رحلة صناعة القماش.. «من الفتلة.. للتوب» (فيديو )
هنا شبرا الخيمة، حيث تتصدر «الخيوط والأقمشة» المشهد، مصانع الغزل والنسيج التي تنتشر في الأرجاء، وتجعل المنطقة أقرب إلى المحلة الكبرى، فالمنطقة قلعة أخرى لهذه الصناعة، ولكن من صنع الأهالي وبأموالهم الخاصة.
داخل إحدى قلاع المنطقة يضم المصنع الواحد آلاف العمال، الكل يعرف دوره جيدًا وسط ضجيج الآلات الميكانيكية الذي لا يهدأ، اعتادوا أن يعيشوا حياة منعزلة مفعمة بالحركة السريعة والنشاط الذي يدب في المكان يوميًا من أجل تحويل الخيوط إلى قماش.
يروى «حسام محمد» 32 سنة، عامل بمصنع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة، رحلة القماش من الفتلة لـ"التوب"، قائلا إنه يمر بمراحل عدة ويضاف إليها مواد مختلفة حتى تخرج بالشكل الذي نراه، فيقول : في البداية تكون «مرحلة النسيج» وفيها نأتى ببكرة الخيط الخام ويتم تدويرها على اللازونة من البكر الكبير إلى بكر صغير الحجم، وبعدها تدخل إلى ماكينة السداء ويوضع بكر الخيط على الحوامل المعدة لة على مسافات متساوية وعلى حسب عدد الفتل المطلوب في السداء حسب عرض القماش ويتم لفه على ماكينة السداء.
وتابع: « بعد ذلك يتم لف الخيط على المطاوى حسب عرض الثوب المطلوب ويدخل على قسم اللقي ويتم لقي الخيط من المطاوى في المشطين ويتم تركيبه على ماكينة النسيج وتوصيله على الدرء وشفط الخيط للحمل بواسطة المكوك ذهابًا وإيابًا بسرعة ما بين المشطين حتى يتم ربط خيط السداء مع خيط اللِحمة حتى يتكون الثوب».
وأضاف: في «مرحلة الصباغة» يتم دخول القماش الخام إلى المصبغة ووضع الأثواب على أحبال في ماكينة الصباغة ويتم صبغه عن طريق غليه بوضع صابونة مع ملح ومادة "صور اش" بنسب محددة حتى درجة الغليان، وبعدها يكون اختبار التشرب بأخذ عينة من القماش بعد الصباغة.
وتابع: «يتم أخذ عينة قماش ومطابقتها بالعينة المطلوبة فإن كانت مطابقة يتم تثبيت اللون بالخل، وإن كانت غير مطابقة يتم زيادة الصبغة بنسبة حتى يتم تطابق اللون بالعينة المطلوبة، وذلك في حالة إذا كان القماش الخام قطن 100% مع العلم أن الصبغة القطن تصبغ في وسط قلوى وإن كان القماش الخام "بوليستر" يصبغ في وسط حمضى وذلك بوضع الخل والمواد المساعدة ثم الصبغة».
وأكد «حسام» أن درجة الغليان تختلف حسب درجة اللون، "الفواتح بنظبط درجة حرارتها على 100م، لكن الغوامق بتكون على 130م، وبناخد عينة نطابق بها اللون بعد التبريد بنسبة 80م، وإذا تطابق يتم الشطف وتنظيف القماش من الصبغة ويطلع من ماكينة الصباغة يتفرد ويدخل ماكينة الرام يجفف ويفحص على الماكينة للتأكد من خلوه من أي عيوب نسيج أو صباغة، وأخيرًا يلف إلى أتواب حسب الكمية المطلوبة».