تتوغل وتنتشر.. دراسة تكشف زيادة أعداد الجهاديين حول العالم
رغم الحديث عن اقتراب القضاء على الجماعات الإرهابية، ونجاح أمريكا في التخلص من تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، وتأكيد العديد من مسئوليها ذلك، إلا أن ما كشفته الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، تقول غير ذلك، إذ أوضحت أن عدد الجهاديين حول العالم أكبر بكثير من عددهم خلال عام 2011 والذي وقعت به هجمات 11 سبتمبر.
الدراسة اعتمدت على بيانات تعود لعام 1980، عن كل الجماعات الجهادية وأيدولوجياتها، وسلطت الضوء على استمرار السياسية التي تتبعها تلك المجموعات الإرهابية القائمة على البروبجندا الإعلامية وإستراتيجية جمع المال وجتذاب المجندين الجدد من مناطق الصراع مثل سوريا والعراق.
230 ألف جهادي
الدراسة كشفت أن عدد الجهاديين حول العالم زاد بنسبة بلغت أربعة أضعاف المقاتلين في عام 2011، وذلك رغم مرور عقدين من الزمان، تم توجيه أشرس الهجمات ضد التنظيمات الإرهابية في كل دول العالم خلالهما، ويقدر أعداد المقاتلين بـ70 دولة حول العالم بنحو 230 ألف مقاتل، يتواجد معظمهم في سوريا وأفغانستان وباكستان.
ورغم انخفاض عدد الإرهابيين عن عام 2016، إلا أنهم قلوا بنسبة بسيطة وهي 5%، وتتراوح أعداد الإرهابيين المتواجدين بسوريا هذا العام بين 34.650 و70 ألفا، وفي أفغانستان نحو 64 ألفا، والعراق 15 ألفا، وباكستان يقدر حجمهم بنحو 9.450، وفي نيجيريا بلغ عدد الجهاديين نحو 7000 والصومال نحو 7.240.
خطر على أمريكا
أكد سيث جونز، مدير مشروع التهديدات العابرة للحدود في المركز البحثي، وأحد القائمين على الدراسة أن النتائج التي تم التوصل إليها تؤكد أن هناك بعض الجماعات الإرهابية تخطط لاستهداف الأمريكيين سواء بالولايات المتحدة أو بلاد ما وراء البحار، مؤكدا أن الأمريكيين في خطر حقيقي.
سبب الفشل
وأرجعت الدراسة سبب الفشل في محاربة الإرهاب، إلى تجاهل الحكومات الغربية لمساعدة الأنظمة التي تحارب الإرهاب على تحسين طريقة الحكم والتعامل مع المشكلات الاقتصادية والسياسية، فمثلا البطء في إعادة الإعمار في مدن الرمادي والفلوجة والموصل العراقية، والتي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، أدى لغضب السكان وجعلهم أكثر قبولا للانضمام للتنظيم الإرهابي بعد فقدان الثقة في الحكومة.
الانسحاب من أفريقيا
الدراسة حذرت من انسحاب أمريكا من أفريقيا والشرق الأوسط، من أجل التركيز على مواجهة التهديد الروسي والصيني، وهو ما يخطط له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحة أن تلك الخطوة ستمثل فرصة للجماعات الإرهابية للتوغل والانتشار مرة أخرى.