رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة بين الآمال والآلام.. عام من الأزمات والاحتفالات

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

شهدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على مدار عام كامل، العديد من الأحداث المهمة التي جعلت الكنيسة تتصدر صفحات الجرائد، بينها المؤلم، والأخرى سعيدة.


الكنيسة القبطية كانت ترتب منذ سنوات لاحتفالات هامة، خلال عام 2018، إلا أن عددا من الأحداث الحزينة باغتتها.. هذه الأحداث كانت كفيلة أن تحنى ظهر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إلا أن ثباته، وإيمانه بأن جميع الأحداث هي ترتيب إلهي، جعله يعبر هذه الأزمات، وبالكنيسة إلى بر الأمان.

وفي يناير الماضي شهد البابا احتفال الكنيسة، بصلاة أول قداس داخل كاتدرائية المسيح الملك، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتعتبر الأكبر في الشرق الأوسط.

واحتفلت الكنيسة القبطية أيضا بمرور 50 عاما على ظهور السيدة العذراء بالزيتون، وسط حضور عدد كبير من شعب وكهنة الكنيسة الأرثوذكسية، وبمشاركة قداسة البابا تواضروس الثاني.

وعلى مدار أكثر من 7 أشهر احتفلت الكنيسة، بـ«مئوية مدارس الأحد»، بمعنى تأسيس خدمة «مدارس الأحد»، بيد القديس «حبيب جرجس»، ونظمت كل إيبارشية على حدة احتفالية خاصة، وشارك قداسة البابا تواضروس في بعضها، خاصة تلك التي نظمت في مسرح الأنبا رويس، والمعادي.

كما احتفلت الكنيسة، بمرور 50 عاما على إنشاء الكاتدرائية المرقسية الكبرى بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية، وذلك في عهد الراحل البابا كيرلس السادس، حيث تم افتتاحها في عام 1968م بحضور الرئيس جمال عبد الناصر وإمبراطور الحبشة هيلاسلاسي وقداسة البابا كيرلس السادس، ولفيف من الوزراء والسفراء ومندوبي عدد من الدول ومختلف كنائس العالم، إلى جانب عدد كبير من أحبار الكنيسة.

وتعد الكاتدرائية أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، وبما يتناسب مع الكنيسة التي تعد الأكبر بين كنائس المنطقة ذاتها وأكثرها عراقةً، وهى الكنيسة الأرثوذكسية تلك الكنيسة التي تحمل على كتفيها تاريخًا تقارب مدته 20 قرنًا من الزمان.

وأعيد ترميم وتطوير الكاتدرائية، حيث شهدت أعمال التجديد إعادة رسم أكثر من 200 أيقونة، داخل الكنيسة من خلال عدد من كبار الرسامين تم اختيارهم من قبل البابا تواضروس، ودهان الحوائط وجدران الكاتدرائية من الداخل والخارج.

كما احتفلت الكنيسة برسامة عدد من الأساقفة الجدد، وهم «الأنبا ماركوس أسقفا لإيبارشية دمياط وكفر الشيخ والبراري، والأنبا إسحق أسقفا لإيبارشية طما، القمص مرقس الأبنوبي أسقفًا لإيبارشية الوادي الجديد، والقمص ساويرس آفا مينا أسقفًا عامًا، القمص بولس المحرقي أسقفًا عامًا، والقمص بيشوى آفا موسى أسقفًا عامًا، والقمص مكسيموس آفا موسى أسقفًا عامًا»، بالإضافة إلى ترقية 6 أساقفة إلى درجة مطران.

وعقدت الكنيسة أيضا الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية، بعنوان «عودة إلى الجذور»، بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون.

ويعد الملتقى الذي يأتي بعنوان «عودة إلى الجذور» هو التجمع الأول من نوعه لشباب الأقباط من جميع أنحاء العالم، وتضمن برنامجه بالإضافة إلى الجانب الروحي جوانب ثقافية وسياحية في معالم مصر المميزة.

ويعتبر افتتاح قداسة البابا تواضروس الثاني، أكبر مكتبة قبطية بالشرق الأوسط على مساحة فدان كامل، في دير القديس الأنبا بيشوي للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادي النطرون، أكبر إنجاز على المستوى الفكري، حيث تجمع المكتبة أكبر قدر من الكتب القبطية النادرة والمخطوطات.

الإنجازات والاحتفالات التي شهدتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، طوال العام المنقضي، زاحمتها الأحزان التي فرضت نفسها بقوة، على الشعب القبطي، حيث رحل 6 من الأساقفة هم «الأنبا فام والأنبا أبيفانيوس والأنبا انطونيوس والأنبا بقطر والأنبا بيشوي والأنبا ارسانيوس».

ولعل حادث اغتيال الأنبا إبيفانيوس، وما فرضه من أوجاع على شعب الكنيسة، هو الأبرز، حيث نقل الصراعات المكتومة، والمستورة داخل جدران دير الأنبا مقار، إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أن تورط راهبين في قتل رئيس دير الأنبا مقار، زاد من ألم الحادث، خاصة في ظل رفض العقل القبطي، فكرة أن يكون «الراهب قاتل»، واستحضر البعض الراحل البابا شنودة الثالث إلى دائرة الصراع، حتى تحول الأمر إلى صدام بين تيارين، مما جرف الحادث إلى منطقة أكثر تشابكا.

الحوادث الإرهابية أيضا كانت حاضرة، في المشهد، حيث قدمت الكنيسة العديد من الشهداء، على مدار عام كامل، وكانت حادثة دير الأنبا صموئيل، هو الأكثر ألما.
الجريدة الرسمية