي، وهو أحد مؤسسي «مؤسسة الملك فيصل»، كما أنه رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث الدراسات الإسلامية.

الجريدة الرسمية