رئيس التحرير
عصام كامل

جبل طارق.. صراع بين بريطانيا وإسبانيا على تركة المسلمين

فيتو

قالت مصادر دبلوماسية: إن مفاوضين من دول الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة بعد خروج بريطانيا لم يتمكنوا من الاتفاق على مستقبل جبل طارق خلال محادثات اليوم، لتظل القضية معلقة، قبل قمة قادة التكتل يوم الأحد للموافقة على اتفاق خروج بريطانيا.


اللقاء الفاشل

والتقى مفاوضون من الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، في محاولة لإزالة العقبة الأخيرة قبل قمة من المقرر عقدها الأحد للتصديق على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد، لكن اعتراضات أبدتها إسبانيا بشأن جبل طارق تعني أن النص النهائي للاتفاق والإعلان عن خروج بريطانيا قد لا يكون جاهزا حتى اللحظات الأخيرة.

واقترحت دول الاتحاد الأوروبي التعامل مع بواعث قلق إسبانيا في بيان منفصل يصدر عن قادة بلدان الاتحاد السبعة والعشرين يوم الأحد.


وكانت إسبانيا قد أعلنت أنها ستعترض على مسودة الاتفاق الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذا لم تدرج عليها تعديلات تتعلق بوضع منطقة جبل طارق.


وكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث على تويتر أمس الخميس: "بعد المحادثة التي أجريتها مع (رئيسة الوزراء البريطانية) تيريزا ماي، تظل مواقفنا متباعدة. ستدافع حكومتي دوما عن مصالح إسبانيا، وإذا لم تجر أي تغييرات سنعترض على اتفاقية الخروج".

معاهدة الانسحاب
وطلبت إسبانيا تعديل معاهدة الانسحاب والإعلان الخاص بالعلاقات الجديدة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بحيث تتضمن أن أي قرارات تخص منطقة جبل طارق المتنازع عليها والتابعة للتاج البريطاني، ستتخذ عبر مفاوضات مباشرة مع مدريد.


ووفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي، فإن التصديق على معاهدة الانسحاب يكون بالأغلبية وليس بالإجماع، ولا يحق لدولة واحدة عرقلة التصديق، غير أن زعماء الاتحاد الأوروبي يسعون لموقف موحد في ما يتعلق بهذا الأمر بالغ الحساسية سياسيا.


حكم ذاتى
جبل طارق.. هي منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني. تقع في أقصى جنوب شبه جزيرة إيبيريا على منطقة صخرية متوغلة في مياه البحر الأبيض المتوسط. سمي بجبل طارق على اسم فاتحه أمير مدينة طنجة طارق بن زياد في القرن الأول الهجري.

كانت المنطقة مستعمرة بريطانية حتى 1981 عندما ألغت بريطانيا هذه المكانة،  وقررت إقامة مناطق حكم ذاتي فيما بقي من مستعمراتها السابقة، وبعد تغيير طريقة الحكم في جبل طارق طالبت إسبانيا بإعادة المنطقة لسيادتها، مشيرة إلى أن الاتفاقية بين البلدين تنص بإعادة المنطقة إلى إسبانيا في حال تنازل بريطانيا عنها.

أما بريطانيا فأعلنت أنها لم تتنازل عن المنطقة، وأن الحكم الذاتي لا يلغي انتماء المنطقة إلى التاج البريطاني. مع ذلك وافقت بريطانيا على فتح ميناء جبل طارق أمام السفن الإسبانية.

في غضون السنوات السابقة جددت إسبانيا مطالبتها بإعادة جبل طارق للسيادة الإسبانية وحتى تفاوضت مع حكومة بريطانية عن هذه الإمكانية، ولكن سكان المنطقة رفضوها بقوة وتظاهروا ضدها إذ كان معظمهم بريطانيي الأصل.

التاريخ العربى

وخضعت المنطقة للحكم العربي منذ الفتح العربي الإسلامي لبلاد الأندلس، ولأكثر من 700 عام، إلى أن سقطت بيد الإسبان عام 1462م، واحتفظت بها إسبانية حتى بداية القرن الثامن عشر، إذ احتلتها قوة بحرية بريطانية عام 1704م، ومنذ ذلك الوقت استخدمتها بريطانية قاعدة عسكرية للتحكم في دخول السفن وخروجها إلى البحر المتوسط، كما استخدمها الحلفاء عام 1942 لشن هجوم على القوات الألمانية والإيطالية المتواجدة في شمالي أفريقية.

وأعطت معاهدة أوترخت عام 1713م جبل طارق لبريطانيا، على أن تعيدها إلى إسبانية في حال رغبتها بالتخلي عنها، وأصبحت مستعمرة بريطانية عام 1830، وقد فكرت بريطانية في عام 1964، بمنح جبل طارق الاستقلال، فاعترضت إسبانية على ذلك وطالبت بإعادة جبل طارق إليها، وقد أيدت الأمم المتحدة عام 1965 مطالبة إسبانيا بجبل طارق، فقررت الحكومة البريطانية الاحتفاظ بها، بعد أن أجرت استفتاء بين السكان، صوتت غالبيتهم العظمى لصالح استمرار السيطرة البريطانية، فزادت حدة الخلاف بين البلدين، مما دعا إسبانيا لإغلاق حدودها مع جبل طارق عام 1969، لكنها عادت وفتحتها عام 1985، ولا يزال الخلاف قائمًا بين الدولتين حول مستقبل جبل طارق، لتبقى البقعة رهينة وعقبة أمام انسحاب بريطانيا من البريكست.



الجريدة الرسمية