فتنة سيناء
معني اختطاف سبعة جنود من الجيش والشرطة، وتفاوض الرئيس ووزيرى الدفاع والداخلية ومدير المخابرات هو غياب الدولة المصرية تماما وترهلها وتفككها، وأنها فقدت سيطرتها علي أراضيها.
لا تفاوض مع مختطفين أيا من كانوا من مصر أو من خارجها، والمعلومات المؤكدة أن حماس نفضت يديها وأعلنت أنها غير مسئولة عن هذه العملية القذرة، رغم تورط هذا الكيان غير الشرعي في اختطاف ثلاثة ضباط شرطة من سيناء في فبراير من العام الماضي، وقتلها سبعة عشر جنديا في رفح في أغسطس من العام الماضي.
ورغم تشكيل لجان للكشف عن المتورطين في عمليتي الاختطاف، إلا أن شيئا لم يحدث كدليل واضح أن إخوان مصر متواطئون مع حماس في الاختطاف والقتل.
هناك من قالوا إن العملية الأخيرة هدفها التخلص من الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، الذي جاء به مرسي وكان يأمل من خلاله في أخونة الجيش، لكن الرجل يتمتع بولاء شديد للمؤسسة العسكرية وللقوات المسلحة المصرية، فأبي تنفيذ مؤامرة الرئاسة.
القبائل العربية في سيناء هي درع مصر في جميع الحروب التي خضناها مع الكيان الصهيوني، ومع ذلك فقد تورط بعضهم في اختطاف الجنود السبعة للي ذراع الدولة للإفراج عن عدد من معتقليهم بالسجون المصرية، وهذه فتنة نجح أخرون في تأجيجها لبث الفرقة بين فئات الشعب، بين البدوي والحضري، بين السيناوي والنوبي والصعيدي وأبناء الوجه البحري وأبناء المدن الرئيسية، في وقت نحتاج فيه جميعا إلي الوقوف صفا واحدا وعلي قلب رجل واحد لتنمية كل شبر في مصر، وخصوصا سيناء التي أهملها السادات ومبارك ودمرها مرسي بزرعه الجماعات الجهادية والحمساويين وكتائب عزالدين القسام فيها.
مرسي لم يتحرك في أزمة اختطاف الجنود السبعة إلا بعد تسع ساعات من اختطاف أبنائنا من سيناء، هذه الجماعة المغيبة المترددة الانتهازية، ماذا لو كان ابن الرئيس أو ابن أحد قيادات مكتب الإرشاد من بين المختطفين؟ هل كانت الجماعة تنتظر تسع دقائق – وليس تسع ساعات - كي تتحرك؟ أم أن الرئيس وجماعته وأهله وعشيرته هم السادة والشعب كله عبيد؟
الجماعة إلي زوال، وسوف تعود لمصر حريتها بعد اختطافها.. هذا هو منطق التاريخ ولكم في دول الظلم عبرة.