عميدة «طب قصر العيني»: واجهنا عصابات سرقة الأجهزة.. وأنهينا أسطورة «الباعة الجائلين»
- سنواجه أزمة «نقص الممرضات» بأكاديمية «السنوات الخمس»
- لا نمتلك ضبطية قضائية لمواجهة مافيا مراكز الدروس الخصوصية
- صلاحياتي «داخل أسوار الكلية» فقط
- لا توجد أزمة في حضانات الأطفال داخل المستشفى
- اتفاقية «برلين – شرم الشيخ» أنهت أزمة «نواقص الأدوية»
- نخطط حاليا لافتتاح 30 رعاية مركزة بمستشفى «ثابت ثابت»
- المرضى يبتزون طلاب كلية الطب أثناء الامتحانات بـ«التشخيص الكاذب» وسنتغلب على هذه المشكلة بـ«نموذج محاكاة إلكتروني»
- «طب قصر العيني» أفضل كلية عملية في النشر الدولي بكليات القطاع الطبي
- نعطي مكافآت لأساتذة على النشر الأبحاث بالمجلات الدولية
«قصر العيني بلمسة نسائية».. قراءة التسلسل الوظيفي داخل كلية طب قصر العيني، والمستشفيات التابعة له، تكشف أن الحضور النسائي أصبح كبيرًا، وأن الكلية العريقة، والمستشفيات أصبحت قياداتها نسائية، تقود مخطط التطوير والإدارة بنجاح حسبما تشير الأرقام والإحصائيات والنتائج على أرض الواقع، بدءًا من الدكتورة هالة صلاح الدين عميدة كلية طب قصر العيني، جامعة القاهرة، التي تولت منصبها منذ ثلاثة أشهر، كما تولت الدكتورة صافيناز صلاح الدين منصب وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة نيفين سليمان، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، إضافة إلى وجود الدكتورة رشا عمار مديرة مستشفى أبو الريش المنيرة، والدكتورة رانيا حجازي مدير مستشفى أبو الريش الياباني.
الدكتور هالة صلاح الدين، عميدة طب قصر العيني، التي تقود المنظومة الطبية في «قصر العيني»، من البداية رفعت راية «التطوير للأفضل»، وقررت فتح جميع الملفات العالقة منذ سنوات، بدأت بـ«ملف الأزمات»، حيث واجهت أزمة سرقات الأجهزة الطبية التي كانت تعاني منها المستشفى خلال السنوات الماضية، كما تحاول – بكل ما تمتلك من صلاحيات- تحسين الأوضاع داخل المستشفيات، سواء فيما يتعلق بالخدمات الطبية أو أوضاع الأطقم الطبية التي تعمل تحت قيادتها.
«الإدارة الرشيدة».. متابعة ما يحدث على أرض الواقع، سواء داخل كلية طب قصر العيني أو المستشفيات، تكشف أن «د. هالة» تلتزم بهذا النوع من الإدارة، مبتعدةً تمام البعد عن سياسة «تزيف الحقائق» أو حتى التقليل من حجم الأزمات.. وحول المشكلات التي استطاعت خلال الأيام الماضية التغلب عليها، والسيناريوهات التي ستُنفذها للتغلب على بقيتها، وأمور أخرى كان الحوار التالي:
*خلال السنوات الماضية كان قصر العيني يعاني «مافيا الأجهزة الطبية» والسرقات المتتالية.. كيف واجهتِ هذه الأزمة؟
بالفعل.. كان هناك بعض العمال والموظفين يستغلون المساحات الواسعة والدهاليز الموجود داخل قصر العيني لإخفاء بعض الأجهزة الطبية ثم بيعها بالسوق السوداء أو بيعها «خردة»، وفي إطار مواجهتنا لهذه العصابات وضعنا باركود وأرقامًا خاصة على كل جهاز طبي، وتكون هذه الأرقام متصلة بالإنترنت وموجودة بقاعدة البيانات وبالتالي يسهل تتبع كل أجهزة.
*منذ فترة حدثت مشكلة داخل وحدة الكلى والديلزة (وحدة الملك فهد) تمثلت في عدم النظافة ونقل عدوى فيروس "سي" للمرضى.. ما خطط الإدارة لمنع تكرار هذه الكوارث؟
قضية نقل عدوى فيروس سي كانت قبل عدة سنوات بسبب خطأ ممرضة، أتى إليها مريض فشل كلوي وفيروس سي لإجراء جلسة غسيل كلوي طارئة، فلم تستخدم الماكينة المخصصة لمرضى فيروس سي بالوحدة بالتالي فنقلت العدوى إلى المرضى.
