بعيدا عن منظومة الأخلاق.. أسباب نفسية وراء التحرش الجنسي.. الباسوسي : فقدان الكف النفسي.. التخلف العقلي يترجم لسلوك جنسي.. فرويز: ورم الفص الجانبي من المخ أحد الأسباب

دائما ما يربط المعنيون بملف السلوكيات الجنسية الخاطئة، مثل: التحرش والاغتصاب، هذا السلوك بعوامل نفسية مختلفة تتعلق بانهيار الأخلاق وغياب التربية واحترام الآخرين، اليوم وانقلبت الموازين بقضية "متحرش المنصورة" الذي أثار جدلا واسعا.

متحرش المنصورة
وتابع الكثير بشغف قضية المتحرش بـ«طالبات المنصورة»، وردة فعل الفتيات بعد تردد أنباء بتمكن ضباط مباحث الآداب بالدقهلية، من القبض عليه، ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما كشفت التحريات، أن الشاب من أسرة مرموقة ووالده متوف وهو الابن الوحيد وله شقيقات، ويعاني من أزمة نفسية منذ عام 2011، ويعالج على إثرها لدى طبيب نفسي، حيث تعرض لبعض الانتكاسات النفسية نتيجة وفاة إحدى شقيقاته كان مقربا منها، ثم وفاة والده.

وأكد المتهم في التحقيقات الأولية أنه يعاني من مرض نفسي ويعالج منذ عام 2011، وأنه ارتكب الواقعة نتيجة تغيير في الأدوية التي يتناولها، وقدم ما يثبت مرضه في التحقيقات.

الفص الجانبي من المخ
ومن جانبه، يقول "جمال فرويز"الطبيب النفسي أن هناك بعض الأمراض التي تصيب الشخص تجعله ضمن فئة المتحرشين، ولكنها قليلة أهمها الهوس.

موضحا أن الوساوس تجعل الفرد يأتي بتصرفات "لا إرادية "، كما أنه يعترض عليها بشدة، فضلا عن بعض الأمراض العضوية وعلى رأسها وجود ورم في المخ، وخاصة في الفص الجانبي من المخ، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على بعض تصرفات المريض، وتدفعه إلى التحرش بالسيدات.

التخلف العقلي
وفي نفس السياق، يقول "أحمد الباسوسي"، استشاري الطب النفسي أن التحرش ترجمة لأعراض اضطرابات معينة سواء كانت جنسية أو اضطرابات أخرى في الشخصية أي كان نوعها، تدفعه لفقدان القدرة على التحكم في انفعالاته، ويرتفع لديه الكف النفسي القادرة على كبت الانفعالات المناهضة لتقاليد المجتمع.

التخلف العقلي
التخلف العقلي من أبرز الأسباب أيضا التي من الممكن أن تترجم لسوك التحرش، وخاصة أن المريض ليس لديه البصيرة لضبط انفعالاته أو سلوكه، ويفقد القدرة على التحكم في الذات والسيطرة على النفس.

الاكتئاب والعدوانية
وعلي الجانب الآخر، يقول "ماهر الصبغ" أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية أن لا يمكن علميا مرض معين يمكن وضعه تحت مصطلح التحرش، ولكن المتحرشين يتميزون ببعض الخصال، والتي من أبرزها الكبت الجنسي والاكتئاب والعدوانية وخاصة للمرأة، فأي مواطن عنده كبت جنسي، وليس لديه أخلاق، ولا يوجد عقوبة لمواجهته يندفع لممارسة هذا السلوك غير الأخلاقي.

كما أكد "أنور حجاب" أستاذ الطب النفسي، أنه من الصعب الربط بين التحرش والمرض، منوها عن أن المريض يكون مندمجا في مرضه والأعراض التي تظهر عليه، ولم يثبت علميا أن تناول بعض الأدوية تجعل للمريض ميولا لسلوك التحرش.