نصيحة لمعالي الوزير!
كنّا من قبل نشكو من صمت السادة الوزراء وسكوتهم على ما يحدث في إطار مسئولياتهم، ولكن يبدو أننا سوف نشكو قريبا من كثرة كلام السادة الوزراء، بشكل لافت للانتباه، وهو ما يجعلهم يقولون ما يثير ضيق الناس وغضب الرأى العام، ويرتب لهم مشكلات متجددة ومستمرة.
لقد صار لدينا عدد من الوزراء يتحدثون كثيرا وبشكل يومى، وفى كل شىء، ولذلك لا يمنحون أنفسهم الوقت الكافى لتدبر ما يقولون قبل قوله، ولاختبار كلماتهم.. وفى مقدمة هؤلاء يأتى السيد وزير التعليم.
نعم هو في حاجة لتواصل مستمر مع الرأى العام، خاصة مع أولياء الأمور، لأنه يشرف على تنفيذ مشروع طموح لتطوير التعليم لم تكتمل له كل المقومات الأساسية بعد، ويواجه مثل أي مشروع تطوير مقاومة من أصحاب المصالح، ويحتاج لأموال ضخمة لا تتوافر له، ومساعدين يشاركونه القناعة بأهمية هذا المشروع، مع منظومة إدارية يتم تطويعها لإنجاز هذا التطوير، وهو غير الموجود..
لكن كل هذا وغيره أيضا لا يبرر انطلاق السيد الوزير في الكلام وطلاق التصريحات المثيرة والملتبسة والغامضة والقابلة لتفسيرات متضاربة ومزعجة أحيانا، والتي من شأنها أن تجعله يخسر أهم مساندين يحتاجهم في تنفيذ مشروع تطوير التعليم، وهم أولياء الأمور، الذين صار السيد الوزير يتعامل معهم وكانهم خصوما له!
نصيحتى لمعالى الوزير، أي وزير، ألا يفرط في الكلام وأن يزن كلامه قبل إطلاقه.. وهذه نصيحة كاتب يراجع ما يكتبه قبل نشره.
