بعد واقعة «ذا فويس كيدز».. بني سويف تتصدى لـ«التنمر» بالمدارس
بدأت مديرية التربية والتعليم، بمحافظة بني سويف، في مواجهة ظاهرة «التنمر» والعنف الطلابي داخل المدارس، بتنظيم ندوات توعية تلاميذ المدارس الحكومية، بعد أن بدأت تغزو المدارس، منذ بداية الموسم الدراسي، الذي شهد أكثر من واقعة، كان من أبرزها واقعة التعدي على الطالب خالد الفايد، نجم برنامج المسابقات الغنائية «ذا فويس كيدز» الذي تعرض لإهانات ومضايقات من زملائه طلاب مدرسة عبد الحميد عبد الحفيظ، الثانوية بمدينة سمسطا.
وبدأت مديرية التربية والتعليم، تنظيم الندوات وحملات التوعية، بالتعاون مع مركز النيل للإعلام، لمحاربة ظاهرة التنمر بين طلاب المدارس، والبلطجة، والتسلط، والترهيب، والاستئساد، والاستقواء، تحت عنوان: «أنا ضد التنمر» للتصدي للظاهرة السلبية التي تشكل خطورة شديدة على سلوكيات الطلاب داخل المدارس وخارجها.
قال الدكتور جمال عبد المطلب، أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة بني سويف، إن ظاهرة التنمر، هي من أخطر الظواهر على مجتمعنا الريفي، وبدأت تلك الظاهرة تغزو مدارس المحافظة، نتيجة تغيّر كثير من العادات والتقاليد بمراكز وقرى المحافظة، بعد انشغال رب الأسرة في تلبية احتياجاتها من مأكل وملبس وعلاج، على حساب بناء طفل سوي يحترم جيرانه وزملاءه.
وأوضح أستاذ علم النفس، أن التنمر في المدارس، أو تسلط الأقران في المدارس هو نوع من أنواع التنمر الذي يحدث في البيئات التعليمية، ويتمثل في النية العدائية والتكرار والمضايقة والاستفزاز، لافتًا إلى أن المُتنمر أو المتسلط هدفه إلحاق الأذى بالآخرين نتيجة غياب المسئولية وانعدام الوعي لديه، ويشعر كذلك بمتعة كبيرة عند إيذاء الآخرين ومشاهدتهم يتألمون ويتوسلون.
وقال أحمد كمال، إخصائي اجتماعي، إن التنمر المدرسي له تأثيرات على الطلاب المتنمر عليهم منها الغضب والاكتئاب والتوتر والانتحار، مشيرًا إلى أنه يمكن للمُتنمر عليه أن يصاب باضطرابات اجتماعية مختلفة، أو تتوفر لديه فرصة أكبر للانخراط في الأنشطة الإجرامية.
وأضاف، أنه إذا اشتبه في أن الطفل تعرض للتنمر أو أصبح هو بنفسه متنمرًا على أقرانه، فهناك عدد من العلامات التحذيرية في سلوكه التي تدل على ذلك، مشيرًا إلى أنه هناك العديد من البرامج والمنظمات في جميع أنحاء العالم تقدم خدمات للوقاية من التنمر أو معلومات حول كيفية مواجهة الأطفال للتنمر.
وقال محمد سعد أمين، مدير مركز النيل للإعلام والتدريب، أنه تم تنظيم قوافل بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، جابت المراكز الإدارية السبعة، للتوعية بما يعرف بـ«التنمر» لدى الطلاب، بحضور الموجة العام للتربية الاجتماعية محمد عدنان ومديرى الادارات التعليمية وعمر هاشم الموجه الأول للتربية النفسية والشيخ أحمد عبد العال إمام مسجد عمر بن عبد العزيز.
وأضاف مدير مركز النيل للإعلام، أن «التنمر» هو سلوك عدواني متكرر سواء بالضرب أو باللفظ، أو بالإيماءات، أو تكرار ألقاب سيئة عليهم، أو إجبار الآخرين على الإقصاء أو أشياء معينة، مضيفًا: «التنمر يعتبر حالة من التوجس، ومحاولة السيطرة وفرض الوجود، وهذا يحدث في المدارس وخارجها، موجود حتى لدى بعض الكبار من خلال بعض الصور مثل البلطجة».
وتابع «سعد»: الظاهرة لها طرفان (المتنمر والمتنمر عليه «الضحية») وأثبتت الدراسات أن الشخص المتنمر هو شخص متنمر عليه في المنزل أو مكان آخر ويتعرض للضرب والعنف، موضحًا أن «التنمر» موجود في مصر بشكل كبير، ومنها النكت، والشائعات، والمزاح على الآخرين المختلفين عنهم في بعض الأشياء.
وأكد مدير مركز النيل للإعلام، أنه هناك تجاوبًا وتفاعلًا من التلاميذ، باستفساراتهم، وطرح أسئلتهم، مشيرًا إلى أن أبرز استفسارات الطلاب عن التمييز في التنمر، موضحًا أن ظاهرة «التنمر» ظاهرة ومشكلة تستوجب الحل، وعلى الأسرة معاونة المدرسة في التصدي لتلك الظاهرة، مناشدًا ولي الأمر: «أقول للطفل حط نفسك مكان زميلك.. أنت ترضى حد يعمل فيك كده؟ يبدأ الولد يتخيل الضغط اللي وصل له زميله، ويبدأ يحس أد إيه سبب له أذى نفسيا».
يُذكر أن الطالب خالد محمد الفايد، نجم برنامج المسابقات الغنائية «ذا فويس كيدز» الذي تعرض لإهانات ومضايقات من زملائه طلاب مدرسة عبد الحميد عبد الحفيظ، الثانوية بمدينة سمسطا، وأكد والده أن زملاءه يسبونه بألفاظ خادشة للحياء وتعدوا عليه بالضرب على أسفل مؤخرة رأسه.