حلم ترامب الصعب.. صفقة القرن تدخل مرحلة «الموت السريري»
بدأت الإدارة الأمريكية، تتراجع تدريجيا عن طرح ما أسمته «صفقة القرن»، لحل القضية الفلسطينية، تنفيذا لوعد الرئيس دونالد ترامب.
تأجيل الطرح
واليوم كشفت القناة «العاشرة» العبرية، أن ترامب، قرر تأجيل موعد طرح تفاصيل خطة التسوية «صفقة القرن» إلى شهر فبراير من العام 2019.
وزعمت القناة الإسرائيلية، أنه وبعد ضغوط مارسها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بسبب الفوضى السياسية التي تعيشها دولة الاحتلال، وأزمات الائتلاف الحكومي، استجاب ترامب لنتنياهو.
وتابعت القناة، أن الإدارة الأمريكية وافقت على تأجيل الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن، لحين الانتهاء من الأزمة السياسية والأمنية داخل إسرائيل.
وبحسب القناة العاشرة، فإن رغبة نتنياهو في تأجيل الصفقة، تكمن في عدم استعداده لتقديم تنازلات للفلسطينيين، وخاصة في ظل تربص الكثير من المسؤولين الإسرائيليين به، ومراقبة مواقفه وتصرفاته السياسية.
معلومات مغلوطة
المعلومات التي استندت إليها القناة الإسرائيلية كمبرر لقرار تأجيل الإعلان، جاءت من باب «بيدي لا بيد عمرو»، بهدف خلع ذريعة للطرفين الأمريكى والإسرائيلى كجهة رفض للصفقة المزعومة، بعد تأكد الأطراف الفاعلة بوجود رفض عربى جماعى لتمريرها.
فمن جانبها أنكرت مصر معرفة تفاصيلها في رسالة عدم رضا حول ما تسرب منها في وسائل الإعلام، كذلك أكدت المملكة الأردنية رفضها التام للتفريط في حقوق الشعب الفلسطينى.
وجاء موقف الملك سلمان الرافض بقوة أن يكتب التاريخ عنه " الملك الذي فرط في أرض فلسطين".
وكانت قد كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، في تقرير نشر خلال شهر يونيو الماضى، عن الرسالة التي وجهها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى البيت الأبيض، وفيها رفض السعودية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تقرير سابق
وذكرت الصحيفة حينها، أن «السعودية أبلغت إدارة ترامب أنها لن تكون قادرة على دعم خطتها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعروفة إعلاميا بـ«صفقة القرن»، إذا لم تنص على أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
ونقلت «هاآرتس» عن دبلوماسيين اثنين مشاركين في المحادثات حول خطة السلام، أن الملك السعودي، عبر عن دعمه للموقف الفلسطينى وطمأن القادة العرب بأن المملكة ما زالت ملتزمة بمبادرة السلام العربية لعام 2002 التي تنص على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”. وأوضحت أن الملك السعودي أعرب عن هذا الموقف في سلسلة اتصالات أجراها مؤخرا مع كبار المسؤولين الأمريكيين والرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيره من الزعماء العرب.
مصر والأردن
في سياق متصل، نقلت الصحيفة العبرية، عن مصدر دبلوماسي لم تسمه قوله إن «التغير في الموقف السعودي تجاه خطة السلام جاء بسبب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، مضيفا أن السعوديين أبلغوا الإدارة الأمريكية: ما كان باستطاعتنا فعله قبل قرار القدس، لا نستطيع أن نقوم به الآن»
وأوضحت الصحيفة أن مصر والأردن حثتا الإدارة الأمريكية على طرح خطة السلام إذا كانت منصفة للجانب الفلسطيني، مضيفة أن الأردنيين حذروا إدارة ترامب من أن أي خطة منحازة لإسرائيل ستتسبب في اضطراب بالأردن الأمر الذي يضطر عمان لرفض الخطة بشدة.
ثلاثة عراقيل
وبحسب الكاتبة اللبنانية، أورنيلا سكر، أثبتت التجارب أن الكيان الإسرائيلي لا يمكن التفاوض معه على أساس مشروع حل الدولتين، على رغم المساعي التي تمت لعقد اتفاقات وتفاهمات إسرائيلية- فلسطينية، بهدف الوصول إلى تـسوية، وحل النزاع الشرق أوسطي. فدولة الاحتلال أخلت بالمواثيق والمعاهدات وبخاصة اتفاق أوسلو، واليوم يعود المشهد ليتكرر مع ما يعرف بصفقة القرن.
مؤكدة في مقال سابق لها، على أن من يتابع المشهد الإقليمي والعالمي، يتضح له أن أمام هذه الصفقة عراقيل عدة رصدتها في النقاط التالية.
أولًا، أن شكل هذه الصفقة يبقى إلى الآن غير واضح المعالم والشروط والأهداف، ومضمونها مجهول ولم يعلنه الرئيس دونالد ترامب على رغم أن الصفقة من بنات أفكاره.
ثانيًا، هناك غضب شعبي عربي يصعب امتصاصه لقبول الصفقة، ولتصبح إسرائيل كيانًا يسهل دمجه عربيا على قاعدة القرابة السلالية والعرقية.
ثالثًا، كيف يمكن أن يقبل كل من الأردن ولبنان بحل أزمة اللاجئين الفلسطينيين، فذلك قد ينعكس في شكل سلبي على الصعيد الديموجرافي والجيوستراتيجي والسياسي.