«الألعاب الإلكترونية» القاتل الجديد في مصر.. جريمة الإسكندرية تكشف المستور.. و3.5 مليارات دولار حجم التجارة في الوطن العربي.. مصر تتصدر قائمة الخطر.. وخبير يوضح طرق حماية الأطفال من الفخ
لم يكن الأمر أكثر من وسيلة ترفيه لكسر الملل، وإضفاء روح المرح على الإنسان في ظل الضغوط اليومية، أو على أقصى تقدير ألعاب تعمل على تنشيط الذاكرة، وتنمية الذكاء خاصة للأطفال، عند هذا الحد كان يمكن اعتبار الأمر عاديًا، لكن ما حدث أن تلك الألعاب باتت سببا للقتل، أو بمعنى أصح «القاتل الجديد في مصر»
لا أحد يعرف بالضبط متى بدأت تلك الألعاب التي غلب عليها طابع العنف، بعض الدراسات تشير إلى أن الأمر بدأ في سبعينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وسرعان ما انتقل إلى الدول العربية، وحين لاقت تلك الألعاب رواجا كبيرا بدأ مصممو الألعاب الإلكترونية في التركيز على الألعاب التي تؤدي للقتل.
جريمة الإسكندرية
ومنذ يومين شهدت مدينة الإسكندرية جريمة، حين تسلل طالب لشقة مُعلمته ليسدد لها طعنات نافذة بأنحاء متفرقة بالجسد، حتى سقطت جثة هامدة وفر هاربًا.
وتم ضبط المتهم من خلال قطاع الأمن العام، برئاسة اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية، وحينها اعترف الطالب أنه شاهد مقطع فيديو أثناء ممارسة لعبة، فقرر تطبيقه على أرض الواقع.
واعترف«سيف الدين» طالب، بارتكابه الواقعة موضحًا أثناء قيامه بممارسة إحدى الألعاب الإلكترونية، تعمل على أجهزة الحاسب الآلي، والهواتف الذكية، والتي تستند إلى وقائع أحد مسلسلات الرسوم المتحركة المتداولة على موقع يوتيوب، ولدت تلك اللعبة لديه فكرة القتل.
3.5 مليارات دولار
الأزمة يحددها حجم التجارة في تلك الألعاب، فيوضح شريف عبد الباقي، رئيس الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية، أن حجم تجارة الألعاب الإلكترونية في المنطقة العربية يبلغ نحو 3.5 مليارات دولار منها 300 مليون دولار بالأردن فقط.
600 ألف متابع لمواقع الألعاب
ووفقًا لإحصائية غير رسمية، حول عدد المواقع الإلكترونية الأشهر في تقديم محتوى يخص الألعاب في مصر، يبلغ عددها 7 مواقع، يتابعها ما يقرب من 600 ألف متابع، ومصر هي الأولى عربيًا في المشاركة بهذه الصفحات، ثم تليها السعودية والجزائر وليبيا والعراق.
تصنيف الألعاب الإلكترونية
تتضمن كل لعبة إلكترونية نظام تصنيف عالمي وفقًا للفئة العمرية منها، فكل لعبة تحمل على الغلاف كلمتي « ESRB & PEGI»، وهما عبارة عن تصنيف للألعاب الإلكترونية في دول الاتحاد الأوروبي، وهذا النظام يعطي الألعاب تصنيفا عمريا مناسبا للعبها، بالإضافة إلى إعطاء تفاصيل أخرى، مثل هل يتواجد أي عنف بداخل اللعبة أو وجود محتويات جنسية باللعبة، وهل هي لعبة مناسبة للجميع أم لا، ويتم وضع جميع موزعي الألعاب وتجار التجزئة تحت طائلة القانون، إذا ما تم بيع لعبة خاطئة لسن عمري غير مناسب للاعب اللعبة فيمكن أن يعرضه هذا لغرامة مالية كبيرة وعقوبة قد تؤدي إلى السجن، فيجب معرفة السن المناسب للمشتري قبل بيعه أي لعبة، فإذا توافرت هذه الشروط تم البيع.
مراقبة الأبناء
وحول حماية الأبناء من تأثير «محاكاة الألعاب الإلكترونية»، يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الأمراض النفسية والعلاقات الأسرية، إن الخطوة الأولى لحماية الأبناء من تأثير تلك الألعاب، هي مراقبة الأبناء لمعرفة نوعية الألعاب التي يتجهون لها، وهنا يتم توعيته بمخاطر تلك اللعبة، واستبدالها بأخرى.
كما أضاف في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الحل الأفضل للأسرة لمساعدة أبنائهم، في التخلص من حجم الألعاب تقليل الوقت المتاح للعب، واستبداله بمهارات أخرى، وذلك لإبعاد ذهنه عن تلك الألعاب.