وفي هذه الواقعة.. انتهت الإدارة من التحقيقات الداخلية، التي وقعت جزاء تأديبيًا على الممرضة، وتم تغيير مدير الوحدة، واتخذنا قرارًا بإجراء فحص كل ثلاثة أشهر لمرضى الفشل الكلوي سواء كانوا مستجدين أو قدامى للتأكد من عدم إصابتهم بفيروسات كبدية معدية أو فيروس الإيدز لمنع انتقال العدوى، لا سيما أن ماكينات الغسيل تستقبل دم المريض ويمكنها نقل أي عدوى إلى المرضى.
*لا نزال في مربع الأزمات.. كيف واجهت الإدارة أزمة نقص الأدوية وصبغات الأشعة؟
اتفاقية «برلين – شرم الشيخ» ساعدت بشكل كبير على حل هذه المشكلة، التي وفرت احتياجات المستشفى من المستلزمات والأدوية بأسعار مخفضة، وحاليا نعتمد على التعاقدات بالأمر المباشر لمدة 4 أو 5 أشهر حتى انتهاء تطبيق وتفعيل الاتفاقية.
وفي الوقت الحالي لا يعاني المستشفى «نواقص الأدوية»، مع الأخذ في الاعتبار أن الأدوية الناقصة هي ناقصة بالسوق المصري عموما، ففي النهاية صناعة الدواء مثل بقية الصناعات خاضعة للعرض والطلب وقوانين السوق.
*وماذا عن مشكلة الباعة الجائلين الذين كانوا ينتشرون في مستشفيات «قصر العيني»؟
وضعنا كاميرات تغطي المبنى الرئيسي ومستشفى الطوارئ الجديد والقديم والنساء وجميع الوحدات، وأُراقب هذه الكاميرات بصفة دورية، وقد منعت زعيمة الباعة الجائلين (أم عمرو)، ويدخل معظم الباعة في أوقات الزيارة ويستغلون طرقات المستشفى للبيع والتسول، كما فَعلَّنا دور الكافتيريا التي توفر الأطعمة تحت رقابة إدارة المستشفى.
*كيف تواجه الإدارة مشكلة التكدس وطابور عيادات مستشفى «أبو الريش»؟
العيادات تعمل ثلاثة أيام بمستشفى أبو الريش المنيرة، وثلاثة أيام بمستشفى الياباني، وهي عيادات عامة ومتخصصة، ونخطط لفتح منافذ التذاكر مبكرا وزيادة عدد المنافذ لتقليل الزحام، كما نخطط لتطبيق منافذ تذاكر إلكترونية شبيه بمنافذ البنوك في عيادات قصر العيني وأبو الريش، حيث يحصل فيها المريض على رقم وينتظر دوره للقضاء على الزحام، وقد نجحنا في تطبيق ذلك بمستشفى ثابت ثابت بالجيزة للأمراض المتوطنة.
*هناك شكوى دائمة من سوء النظافة والإهمال بقصر العيني وأبو الريش.. كيف ستتعاملون مع هذه المشكلة؟
غير صحيح على الإطلاق.. هناك ورديات نظافة تعمل ثلاث مرات يوميا صباحا، ووقت الزيارات ومساء، كما أن الصور المنتشرة بالصحف كانت لمخزن القمامة ومخرن المعدات القديمة ليست لغرف العلاج.
*بشكل عام.. كيف تتصدى الإدارة للفساد الإداري داخل المستشفى؟
أجريت تغييرات إدارية بكل القطاعات، كما أجرت إدارة المستشفى جردا دوريا وكليا، ونجري تحقيقات إدارية، إضافة إلى إعادة الهيكلة والتقييم للوحدات.
*ما حقيقة ما يتردد حول وجود أزمة في حضانات الأطفال داخل المستشفى؟
لا يوجد نقص، مستشفى النساء يملك 100 حضانة، هي تخدم المستشفى فقط ولا تستقبل أطفالا مولدين خارجه لأسباب تتعلق بمكافحة العدوى، كما توجد 60 حضانة بمستشفى أبو الريش المنيرة، هي حضانات الرعايات الحرجة بأجهزة تنفس صناعي والمتوسطة.
وتكمن المشكلة أن هذه الحضانات تعمل بها ممرضة واحدة وهي مسئولة عن رضاعة الأطفال ومراقبة التنفس لنحو 50 حضانة، ولدينا 48 حضانة جديدة يمكن فتحهم لكن لا يوجد تمريض يغطي هذه الحضانات، والموجود يغطي الوردية الصباحية فقط، ونضطر إلى دفع 125 ألف جنيه شهريا لتوفير تمريض يخدم في المستشفى على مدار 24 ساعة، نحصل عليهم كتبرع من الجمعيات الخيرية، خاصة أن طالبات تمريض عددهم قليل ولا يستطيعون العمل بشكل مباشر.
