رغم استمرار الخلافات.. رئيس المجلس الأوروبي يحدد موعد توقيع «بريكسيت»
حدد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك موعد الخامس والعشرين من الشهر الجاري لعقد قمة لدول الاتحاد الأوروبي للتوقيع على اتفاق الخروج الذي تم التوصل إليه رغم الشكوك الكثيرة حول صموده أمام المعارضين البريطانيين.
ووجد الاتفاق الأوروبي البريطاني الخاص بتنظيم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ترحيبا واسعا من الأوساط الأوروبية كان آخرها تصريحات وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي عبر عن ترحيبه للاتفاق رغم أسفه لقرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، حدد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري موعدا لقمة لقادة دول الاتحاد الأوروبي للتوقيع على اتفاق الخروج الذي تم التوصل إليه مع بريطانيا.
وقال ماس في بيان: "إنه مصدر ارتياح كبير. بعد شهور من عدم اليقين، أصبح لدينا في النهاية إشارة واضحة من بريطانيا"، وأضاف: "قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي هو قرار نأسف له، وسنظل نأسف له دائما. ومع ذلك، نرغب في الإبقاء على وجود علاقة وثيقة مع أصدقائنا البريطانيين". وشدد ماس على أنه كان من المهم "ألا يتم المساس" بقواعد السوق الموحدة حيث كانت هذه هي أحد أهم إنجازات المشروع الأوروبي.
في غضون ذلك، قالت مصادر إعلامية إن خطاب تيريزا ماي رئيس الوزراء البريطانية مساء أمس الأربعاء حول موافقة حكومتها على الاتفاق قد تضمن أيضا إشارات إلى احتمال إجراء استفتاء ثانٍ على مشروع الانسحاب البريطاني وربما بنتيجة مغايرة للاستفتاء الأول، ووضعت ماي احتمال إجراء الاستفتاء الثاني حول المشروع بين خيارات عديدة في مواجهة رفض المتشددين للاتفاق المبرم بهذا الشأن.
على صعيد متصل، وبعد ساعات قليلة من إعلان التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن خروج الأخيرة من الأول، ظهرت الخلافات بين مسئولي الجانبين بشأن هذا الاتفاق. وبين مئات صفحات الاتفاق المنشورة أمس الأربعاء توجد الإشارة إلى متابعة الجانبين "للترتيبات الشاملة" لعلاقتهما المستقبلية و"إقامة منطقة جمركية موحدة" تشمل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، في مسودة اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تم التوصل إليها أمس.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن الكثيرين في الاتحاد الأوروبي يعتبرون هذه العبارات إشارة واضحة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتقد أن بريطانيا ستظل داخل اتحاد جمركي يضم الاتحاد الأوروبي بما يتجاوز الإجراءات المؤقتة التي تم الاتفاق عليها لتسوية الخلاف بشأن الحدود الأيرلندية.
وأوضح دبلوماسيون أوروبيون أن هناك ترجمات مختلفة لمعنى كلمة "إقامة" منطقة جمركية واحدة، حيث يرى الاتحاد الأوروبي أنها تعني أن الترتيبات الجمركية المؤقتة التي تم الاتفاق عليها هي مجرد خطوة نحو الوصول إلى ترتيبات دائمة، وفي المقابل قال مسئول بريطاني إن "هذا هو موقفهم (الأوروبيين) التفاوضي وليس موقفنا التفاوضي"، حيث يرى البريطانيون أن هذه العبارة لا تعنى أكثر من بداية دورة جديدة من المحادثات بين الجانبين.
وهذه الخلافات تشير إلى أن الطريق الصعب أمام الجانبين ما زال طويلا، كما أشار إلى ذلك كبير المفاوضين الأوروبيين الفرنسي ميشال بارنييه، كما أن عضوية بريطانيا الدائمة في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي تمثل خطا أحمر بالنسبة للكثيرين في حكومة حزب المحافظين البريطاني بقيادة رئيسة الوزراء تريزا ماي، ولهذه الأسباب هنالك من يثير سيناريو اتجاه بريطانيا نحو استفتاء جديد حول مشروع الخروج وربما تكون النتيجة في نهاية المطاف البقاء في الاتحاد الأوروبي بعد أن بات واضحا حجم الخسارة التي ستلحق بالاقتصاد البريطاني بعد خروجها من الكتلة الأوروبية.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل