إحسان عبد القدوس يكتب: دردشة منتصف الليل
في مجلة روز اليوسف عام 1958 كتب الأديب إحسان عبد القدوس مقالا حول مستقبل اللغة والأدب قال فيه: "محمد عبد الوهاب وكامل الشناوي وفتحي غانم وكمال الطويل وأنا.. كنا جلوسا في الساعة الواحدة صباحا على مقهى في شارع الهرم طرح الأستاذ عبد الوهاب سؤالا عن التطورات التي يمكن أن تحدث للأدب في المستقبل، قال صديقنا الشاعر كامل الشناوي إن الأدب يتجه إلى أن يصبح أدبا موضوعيا، ويصبح العمل الأدبي وحدة متكاملة خالية من التزويق.
قلت: إن كثيرا من الكلمات العربية يبطل استعمالها حتى تموت، وستقل عدد الكلمات العربية المستعملة في الأدب إلى الحد الذي لا يبقى منها إلا ما يكفي فقط للتعبير عن المعنى.
وقال أديبنا فتحي غانم: ستموت التشبيهات والاستعارات، ولن يقال إن القمر كوجه حسناء مشرقة بل سيقال القمر الأبيض وهكذا، وسألت موسيقارنا عبد الوهاب بدوري عن التطورات التي ينتظر أن تحدث في الموسيقى فقال: ستصبح الموسيقى تعبيرا عن معنى وستنتهي بأن نضع اللحن أولا، ثم يضع الشاعر كلاما يتسق مع اللحن.. لا كما يحدث الآن إذ يوضع الكلام أولا ثم يلحن.
وقال الموسيقار كمال الطويل: إن موسيقانا الآن عبارة عن مجموعة زخارف وسيُبطل الزخرف عن موسيقانا وتصبح مجرد أفكار ومعان، قلنا كلاما كثيرا في هذا الموضوع.. كلاما استمر حتى الرابعة صباحا.
