أسرار القارة السمراء في مؤتمر التنوع البيولوجي.. التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي لأفريقيا.. والتنفيذ كلمة السر في حالات التدهور.. مبادرة استعادة الغابات أبرز الجهود للمواجهة.. وإشادة بريادة مصر
مع بداية مؤتمر التنوع البيولوجي المنعقد الآن بشرم الشيخ بمشاركة أكثر من 150 دولة لمناقشة قضايا المناخ، افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعات الشق الأفريقي على هامش الإعداد للمؤتمر، وذلك بحضور شخصيات محلية وعالمية أبرزها «هارسن نيامبي»، رئيس شعبة البيئة وتغير المناخ والمياه وإدارة الأراضي في الاتحاد الأفريقي.
الاستعدادات
وفي البداية أوضحت ياسمين فؤاد أن مصر بدأت الاستعداد لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي منذ عامين، مؤكدة أن أولوية الاجتماع هي القضايا والمشكلات الأفريقية، لذا فقد تم عقد مجموعة من الاجتماعات والمناقشات، لتوضيح الاحتياجات والأولويات التي لا بد أن تعمل عليها الدول في القارة الأفريقية.
وأضافت «ياسمين»، أن مصر ستقوم بكل المجهودات لوضع القضايا الأفريقية ضمن أولويات المؤتمر، خلال فترة رئاستها لاتفاقية المناخ التي تستمر لمدة عامين، كما سيتم العمل من أجل رفاهية وحماية البيئة في أفريقيا والعالم.
وأشار إلى أن قارة أفريقيا غنية بالتنوع البيولوجى، لكنها لديها العديد من المخاطر التي تهدد ذلك التنوع، لذا فهناك أولوية لأفريقيا بحماية التنوع البيولوجي من أجل حماية الشعوب والوصول إلى التنمية، والتطور الصناعي، والخدمات والغذاء والأمن الغذائي.
تغير المناخ
وأكدت وزير البيئة أنه منذ عام 1992 ومع بداية اتفاقية المناخ تم التركيز على كل الخطط لحل مشكلات تغير المناخ وتدهور الأراضي، لافتة إلى عدم القدرة على محاربة زيادة الانبعاثات بشكل مباشر يأتي بسبب عدم توحيد المسارات، الأمر الذي تم الانتباه له الآن وسيتم أخذ خطوات فاعلة بشأنه، حتى لا تتفاقم السلبيات.
كما لفتت إلى أن مؤتمر التنوع البيولوجي سيكون للقرارات واتخاذ الآليات اللازمة، خاصة أن أفريقيا يجب أن تتولى الريادة على مستوى العالم، ونتائج المؤتمر سيتم ترجمتها على كافة الأصعدة لإنهاء عمليات تدمير موارد الأرض.
الأمن الغذائي
من جانبه قال «هارسين نيامب» ممثل لجنة الاتحاد الإفريقي، إن التنوع البيولوجي في قارة أفريقيا يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الأمن الغذائي، ويعزز من الاقتصاد، مشيرا إلى وجود العديد من التحديات التي تواجه القارة، أدت إلى تدهور التنوع البيولوجى، أبرزها الفساد والطمع، والتوسع الحضري، مشيرا إلى أن رؤساء الدول قد أعلنوا أن عام 2020 هو عام كسب الحرب ضد الفساد على مستوى القارة، خاصة أننا سمحنا للقوات الخارجية بالتخطيط للاستفادة من مواردنا كقارة أفريقية، دون استفادة شعوبنا منها.
التشريعات
وأضاف ممثل لجنة الاتحاد الإفريقى، خلال كلمته، أن التشريعات القانون موجودة، لكن التنفيذ هو ما ينقصنا، خاصة أن تلك السياسات غالبا ما ينتهي أمرها بوضعها في الأدراج، ونحتاج إلى العمل على وضع حد لتحول الغابات إلى صحراء نتيجة لسوء الاستخدام، وإلا فسنواجه مزيدا من معدلات الفقر، وهجرة شعوبنا إلى مناطق أخرى.
وأوضح أن هناك عددا من المبادرات للتخلص من استخدام البلاستيك نظرا لأثرها السلبي على التنوع البيولوجي، والحفاظ على العالم البري، ومكافحة الاتجار غير الشرعي في الحياة النباتية، ونأمل أن ننتهي منها في أقرب وقت ممكن، ونحتاج إلى تعزيز جهودنا في ذلك المجال.
ريادة مصر
وفي نفس السياق أكدت كريستيان بالمر، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، أن مصر لم تكن رائدة في عالم الحضارة فقط، بل برهنت أن التنمية المستدامة والاعتناء بالطبيعة أمران متصلان ببعضهما، ويعتمدان على بعضهما.
وأضافت «بالمر»، خلال كلمتها، أن هناك مجموعة من التحديات الصعبة التي تواجه الاتفاقية، مثل تدمير البشر للبنية التحتية والموارد الطبيعية بشكل سريع، فأكثر من 77% من الأراضي على الكوكب، تم تغييرها من قبل البشرية، ونستثني منها القطب الشمالي، هذا بجانب أنواع تختفي بنسب مرتفعة، بالإضافة إلى تدهور مجالات البنية التحتية، وتدهور المحيطات، والتغيرات المناخية.
وتابعت بأن ممارسات الزراعة المستدامة تقدم الغذاء وسبل العيش، وبالتالى لا بد من إيجاد نظم عالمية للحفاظ على النظم العالمية، وأفريقيا أكدت أنها يمكن أن تتمتع بريادة تلك الحركة العالمية للاستعادة، حيث تقدمت 27 دولة أفريقية بمبادرة لاستعادة الغابات الأفريقية.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة عازمة على التعاون مع الدول الأفريقية والعالم كله، خاصة أننا شعرنا بالآثار السلبية للتغيرات المناخية، ولا بد من الالتزام لوضع إطار عالمي للعمل والانخراط عبر القطاعات المختلفة، وخلق فرص جديدة لتقديم توازن لحماية الحياة على الأرض.
جودة الهواء
أما باتريشيا إيسبينوزات الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة، فقد أكدت على ضرورة العمل لتحسين جودة الهواء وصون الأرض التي نعيش عليها وحماية المياه التي تغذينا، فهناك أماكن في الأرض تعاني من تغير المناخ وتغير التنوع البيولوجي مثل أفريقيا وهناك اعترافات دولية بذلك، ويجب العمل بأقصى سرعة لحل تلك المشكلة.
وأضافت ممثلة الأمم المتحدة خلال كلمتها، أن أكثر من مليار شخص هم سجناء أرض زراعية تدهورت بسبب شح المياه الذي سيستمر في التوغل، و65% من الأراضي الزراعية في أفريقيا تدهورت، كما أن 50% من مربي الماشية قد تأثروا بهذا الأمر.
وأكدت على أن تدهور الأراضي يعرض 11 مليون من شباب أفريقيا العاملين للخطر بشكل غير مباشر، والذين بدورهم يجب أن يكافحون من أجل الموارد الطبيعية المتبقية أو الاستسلام والهجرة، لافتة إلى أهمية وضع حد لفقدان الأراضي الزراعية وإرجاع الأنظمة الحيوية.