إذلال الغلابة على أبواب «قنا الجامعي».. طوابير انتظار طويلة أمام مراكز الأشعة.. نقص التمريض أزمة توقف عمل الحضانات.. المرضى يشتكون سوء الخدمات المقدمة.. والإدارة: نستقبل أعدادًا تفوق قدرات ا
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للنهوض بصعيد مصر، والوصول بالخدمة العلاجية المناسبة إلى البسطاء ومحدودي الدخل، فإن الروتين ما زال يحكم الصروح العلاجية في الجنوب، ويعاني المترددون على المستشفيات صعوبات كبيرة، وليس أدل على ذلك مما يحدث في مستشفى قنا الجامعي الذي يعاني إهمالًا واضحًا وتحول إلى مكان لاستنزاف أموال الغلابة.
بداية العمل
المعلومات المتوافرة عن المستشفى تسير إلى أن العمل به بدأ عام 2009 بالحرم الجامعي القديم في الكيلو 6 بسعة 150 سريرًا، وبعد سنوات قليلة تم تجهيز المستشفى للوفاء بالمتطلبات الأكاديمية والعلاجية لـ20 قسمًا علميًا إكلينيكيًا بالإضافة إلى التخصصات الدقيقة في كل قسم بتكلفة تزيد على 105 ملايين جنيه شاملة 35 مليون جنيه للإنشاءات، و70 مليونا للأجهزة والمعدات والتجهيزات، بالإضافة إلى مستلزمات التشغيل في عام الافتتاح التجريبي التي تشمل الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية بتكلفة وصلت إلى 10 ملايين جنيه، وفي عام 2009 انتهت مرحلة التشغيل التجريبي ودخل المستشفى الخدمة.
إهانة
يحيى منصور «أحد أبناء قرى مركز قنا» سرد الإهانات التي يتعرض لها المرضى عند الدخول إلى قسم الأشعة بالمستشفى الجامعي، وما يواجهه الغلابة يوميًا دون أي رقابة على المسئولين في هذا الصرح الطبي الكبير قائلا: "لا نعرف من يمتلك المستشفى هل الشعب القنائي أم الأطباء والعاملون به الذين يتحكمون في المرضى وذويهم.
منصور تحدث عن تقاعس الأطباء عن تقديم الخدمة العلاجية اللائقة للمترددين على المستشفى، مشيرا إلى أن أغلب الأطباء لا يخدمون إلا من يترددون عليهم في مستشفياتهم الخاصة خارج المستشفى الجامعي، أما من يقصدون المستشفى من الغلابة والبسطاء فلا أحد يسأل عنهم أو يهتم بهم.
معاملة سيئة
معاناة المرضى في قنا الجماعي عبر عنها أيضا «رجب فرج»، أحد أبناء مركز دشنا قائلا: "نعامل معاملة سيئة للغاية من أطباء المستشفى، وفي إحدى المرات ذهبت لإجراء أشعة وكان عدد المرضى كبيرًا جدا وفوجئنا بالطبيبة المسئولة تكتفي فقط بعمل أشعة لـ10 مرضى وطلبت من الباقين المغادرة، وعندما حاول البعض الاستفسار غضبت وردت قائلة: "إللي هيعلي صوته أنا هقفل وأمشي"، رغم صعوبات أوضاع الحالات التي كانت موجودة في هذا اليوم فإن المرضى وذويهم رفضوا الاستمرار وتركوا المستشفى لأنهم أيقنوا أنه لا بديل غير البحث عن مركز للأشعة خارج المستشفى.
رفض الاستقبال
سعد محمود، أحد أبناء مدينة قنا، تعرض نجله لحادث سقوط من أحد الأدوار العليا وذهب إلى المستشفى الجامعي، لكنهم رفضوا استقباله بدعوى أنه يحتاج إلى سرير عناية مركزة ولا يوجد سرير خالٍ، ويتحدث محمود بمرارة عن تفاصيل ما حدث مع نجله: "تم تحويلنا إلى أحد المستشفيات الخاصة بالمحافظة، ولا أعرف إذا كان هذا الأمر قانونيًا أن يتم تحويلي من الجامعي إلى الخاص ورغم ما تكبدته من خسائر فإن هذا لم يهمني كثيرًا لكن أتسأل إذا كان نجل أحد البسطاء سيتم تحويله إلى مستشفى خاص وهو لا يملك قوت يومه، قائلًا "يعني الغلبان يموت.. لو مش معاه فلوس.. وأين الضمير والمسئولون مما يحدث".
مآسي المستشفى وصلت إلى أن أحد المرضى شعر بآلام الزائدة الدودية ونقل على إثرها إلى قنا الجامعي، وفوجئ بعد إجراء العملية بآلام شديدة، وهو ما دفع عائلته إلى اصطحابه إلى إحدى العيادات الخاصة وبالكشف الطبي تبين وجود فوطة وهو ما دفع الطبيب إلى إجراء جراحة له واستخراجها، وتقدم بشكوى رسمية بعدها تم إيقاف المسئولين عن هذا الأمر 3 أشهر عن العمل.
قوافل طبية
رغم اتهامات كثيرة يوجهها الأهالي إلى المستشفى فإن قنا الجامعي قدم العديد من الخدمات العلاجية لأبناء المحافظة من خلال القوافل الطبية القادمة من الخارج وأغلبها من هولندا، بالإضافة إلى بعض العمليات الجراحية الصعبة التي يتم إجراؤها لبعض المرضى.
من ناحيته أكد الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادي، أن هناك متابعة مستمرة وزيارات مفاجئة لأقسام مستشفيات قنا الجامعي بالكيلو 6 والأخرى بالمعبر، مشيرا إلى أن المستشفى يخصص يومين فقط لاستقبال حالات الطوارئ بسبب نقص التمريض.
وأوضح الدكتور أسامة حسين عبد اللاه مدير عام المستشفيات الجامعية بقنا، أن المستشفى يواجه مشكلة كبيرة تتمثل في نقص أطقم التمريض، مشيرا إلى أن المستشفى به 29 حضانة ويصعب العمل فيها بكامل طاقتها بسبب تلك الأزمة.
وأشار إلى أن عناية الأطفال بها 10 أسرة لكنها لا تستقبل حالات الحوادث أو حالات التدخل الجراحي بناءً على قرار مجلس الإدارة الأخير وذلك لعدم تدريب أطباء الإطفاء على التعامل مع حالات الحوادث.
وأضاف: "يتم تحويل أي حالة تحتاج إلى عناية إلى أي مكان في حالة عدم وجود أسرة بالمستشفى الجامعي، ويتم التنسيق مع المستشفيات الجامعية في قنا وسوهاج وأسيوط لتحويل الحالة، مشيرا إلى أن هناك نقصا في الفنيين والأطباء بقسم الأشعة، بينما يتردد 1500 إلى 2000 مريض على العيادات يوميا".
"نقلا عن العدد الورقي..."