رئيس التحرير
عصام كامل

والمذيعة فرحانة أوي!


مشهد ( 1 )
كان العندليب عبد الحليم حافظ ضيفا على مذيعة التليفزيون المصري في الستينيات ليلى رستم.. كانت فكرة البرنامج- كما حفظته لنا التسجيلات القديمة واليوتيوب- أن يتم أولا على مسرح التليفزيون وتدير المذيعة حوارا بين الجمهور والضيف- العندليب وغيره- ثم يقدم الضيف شيئا على المسرح.. وهكذا تتنوع الحلقة..


وفجأة أرسل أحدهم ورقة يطلب إلقاء سؤال للمطرب الكبير وكان اسم المواطن مشتركا.. ممكن يكون واحد وممكن يكون واحدة.. إلا أن ليلى رستم قالت الآنسة.... تتفضل! وعندما تقدم الرجل شعرت ليلى بالخطأ الذي وقعت فيه! فماذا تفعل؟ هل قهقهت وارتفع صورتها وجلجل في أركان المكان؟ هل لامت الضيف على اسمه؟ هل ضحكت بحدود ولم تعتذر؟

العندليب انطلق في الضحك كعادته محاولا تلطيف الأمر، أما هي لأنها مسئولة عن الاستوديو وعن البرنامج ولكونها ابنة المؤسسة المسئولة عن تنوير الناس وتربيتهم وتثقيفهم كان اعتذارها أولا علنيا ومباشرا، ثم ثانيا بخجل لا مثيل له توارت فيه خلف كفيها!

مشهد (2)
برنامج على إحدى الفضائيات.. فيديو متداول من إحدى حلقاته تبدو فيه إحدى المذيعات تتحاور مع ما يسمى بـ"أبلة فاهيتا" تتناول أدق خصوصيات العلاقات الزوجية وتدهور في الحوار إلى حدود سخيفة وكلام عن تراجع قدرات الأزواج وانتعاش سوق الأدوية الخاصة بذلك.. ثم تنكيت على النكت وتسخيف على السخافة وفي الاستوديو أطفال مع آباء وأمهات وفي البيوت أطفال مع آباء وأمهات..

وبدلا من استشعار الانزلاق في التعليق الأول والتوقف يكمل القائم بأعمال فاهيتا إلى آخر مدى يمكن أن يتوقف عنده.. ولما لا؟ والمذيعة هي الأكثر ضحكا والأكثر تشجيعا والأقل خجلا والأقل تحملا للمسئولية وبما يتنافى حتى مع الأنوثة نفسها؟!

وبعيدا عن أي تحريض فمن نطالب بعقابه.. نفعل ذلك علنا بلا أي سقف ولا أي خاطر.. لكن أليس هذا خطر ومسف كإسفاف بعض الدراما؟ أليس ذلك مشهدا هابطا كهبوط بعض الإعلانات والأغاني؟ وكيف سننهض بالتربية والتعليم وهناك من يهدم من الجانب الآخر؟..

وإن كانت الثقافة الجنسية -حجة البعض- مطلوبة فهل تتم بهذه الطريقة؟ وهل هذا مكانها؟! وهل هذه وسيلتها؟!
أمور كثيرة تحتاج إلى ربط وضبط.. وأحيانا إلى ربط وضبط وإحضار!
الجريدة الرسمية