من شابه حاكمه فما ظلم
اختطاف 7 جنود مصريين، واقتحام عدد من الجماهير لمؤتمر يعقده أحد الوزراء وتهديده بالقتل، وتحطيم القاعة التى كانت تحتضن المؤتمر.. واقعتان مؤسفتان حدثتا أمس الخميس وتؤكدان أن الدولة المصرية أصبحت ماضيا، ولم يعد لها أدنى وجود فى زمن الدكتور محمد مرسى وعصابته التى تحكم مصر منذ أكثر من 300 يوم.
لم يعد للدولة فى ظل حكم الإخوان أى اعتبار، ففقدت هيبتها فى الداخل والخارج، وأصبحت الفوضى والبلطجة هما الحل لأى مشكلة شخصية.
ومن يلجأون إلى هذه الحلول يبررون سلوكياتهم المشينة بعبارة مؤلمة وهى: "من شابه حاكمه فما ظلم"، فالرئيس نفسه لجأ إلى مثل هذه الأساليب عندما استغل منصبه ونفوذه، فأصدر قرارات استفزت المصريين، لأنها ضد مصلحة البلاد والعباد بغرض بسط سيطرته وسيطرة مكتب الإرشاد والجماعة على مصر، كما يقولون إن جماعة الرئيس تلجأ إلى الميليشيات المسلحة لقتل وإرهاب خصومها دون رادع.
ومن المؤلم أن نقول مع كل حادث بغيض، إن الدولة المصرية تفقد شخصيتها واعتبارها يوما وراء يوم فى ظل حالة الارتباك والفوضى التى تسيطر على صانع القرار، الذى يؤكد يوما وراء يوم أنه كان الخيار الأسوأ للمصريين، الذين يندبون حظهم الآن على ما جنته أيديهم، كما يؤكد أنه الحصاد الأشد سوءا لثورة كان المصريون يتطلعون من خلالها إلى مصر القوية، مصر المتحضرة، وليس الضعيفة الواهنة، عديمة الشخصية.
ورغم كل ما يحدث من فوضى وانفلات أمنى وحوادث مروعة بصورة منتظمة، فإن الأسوأ لم يأت بعد وسوف يأتى سريعا، لأن الدولة المصرية انكشفت تماما، وتهتكت ثيابها، وظهرت عورتها، التى لن يسترها ويرد لها كرامتها إلا شعبها الذى ثار من قبل ضد الظلم.. واليوم وجب عليه أن يثور ضد الفوضى التى تعم البلاد، حتى نستعيد مصر ممن سرقوها، وتستعيد هى كرامتها التى فقدتها على أيدى العصابة التى استولت عليها فى غفلة من أهلها.