*وكيف ستتغلبون على أزمة التمريض تلك بعيدًا عن تبرعات الجمعيات الخيرية؟
نخطط لإطلاق أكاديمية تمريض تكون بنظام خمس سنوات (3 سنوات نظري، عامين تدريب) لخدمة قصر العيني والرعاية المركزة وأبو الريش والحروق.
*تزامنًا مع الحديث عن نقص الحضانات هناك من اشتكى عدم توافر أماكن بالرعاية المركزة بقصر العيني... تعقيبك؟
«معنديش مكان، مقدرش أشيل مريض من الرعاية يموت».. ونحتاج إلى قاعدة بيانات تشمل مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، بحيث تتوجه سيارة الإسعاف إلى المستشفى الذي يوجد به رعاية متوفرة، ونخطط حاليا لافتتاح 30 رعاية مركزة بمستشفى ثابت ثابت بالجيزة بتكلفة 20 مليون جنيه، لأنها منطقة حيوية ومزدحمة بالسكان يصعب نقل مريض منها إلى قصر العيني،وخصوصا في أوقات الظهيرة.
*ما حقيقة ما يتناقله طلاب مادة الجراحة والامتياز حول ابتزاز المرضى لهم للحصول على أموال وقت الامتحان في مقابل إخبار الطالب بحالته الصحية؟
هذه الشكوى موجودة، وهؤلاء المرضى يبتزون الطالب بإعطائه تشخيص خاطئ هو ما يسبب رسوب بعض الطلاب، لكن إدارة الكلية منعت ذلك، فالطالب وقت امتحان الجراحة يجري كشفا على ثمانية مرضى، ويقف أمام كل مريض 5 دقائق، إضافة إلى حضور الممتحنين هو ما قضى على هذه الشكوى، ونخطط لجعل امتحان بنموذج محاكاة إلكتروني مثل الجامعات الأجنبية، وهو موجود لدينا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي يختبر أطباء زمالة الدكتوراه.
*وكيف يواجه المستشفى أزمة غياب «الأستاذ» عن الوحدات العلاجية؟
المدرسون المساعدون موجودون بوحدات النساء والأطفال، لكنهم يتغيبون بوحدات الجراحة والعظام، لذلك نجري زيارات مفاجئة لهذه الوحدات، ونكتب شكاوى ونوقع جزاء على المقصرين.
*ننتقل إلى منطقة أخرى.. ما الذي تأمله كلية طب قصر العيني من قانون المستشفيات الجامعية الجديد؟
نأمل تحقيق ارتباط عضو هيئة التدريس بالمستشفى كجزء من مهام عمله، لأن الأستاذ ينبغي أن يحصل على حقه، والمشكلة تمكن في أن الأستاذ بكلية طب يتقاضى الراتب نفسه الذي يتقاضاه الأستاذ بالكليات النظرية نظير التدريس والامتحانات، ولا يحصل عضو هيئة التدريس على مقابل نظير خدمة المرضى وإجراء العمليات أو العمل لفترات مسائية بطوارئ.
*إلى أين وصلت كلية طب «قصر العيني» في مجال النشر الدولي؟
الكلية هي أفضل كلية عملية في النشر الدولي بكليات القطاع الطبي، وقد زاد معدل النشر الدولي، ونعطي مكافآت لأساتذة على النشر الأبحاث بالمجلات الدولية، كما أن الكلية لها سمعة عالمية طيبة.
*كيف واجهت الكلية مشكلة المباني القديمة والمتهالكة مثل مبنى مستشفى طوارئ 185 القديم؟
المبنى قديم.. ومن جانبنا أصلحنا نظام الصرف الصحي به، وأصلحنا التكييف المركزي، كما وضعت الإدارة خطة تطوير شاملة للمستشفى وهي خطة قصر العيني 2020، وتضمن إصلاح وتجديد كل المباني.
*كم يبلغ حجم موازنة قصر العيني وأبو الريش؟
الموازنة موزعة على عدة بنود، بند للتطوير وبند لشراء الأدوية، وتبلغ الموازنة الشاملة مليار جنيه سنويا، ونحاول ترشيد الإنفاق وإدارة هذه الأموال.
