رئيس التحرير
عصام كامل

أبطال العالم على الرصيف.. «بطل الكاراتيه» بائع كشري.. «أفضل لاعب كرة قدم للصم والبكم» تاجر فاكهة.. «الأول في الجودو» بائع بلح.. و«نجم المصارعة» عامل في مطعم شاو

فيتو

ليس لهم نصيب في الحياة.. كافحوا وأحرزوا بطولات وانتهى بهم المطاف للعمل في أماكن غير متوقعة لمواجهة مصاعب الحياة.. فما سبب تدهور حالتهم الاجتماعية؟ وهل حان الوقت لتدشين صندوق عربي يعمل على تدعيمهم؟، وفيما يلي استعراض لحياة أبطال رفعوا أعلام بلادهم في بطولات عالمية، ثم انحدر بهم الحال إلى مهن بعيدة عن مجالهم.


السيد عواد
كان آخرهم، الكابتن السيد عواد، 52 عاما، ابن محافظة الغربية، الذي حصل على 17 بطولة دولية، وصل للعالمية في الكاراتيه ورفع علم مصر وحقق البطولات الدولية والعربية، وكرمه رئيس وزراء مصر ووزير الشباب والرياضة، وهزم إسرائيليا في تركيا ولعب في كل دول العالم.

"عواد" كافح من أجل الوصول إلى حلمه، بأن يكون بطلا معروفا في كل دول العالم في لعبته الفردية فحقق ما لم يحققه أحد، وحصل على شهادات وتكريمات من عدة دول، حتى تمكن من الحصول على شهادة مدرب من الدرجة الأولى بامتياز، لكن نهاية المطاف به كانت في نادي «السكة الحديد» براتب 400 جنيه، فلجأ إلى عمل آخر «بائع كشري» ليجابه صعوبة الحياة.

والآن السيد عواد يعمل «بائع كشرى» بأحد المحال المجاورة لمسجد السيد البدوي بسبب ظروفه السيئة، وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج «كل يوم» المذاع على فضائية «ON E»، أن ابنه انتحر بسبب عدم قدرته على توفير مصاريف الدراسة الخاصة به.

وأضاف: «حصلت على ميداليتين ذهب بمفردي ولم أحصل على مكافآتهما حتى الآن، وفزت على لاعب إسرائيلي في بطولة البحر المتوسط التي أقيمت في تركيا»، وتابع: «حزين على نفسي لأن الأندية الرياضية في محافظة الغربية إمكانياتها المادية ضعيفة، ولدي فتاة تم خطبتها ولا أستطيع تجهيزها».

وقال: «رفعت اسم مصر عاليا والآن أقيم بالإيجار في شقة صغيرة، لكي أنفق على أولادي، وأصبت باليأس وأبلغ من العمر 52 عاما، وليس لدي معاش شهري أنفق به على أسرتي».


طارق الجزار
يعرف الكثيرون "طارق الجزار" الحاصل على جائزة أفضل لاعب في العالم لكرة القدم للصم والبكم، خلال بطولة كأس العالم الماضية للصم والبكم التي أقيمت في إيطاليا، التي حقق فيها المنتخب المصري المركز الخامس بعد الفوز على أمريكا بهدفين نظيفين، في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، فهو أول لاعب أفريقي وآسيوي يحصل على الجائزة، وحرص وزير الشباب والرياضة على تكريمه.

ومرت الأيام وظهر "طارق الجزار" في أغسطس من العام الماضي في شوارع المحروسة وهو يبيع الفاكهة، حيث فوجئ به البعض وهو يقف في ميدان الجيزة يبيع الفاكهة، وعلى الفور نشروا صوره على مواقع التواصل لدق جرس الإنذار للمسؤولين في مصر، وتنبيههم بالمأساة التي حلت بلاعب رفع اسم بلاده عاليا.

وانتشرت الصور على مواقع التواصل وصفحات المسؤولين وصفحات الوزارات الحكومية، وتفاعل معها الكثيرون الذين دشنوا حملة لطرق أبواب وزراء مصر، أملا في الحصول على فرصة عمل مناسبة لنجم مصر تليق به، وتوفر له سبل الحياة الكريمة.


بطل الجودو
كما حصل محمد رمضان بطل مصر في الجودو، على العديد من البطولات والميداليات على مستوى الجمهورية، ففي عام 2000 حصل على بطولة الرست التي أقيمت بنادي الصيد، وفي عام 2001 حصل على نفس البطولة والتي أقيمت بنادي الصيد أيضًا.

