رئيس التحرير
عصام كامل

«هولوكوست دريفوس».. قصة حرق 25 لبنانيا في البحر بصاروخ إسرائيلى

فيتو

كشفت إسرائيل عن أحد أسرار حرب لبنان الأولى، حينما أطلق الاحتلال صواريخ على سفينة تحمل 25 لاجئًا لبنانيًا وأغرقها، بعد الاشتباه بأنها تقل إرهابيين، وهى في الواقع كانت تقل مدنيين يرغبون في الفرار من أجواء الحرب إلى تونس.


صواريخ بالخطأ

وذكر موقع القناة «السابعة» العبرية، أن غواصة إسرائيلية أطلقت صواريخ بطريق الخطأ على سفينة مدنية، كانت تقل اللاجئين الفارين من الحرب خلال إحدى فترات وقف إطلاق النار ما أسفر عن غرقها بالكامل.

ووقع الحادث بحسب التقرير أثناء وقف إطلاق النار في يونيو 1982، موضحة أن السفينة كانت تقل نساء وأطفالا، وأضاف أن قائد الغواصة قال إن السفينة كانت سفينة إرهابية، بينما أعرب نائبه عن شكه. وعلى الرغم من الشك، قرر قائد الغواصة إطلاق صاروخين من طراز طوربيد في جسم سفينة اللاجئين ما أدى إلى حرقها وغرقها ومات كل من كان عليها.

يهودي خائن

وعرفت هذه العملية باسم "دريفوس"، والاسم يعود إلى ضابط يهودي في صفوف الجيش الفرنسي، أُعدم بعد إدانته بالخيانة في فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى، ولم توضح الرقابة العسكرية الإسرائيلية تفاصيل عن هوية ركاب السفينة، إلا أنها أشارت بأن الضربة أجرتها غواصة حربية إسرائيلية كانت ترسو قبالة طرابلس، زاعمة أن قبطان الغواصة الإسرائيلية اعتقد أن السفينة تحمل مقاتلين (فدائيين) فلسطينيين كانوا ينوون الفرار إلى تونس، فأصدر أمرًا بإطلاق صاروخين طوربيد عليهم، ما أدى إلى غرقهم، ومنع العاملين من محاولة إنقاذ الركاب.

واعتبرت القناة العاشرة أنه في خضم فوضى الحرب، لم يدرك الفلسطينيون واللبنانيون أبدًا أن القارب غرق بواسطة غواصة إسرائيلية، وذلك خلال اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار في صيف 1982، واعتبر معدو التقرير الإسرائيلي أن الحادث لم يكن جريمة حرب، ولم يكن هناك سوء سلوك، ولا يوجد مكان لاتخاذ إجراء قانوني، وجاء الكشف عن هذا الفعل في أعقاب التماس قدمته القناة العاشرة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، التي قررت السماح بنشر التفاصيل.

قبطان الغواصة

وخلص التحقيق حينها إلى أن، قبطان الغواصة ارتكب خطأ عندما أمر بتدمير السفينة، لكن الأمر لم يكن جريمة حرب، كما أنقذه من المساءلة عندما أشار إلى أن القبطان لم يفتح النار على سفن أخرى يعتقد أنها كانت تقل مقاتلين فلسطينيين بسبب الشكوك بوجود مدنيين أبرياء على متنها، ومع ذلك قال ضابط سابق كان يحقق في المجزرة للقناة إنه لا يوافق على نتيجة التحقيق.

وقال العقيد المتقاعد، مايك إلدار، الذي كان قائد أسطول بحري في الحرب: إن القبطان تصرف بشكل غير صحيح، متهما إسرائيل بمحاولة التستر على المجزرة، مضيفا: "لدينا قواعد اشتباك حتى في الغواصات، فأنت لا تطلق النار على قارب لأنك تشك في احتمال وجود شيء ما عليه"، مؤكدا أنه كان يجب على قبطان الغواصة أن يستدعي قاربا للتحقق من هوية الموجودين في السفينة.
الجريدة الرسمية