القادم أسوأ.. غزة لعبة سياسية بين فاسد وسفاح (تقرير)
عقب 40 ساعة من العدوان الإسرائيلي المتواصل، على قطاع غزة خرج الاحتلال بخسائر فادحة، وحققت المقاومة الفلسطينية انتصارا ساحقا، برحيل وزير الدفاع افيجدور ليبرمان عن منصبه.
وباتت حكومة نتنياهو تواجه شبح التفكك خاصة بعدما أعلن رئيس الحكومة، بأنه سيتولى في هذه المرحلة حقيبة وزارة الدفاع بجانب وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء، ليظهر صراع سياسي جديد بين مع الأحزاب اليمينية المتطرفة الحاكمة.
ليبرمان يغازل
استقالة ليبرمان من منصبه كوزير للدفاع تشكل في ظاهرها إخفاقا كبيرا لجيش الاحتلال، بعد التصعيد على غزة، إلا أنها تعبر في باطنها عن صراع مكتوم بين ثنائى الشر نتنياهو وليبرمان، خاصة بعد إعلان الأخير انسحاب حزبه "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحكومي، ليضع رئيس الوزراء في ورطة حقيقية قد تسفر عن اللجوء لانتخابات مبكرة، وهو الأمر الذي يراه مراقبون فرصة لظهور شخصيات جديدة بديلة على كرسي رئيس الحكومة المقبلة، ولعل ليبرمان الذي يحلم بالمنصب قد يحقق حلمه في اعتلاء كرسى الحكم.
تهديدات لنتنياهو
استقالة ليبرمان وضعت نتنياهو بين فكى الرحي، خاصة بعدما دعت رئيسة كتلة "البيت اليهودي" شولي معلم، إلى تعيين رئيس كتلة حزبها نفتالي بينت وزيرا للدفاع خلفا لليبرمان وقالت: بدون حقيبة الدفاع لن يستمر البيت اليهودي شريكا في الحكومة"، وبالتالي في حال نفذ "البيت اليهودي" تهديده بالانسحاب من الائتلاف الحكومي سيصبح ائتلاف نتنياهو ضيقا، ومن السهل الضغط عليه وتبكير الانتخابات، الأمر الذي لا يرغب فيه نتنياهو خلال الوقت الحالي، وخصوصا أن غريمه -ليبرمان- قدم بيان استقالته ما يشبه برنامجا انتخابيا له في المرحلة القادمة حول الوضع الأمني، وخصوصا أن الأمن هو ركيزة أساسية في عقل الناخب الإسرائيلى.
وجاء في كلمته على الهواء، أن أحد أسباب قراره تعود لخلافات مع رئيس الوزراء نتنياهو والتي كان آخرها حول وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وكذلك معارضته تقديم اعتذارا إلى تركيا، وهو الأمر الذي جعله كسب العديد من الاصوات داخل دولة الاحتلال، أبرزها عائلة الجندي الإسير في قطاع غزة «هدار جولدن» والتي قدمت الشكر لـ"ليبرمان" على موقفه الثابت من عدة قضايا أبرزها الجنود الأسري.
خطوة استباقية
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، إلى إجراء مشاورات سياسية مع مقربين منه لإعادة تقييم الأوضاع في أعقاب استقالة ليبرمان، وقال مصدر مقرب من نتنياهو إن الهدف الأولى هو ضمان استقرار الائتلاف الحكومي، لتمكينه من المضي قدما في عمله، وأضاف المصدر، أن نتنياهو سيجري في الساعات القريبة محادثات مع رؤساء أحزاب الائتلاف بهدف الامتناع عن تبكير الانتخابات.
وفى نهاية المطاف سواء ظل نتنياهو المتهم بـ«الفساد» السياسي والأخلاقى، أو نجح ليبرمان «السفاح» في تحقيق خطته وأطاح بغريمه، لن يحمل المستقبل لغزة أو القضية الفلسطينية وحتى العرب سوى ما هو أسوأ في ظل وجود محتل يبيح الدم.