وفي عام 2004 حصل على المركز الأول في «الرست» بالبطولة التي أقيمت في نادي الإسكندرية، وفي عام 2005 حصل على 3 ميداليات في بطولة ألعاب القوى والتي أقيمت بمحافظة أسيوط.

وفي عام 2008 حصل على المركز الأول والثاني في الرست يمين ويسار، وحصل في عام 2010 على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الجودو، كما حصل أيضًا عام 2014 على المركز الثاني في ألعاب القوى.

وانتهي به المطاف إلى بائع بلح، ففي سبتمبر عام 2015، عندما عرض الإعلامي وائل الإبراشي، تقريرًا يرصد بطل مصر في الجودو وهو يبيع البلح في الشارع، وقال «رمضان» خلال لقائه ببرنامج «العاشرة مساء» المذاع على فضائية «دريم»: «تقدمت بأوراقي أكثر من مرة للحصول على وظيفة في الجهاز الإداري للدولة، ولم أحصل عليها».

وأضاف: «أعمل حاليًا بائع بلح في الشارع، لأواجه ظروف المعيشة، مشيرًا إلى أنه حصل على مكافأة 100 جنيه بعد حصوله على 3 ميداليات، جودو أقيمت بمحافظة قنا»، واصفًا رياضة الألعاب الفردية في مصر بـ«الميتة».


طارق عبدالسلام
ولا يمكن أن ينسى التاريخ لاعب المصارعة "طارق عبد السلام" الذي يبلغ من العمر 24 عاما، فحصل طارق على المركز الأول في بطولة الجمهورية وزن 74 كجم، وتدرج في البطولات حتى شارك في إحدى البطولات التي أقيمت ببلغاريا عام 2016، وحقق الميدالية الذهبية، ثم شارك ببطولة الألعاب الأفريقية التي أقيمت بالكونغو برازفيل وحصد الميدالية الذهبية.

وتعرض طارق للإصابة خلال أحد معسكرات المنتخب، وشارك في عدد من البطولات رغم الإصابة، ولكنها تفاقمت، فاضطر للعلاج على نفقته بعد تجاهل مسئولي الاتحاد له، حتى اتخذ قرارا بالسفر إلى بلغاريا، بعد وصوله إلى بلغاريا عمل في أحد مطاعم الشاورما، للإنفاق على نفسه وعلى زوجته البلغارية، وللتأقلم مع غلاء المعيشة.


أحمد نعاس
القضية لا تتعلق بالمصريين فقط، فقط انطبق الأمر أيضا على العراقي أحمد نعاس الذي يعاني من قصر القامة، وحقق رقما قياسيا عالميا في مسابقة رمي الرمح، وفاز بالميدالية الفضية، وتعد ميدالية أحمد إنجازا نادرا للعراق في دورات الألعاب الأوليمبية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة.

ورغم ذلك عاد نعاس للعمل في كشك بيع الخضراوات خمسة أيام في الأسبوع، لمدة خمس ساعات في اليوم، يكسب خلالها ما بين 15 إلى 25 دولارا يقسمها بينه وبين ثلاثة من أشقائه.

وقال في تصريح صحفي عام 2012: "أجد صعوبة في التعامل مع هذا الواقع، فبعد كل إنجازاتي على أن أعود إلى عملي القديم"، ويضيف "كنت فخورا بنفسي إلى درجة شعرت أني أستحق شيئا أكثر من العودة إلى العمل هذا".

حيدر الفقيه
ولقي نفس المصير، "حيدر الفقيه" الحاصل على ثلاث ميداليات ملونة «فضية وبرونزيتين» لليمن، في البطولة العربية الآسيوية لرفع الأثقال، التي اختمت في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة أكثر من 500 رباع ورباعة، يمثلون أكثر من 40 دولة عربية وآسيوية.

هذا البطل اليمني عقب عودته من آخر بطولة عام 2013، تم تهميشه.. ونكرانه وتجاهله، حتى اضطر اللاعب خروجه إلى الشارع لبيع البطاطا بعد أن خذلته وزارة الشباب والرياضة اليمنية، ومن حسن الحظ إن اللاعب اختار مكان رزقه أمام الوزارة الذي تنكرت له، ليخرج الوزير كل يوم ويراه أمام الوزارة بعربته وهو يبيع البطاطا.

الجريدة الرسمية