رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة عبرية: ليبرمان يخطط لإزاحة نتنياهو من رئاسة الوزراء

نتنياهو
نتنياهو

ما بين مؤيد ومعارض داخل الاحتلال لخطوة استقالة وزير الدفاع، أفيجدور ليبرمان، تقف إسرائيل حائرة أمام معضلة اختيار وزير جديد خليفة له في المنصب أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ورغم أن استقالة ليبرمان جاءت كإعلان عن رفضه لسياسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في عدة ملفات على رأسها قطاع غزة إلا أن الخطوة تقف وراءها مآرب أخرى.


ثعلب سياسي
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، سلطت الضوء على الأسباب الحقيقة لاستقالة ليبرمان، موضحة أنه بعيدًا عن النزاعات الأمنية، فإن ليبرمان هو أولًا وقبل كل شيء ثعلب سياسي، وقد تحدث مؤخرًا كثيرًا عن الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى أن تراجع شعبيته في الاستطلاعات والانتقادات الحادة التي وجهت ضده من قبل زعيم حزب البيت اليهودي ووزير التعليم، نفتالي بينت، ووصفه بالضعف والخنوع أمام حماس كان له أيضًا اعتبارًا أساسيًا في قراره بالاستقالة من الحكومة. إذ شن بينت مؤخرًا هجومًا لاذعًا ضد ليبرمان، معتبرا أن سياسة الأخير في قطاع غزة فاشلة، وأن اتفاقيات التهدئة انهارت، مضيفًا أن وزير الدفاع المستقيل ترك أمن سكان إسرائيل بالجنوب لتقديرات حماس، لقد حان الوقت لنقول الحقيقة، ولم تأت انتقادات بينت من فراغ بل تنبع من كونه يطمح إلى منصب وزير الأمن الإسرائيلي.

تعيين بالصدفة
التقرير العبري أشار إلى أن ليبرمان لم يتول في مايو 2016 منصب وزير الدفاع بشكل طبيعي، بل جاء قرار تعيينه بعد استقالة الوزير الأسبق، موشيه يعلون، من الحكومة والكنيست بسبب ما وصفه بانعدام الثقة في نتنياهو، وقال يعلون، مثل ليبرمان، إنه وجد نفسه في خلافات جدية حول قضايا مهمة مع رئيس الوزراء، موضحة أن قرار تعيين ليبرمان قوبل بمشاعر مختلطة في المؤسسة الأمنية في ضوء تصريحاته المتطرفة السابقة حول القضايا الأمنية، ما يعني أن تعيينه جاء بالصدفة.

عديم الخبرة
وألمحت الصحيفة إلى أن فشل ليبرمان الذريع في الملف الأمني هو ما دفعه للاستقالة والبحث عن مكاسب سياسية أخرى، وأرجعت فشله إلى كونه لم يدخل منصب وزير الدفاع بخلفية أمنية ثرية، ولم يكن جنرالًا في الجيش، باستثناء وجوده في الحكومة وفترة ولايته كوزير للخارجية، والذي تعامل بشكل غير مباشر مع القضايا الأمنية، ما يعني أنه كان عديم الخبرة بالمنصب.

عداء نتنياهو
وكشفت عن وجود عداء تجلى في الخلافات المستمرة بين الجانبين والتي كان من بينها عدم التنسيق بينهما حول هوية رئيس هيئة الأركان الجديد، أفيف كوخافي، ولم يقبل ليبرمان إملاءات نتنياهو لتفضيل، الميجور جنرال إيال زامير، واتخذ قرار أحادي الجانب بتعيين كوخافي، فضًا عن الخلافات حول قطاع غزة وكذلك هدم قرية الخان الأحمر، وغيرها من القضايا.

ورغم أنه وفقًا لـ ليبرمان، فإن القرار الذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير هو قرار مجلس الوزراء الموافقة على وقف إطلاق النار بعد إطلاق 460 صاروخًا على إسرائيل خلال 24 ساعة. من وجهة نظر ليبرمان، كان ذلك استسلامًا لحماس، إلا أن ليبرمان يرغب في كسب أصوات اليمين المتطرف الذي عارض وقف إطلاق النار وانقلب على نتنياهو، بهدف تحقيق مكسب بعيد وهو ربما الوصول إلى منصب رئيس الحكومة بدلًا عن نتنياهو عن طريق أصوات اليمين المتطرف.
الجريدة الرسمية