رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية فلسطيني «خائن» لفظته مقابر المسلمين بالقدس ودفنه اليهود (فيديو)

فيتو

تظل جريمة الخيانة وصمة عار تلاحق صاحبها حتى بعد وفاته، ليبقى مذمومًا مدحورًا بين الناس والمجتمع، وقد يصل إلى حد رفض دفنه بين بني أمته، كما جرى مع الفلسطيني المسلم «علاء قرش»، الذي رفض أهالي القدس المحتلة دفنه في مقابر المسلمين، بعد أن وصفوه بـ«الخائن»، لدوره في بيع عقارات المدينة للمستوطنين المحتلين.


وسلطت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية اليوم الجمعة؛ الضوء على قصة حياة «قرش»، مستنكرة رفض المسلمين دفنه في مقابرهم، مؤكدة أنه سيدفن في مقبرة يهودية، بعد أن رفضت كل مقابر المسلمين استقباله، بتهمة الخيانة بسبب بيع عقارات فلسطينية في القدس لليهود على مدار سنوات.

حاخام يكافئ الخائن
وعلى ما يبدو أنه كنوع من التكريم على دوره في خدمة الاحتلال؛ وَقَّعَ كبير الحاخامات في القدس، الأشكنازي أرييه ستيرن، على قرار وَصَفَهُ الإعلام الإسرائيلي بـ«النادر»، من أجل دفنه في مقبرة يهودية، بعد وفاته في حادث سير على الطريق السريع 90، وهو أطول الطرق في فلسطين التاريخية.

وقال الحاخام في إطار اتخاذه للقرار، إنه يجب معاملة «الجوييم» وهم غير اليهود الذين يعرضون حياتهم للخطر من أجل المجتمع اليهودي معاملة إيجابية، مشيرًا إلى أن الحديث يدور عن شخص أظهر حسن النية، وكان على استعداد للمخاطرة من أجل المجتمع اليهودي، لذا سيُدْفَن في مقبرة يهودية تليق به، وفقًا لتصريحات الحاخام.

وقال، باروخ يديد، رئيس القسم الفلسطيني في حركة «إم تيرسو» اليهودية: «سنبذل قصارى جهدنا لمنح قرش مقبرة مناسبة، ولا يمكننا أن نؤذي كرامة أي شخص عربي خدم المجتمع اليهودي».

فتوى الحسيني
ولقي «قرش» مصرعه في حادث تصادم بين شاحنة وحافلة صغيرة قبل أسبوعين، قُتِلَ فيه 6 أشخاص، وبعد وفاته قرر مفتي القدس عكرمة صبري؛ أنه لا يستحق الدفن في مقابر المسلمين، لأنه كان يشتبه به في بيع ممتلكات لليهود في القدس، استنادًا على فتوى تاريخية صدرت عام 1935 من قِبَل الحاج أمين الحسيني الزعيم الفلسطيني خلال فترة الانتداب البريطاني، ووفقًا لحكم المفتي فإن «من يبيع بيتًا أو أرضًا لليهود لن يُمنح تصريحًا للدفن في مقابر المسلمين».

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن أهالي القدس رفضوا حتى دخول نعش علاء قرش إلى المسجد الأقصى بسبب خيانته، وللسبب نفسه رفضت العديد من المساجد في القدس الشرقية قبول جثمانه.

وتورط «قرش» بالفعل في بيع منزل مساحته 300 متر قبل سنوات في حارة السعدية بالقدس القديمة، وإخلاء السكان من العقار سنة 2010، ومنذُ ذلك الحين أعلنت عائلته براءتها منه، ووافقت فقط على صلاة الجنازة، ولكن لم تقم له سرادق عزاء تلبية لرغبة الشارع الفلسطيني، وكنوع من إظهار الرفض المطلق لمن يسير على نهجه.

وتستغل إسرائيل أمثال «قرش» وتغريهم بالمال وغيره من التسهيلات، للحصول على أراض وعقارات في مدينة القدس المحتلة، في إطار الحملة التي تقودها منذ عقود لتهويد المدينة، وتشويه ملامحها العربية.
الجريدة الرسمية