شبح عودة طلاب الإخوان يحاصر مسئولي الأزهر.. والجامعة تحصن نفسها من أتباع الجماعات الإرهابية.. تجميد لائحة «الأعلى للجامعات» لظروف خاصة..و«المحرصاوي»: لا مانع من إجراء انتخابات الات
حالة من الزخم تعيشها كل الجامعات المصرية على مدار الأيام الماضية، بالتزامن مع إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية، حيث تنافس 26 ألفا و825 طالبًا وطالبة على الانتخابات في كل الجامعات المصرية، طبقًا للأرقام المعلنة من قبل وزارة التعليم العالى، إلا أن أن هذا الزخم كان يقابله حالة من الثبات العميق والركود التام داخل أروقة جامعة الأزهر، والتي لم يعرف طلابها أي إجراء عن انتخابات اتحاد الطلاب إلا من خلال متابعتهم لوسائل الإعلام، نظرا لعدم إعلان إدارة الجامعة موافقتها على إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية في أي من فروعها على مستوى الجمهورية.
حالة تخوف
من جانبه أكد مصدر مسئول داخل الجامعة أن عدم إجراء انتخابات اتحاد الطلاب بالأزهر يرجع إلى تخوف إدارة الجامعة من عودة الطلاب التابعين للجماعات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان لتصدر المشهد مرة أخرى، خاصة وأن طلاب الجامعة لهم طبيعة خاصة، ويأتون من الأرياف والأقاليم، وهي المناطق التي تنشط بها هذه الجماعات، مشيرًا إلى أن الطلاب الذين يأتون إلى فرع الجامعة الرئيسي بالقاهرة، وإن كانوا لا ينتمون إلى المذهب الفكري الخاص بتلك الجامعات يكونون في حالة استعداد للتعامل معه ويكون من السهل السيطرة عليهم، وذلك نظرًا لطبيعة البيئة في الأقاليم والأرياف، والتي يسيطر الجزء الدينى منها على غالبية الأعمال.
آخر اتحاد
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن آخر اتحاد طلاب بالجامعة، والذي كان يرأسه أحمد البقري في عام 2014 كان ينتمى لجماعة الإخوان، وأنه حاليا متواجد خارج مصر، ويظهر في القنوات الداعمة للجماعات الإرهابية في بعض الأوقات تحت مسمى "رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر السابق"، لافتا إلى أن جامعة الأزهر لا يمكنها السيطرة الكاملة على أفكار الطلاب نظرًا لكثرة أعدادهم وتنوع البيئات والأيديولوجيات التي يأتون منها، مشددا في الوقت نفسه على أن الجامعة في انتظار مرور تلك الفترة على الوطن بسلام ثم بعدها من الوارد أن يكون هناك اتحاد منتخب للطلاب، ولكن هذا الأمر لن يتحقق هذا العام أو العام القادم على أقل تقدير.
قيد الدراسة
من جانبه قال الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر إن إدارة الجامعة ليس لديها مانع على الإطلاق من وجود اتحادات للطلاب، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة تسلمت بالفعل اللائحة الخاصة بالانتخابات، والتي أقرها المجلس الأعلى للجامعات للنظر بها ودراستها، ومعرفة إن كانت تتوافق مع الطبيعة الخاصة للجامعة، مشددا على أن الجامعة لها طبيعتها الخاصة، وتستقل في بعض الأمور عن المجلس الأعلى للجامعات، وأوضح أنه وجه كل عمداء الكليات لتفعيل دور "الأسر الطلابية" حتى تكون بديلا مؤقتا لحين الانتهاء من دراسة اللائحة الطلابية، مؤكدًا دعم إدارة الجامعة لبرامج الأنشطة الطلابية التي وضعتها الرعاية العامة للشباب.
وفى سياق متصل أكد الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب أن الجامعة لديها رغبة بالفعل لوجود إتحادات طلابية، ولكنه يجرى التفكير حاليا في آليات تنفيذ تلك الانتخابات، بجانب دراستها للائحة المجلس الأعلى للجامعات، مؤكدًا أن هذا يعد نوعا من أنواع التشريع ولا بد من دراسته بشكل متأنٍ، مؤكدًا أن عدم وجود اتحاد طلابي لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الأنشطة الطلابية داخل أروقة الجامعة، كما أنه يعطى حرية لرعاية الشباب في تنفيذ برامجها.
87 كلية
وأضاف "عامر" أن كل كليات الجامعة، والتي تقارب الـ87 كلية تشهد جميعها أنشطة بشكل يومي، بجانب تنفيذ أنشطة رعاية الشباب بالمجلس الأعلى للجامعات بالتعاون مع الجامعات والجهات التي لها علاقة بالأنشطة الطلابية، لافتا إلى أن هناك أنشطة طلابية مختلفة تتوافق مع الطبيعة الخاصة لجامعة الأزهر مثل الندوات التثقيفية التي تعمل على زيادة وعي الطلاب بكل القضايا المهمة التي تشغل الساحة العالمية، بجانب أن هناك بروتوكول تعاون مع جامعة النيل لتدريب الطلاب على دورات ريادة الأعمال، مؤكدًا أن هناك أنشطة بالفعل تقام بشكل يومى داخل الكليات.
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الجامعة ليس لديها أي تخوف من إجراء تلك الانتخابات، ولكنها تدرس آليات التنفيذ بما يضمن إجراءها بالحيادية المطلقة، بجانب دراسة إمكانية إضافة بعض البنود الخاصة باللائحة التي أعدها المجلس الأعلى للجامعات بما يتوافق مع طبيعة الجامعة الخاصة، مشيرا إلى أن جامعة الأزهر لديها فروع كثيرة منتشرة في كل محافظات الجمهورية، وبالتالى لابد من دراسة كل الآليات التي تضمن تطبيقها بشكل حيادى في كل الفروع، وأشار إلى أن هناك لقاءات دورية لرئيس الجامعة والنواب مع الطلاب لتوضيح وشرح والاستماع لكل مشاكلهم، لافتا إلى أنه فيما يخص وجود بعض الطلاب التابعين لبعض الجماعات الإسلامية فإن هذه المسألة تحددها الجهات الأمنية، وهى التي تعمل على تحديد ذلك من عدمه، مؤكدًا أنه على المؤسسات التعليمية توضيح الأفكار الصحيحة للشباب، وأن هذا التوضيح لابد وأن يكون بمستويات مختلفة سواء في التعليم الجامعي وقبل الجامعي.
بدائل جادة
من جانبه أوضح الدكتور حسام شاكر المنسق الإعلامي بجامعة الأزهر أنه ليس هناك غياب حقيقى للاتحادات الطلابية بجامعة الأزهر وإنما هو غياب للمسمى فقط، وإنما الوضع على أرض الواقع خلاف ذلك، مشيرًا إلى أن النشاط الطلابي متواجد بكثرة داخل أروقة الجامعة من خلال الأسر الطلابية مثل "أزهريون على المنهج وأزهري من أجل مصر" والذين عقدوا العديد من الفعاليات على مدار الفترة الماضية، وأن هناك اقتراحا يتم دراسته حاليا أن يكون هناك منسق خاص بالأنشطة الطلابية، ويتم تحديده من أعضاء هيئات التدريس بالكلية أو من الهيئة المساعدة، يكون مسئولا عن الأنشطة الطلابية، وليست الأنشطة الطلابية المتواجدة برعاية الشباب فقط، وإنما يشمل أيضا الأنشطة الإضافية التي يرغب الطلاب في تنفيذها.
"نقلا عن العدد الورقي...