ماري كويني تنصح نادر جلال بالعطف على الفقير
إنها اللبنانية الأصل، الفنانة والممثلة والمنتجة صاحبة وجه جميل، جاءت إلى مصر مع والدتها وشقيقتها عام 1923 بعد وفاة والدها وأقامت مع خالتها المنتجة آسيا داغر، وتزوجت من المخرج أحمد جلال وأنجبت ابنها الوحيد نادر الذي أصبح فيما بعد مخرجا شهيرا.
وكانت مجلة "الإثنين والدنيا" عام 1954 طلبت من مارى كوينى (ولدت 1913 ــ رحلت 25 نوفمبر 2003) أن تكتب للمجلة مقالا، فاختارت أن تكتب مقالا تهدى فيه خلاصة خبرتها الحياتية وكل ما عانته في مشوارها الفنى إلى فلذة كبدها نادر جلال لتكون له قواعد ودروسا يستفيد منها في حياته فكتبت تقول:
إن الإيمان نور يتسلل إلى القلب فيضيء جنبات النفس وطريق الحياة، وان الصدق من أهم ما يميز الإنسان، فالكاذب إنسان لا يعيش في دنيا كرام النفوس، وربما يغضب الصدق بعض الناس، أما الكذب فهو يغضب كل الناس.
احذرك يابنى من التردد والاندفاع فكلاهما عواقبه وخيمة، لأن الدنيا كئيبة من غير مغامرة، وبغيضة من غير الشجاعة.
أحب أن يشتهر عنك حب العدل والميل إلى الخير وصدق المشورة، أن أباك رحمه الله المخرج الفنان أحمد جلال كان يتحلى بهذه الصفات فعاش محبوبا ومات له ذكرى عطرة..
إن العدل من صفات الله فعليك أن تلتزم به وأن الخير ثوابه الجنة فليسع دائما له.إضافة إلى ضرورة الاخلاص في العمل وحب الأصدقاء وأن تسمع أكثر مما تتكلم.
وأحذرك يا بنى من المال الحرام فإنه يأخذ معه المال الحلال ويذهب به، واحذرك من هضم حق المظلوم، ومن أن تثور لأتفه الأسباب وأن تضع أعصابك في ثلاجة ولا تتهاون فيما يمس كرامتك.
وأخيرا أحب أن تعتمد على نفسك لأننى فعلت ذلك من قبل ووقفت على قدمي مرفوعة الرأس، لكن أحذرك من اليأس لأنه يقضي على الإنسان ويطمه ويهدم طموحه، وكما قال الزعيم مصطفى كامل (لا يأس مع الحياة ) والأهم من كل ذلك أن تعتمد على الله أولا وأخيرا لتكون مواطنا صالحا ينفع بلده ويقر عين أمه.