*ماذا عن القوافل الطبية التي يطلقها المستشفى.. كم يبلغ عددها؟
نُطلق 3 قوافل طبية شهريا إلى مناطق نائية، لكننا نعاني مشكلة «تمويل هذه القوافل بتوفير الأدوية اللازمة للمرضى وتوفير تكلفة السفر، لأن الأطباء يعملون متطوعين بهذه القوافل، ونفكر في تطبيق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للوحدات المتحركة، بتوفير وحدة متنقلة بها أدوية ومعمل تشخيص ووحدة أشعة، بحيث تكون أشبه بمستشفى صغير متنقل وذلك بالتعاون مع بنك العربي الأفريقي.
*أين وصل مشروع الجايكا الياباني الخاص بإنشاء مباني عيادات جديد لمستشفى أبو الريش الياباني؟
المشروع متوقف حاليا، لأن الأرض التي سيبنى عليها المستشفى تربتها سيئة وتحتاج إلى أعمدة من نوع خاص للبناء، والمبنى تكلفته 5 ملايين دولار، ما يعني رفع تكلفة المشروع إلى 20 مليون دولار، لذلك لجأت الحكومة اليابانية إلى البرلمان للحصول على موافقته على رفع ميزانية المشروع، وننظر موافقة البرلمان الياباني بعد دراسته للمشروع بالتكلفة الجديدة.
*«الدروس الخصوصية» واحدة من الأزمات المزمنة التي تعاني منها الكلية.. كيف تخططون لمواجهتها؟
لا نملك ضبطية قضائية لغلق هذه المراكز، حدود عملنا داخل الكلية، «حدودي لحد أسوار الكلية ومقدرش أقفل مركز»، ومن جانبنا نلزم الطلاب بحضور 75 % من المحاضرات ونوفر شرحًا للمحاضرة مرتين لضمان فهم واستيعاب الطالب للمادة.
*كم يبلغ عدد الطلاب الوافدين الذين استقبلتهم الكلية خلال العام الدراسي الحالي؟
استقبلنا هذا العام 150 طالبًا، كما يبلغ عدد الوافدين نحو 1400 طالب وتبلغ نسبتهم بالكلية نحو 30 أو 25% من إجمالي عدد الطلاب.
*ما دور النظام الدراسي الجديد (5 سنوات نظرية وعامين تدريب) في حصول الكلية على الاعتماد دوليًا؟
النظام ليس له دور في الاعتماد الدولي، لأن الاعتماد دولي يكون بحصول الهيئة القومية لضمان الجودة على اعتماد دولي بالتالي تصبح كل الكليات التي اعتمدتها الهيئة معتمدة دوليا منها كلية طب قصر العيني، لأننا حصلنا على الاعتماد المحلي مرتين في 2011-2017.
كانت المشكلة في اعتماد الهيئة القومية لضمان الجودة، لأن اللجنة الدولية تحتاج مصروفات 50 ألف دولار، وكان الاقتراح بتبرع كل جامعة 5 آلاف دولار، قد رفض هذا الاقتراح، لذلك تواصلت طب قصر العيني مع بيت الخبرة لمنح الهيئة تبرعًا لاعتماد الهيئة ورفع قيمة الطبيب المصري، وحاليا تنتظر الهيئة زيارة من الهيئة الدولية لاعتماد الدولي.
*هناك شكوى من طلاب بسبب ارتفاع أسعار الكتب الدراسية.. ما مدى صحة هذا الأمر؟
وفرنا دعمًا للطلاب الفقراء من خلال صندوق التكافل الاجتماعي، الذي يحصل على تمويل من أموال إيجار الكافيتريات العاملة بالكلية، ويمنح الصندوق الطالب حتى ثلاثة كتب مجانا وفي سرية تامة.
*هل هناك موعد محدد لافتتاح المرحلة الثانية لمستشفى «ثابت ثابت»؟
تكلفة هذه المرحلة كبيرة جدا ونجري دراسة جدوى، ومن المقرر أن نلجأ إلى وزارة التخطيط لرفع تكلفة المرحلة.
*ما سبب الشكوى المتكررة من «بنك الدم»؟
بنك دم قصر العيني هو أحد البنوك الإستراتيجية للدولة، ويجمع الدم من حملات التبرع بالدم أو المتبرعين أو أهالي المرضى.
المشكلة كانت في فساد كميات كبيرة من الدم، لأن النواب غالبا يغفلون إعادة الدم إلى بنك الدم بعد إجرائهم العمليات، لذلك خصصنا فريقا لاستعادة أكياس الدم الزائدة عن حاجة عمليات إلى البنك هو ما وفر 40 % من أكياس الدم.
*أخيرًا.. ما الأسباب التي دفعت المستشفى لإيقاف عمل مركز الخلايا الجذعية؟
ننتظر وجود قانون رسمي بضوابط وآليات واضحة.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"