«حمو بيكا» ثقافة شعب
انتابتني حالة من القرف واليأس طوال الأسبوع الماضي بسبب انشغال السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية بقضية القرن المتمثلة في إلغاء حفل حمو بيكا، وتناثرت الأخبار هنا وهناك حول الحفل والحرب الخفية التي يتعرض لها مطرب الجيل بيكا، وتبعات الإلغاء، واتهام نقيب الموسيقيين بأنه يدير مؤامرة ضد هذا الـ بيكا..
وبعدها بساعات وجدت التعب الأعمي يقتل قلوب المصريين بعد هزيمة الأهلي في دوري الأبطال، وفقدان اللقب، وهو مؤشر خطير جدا حيث كشفت الهزيمة عن الوجه القبيح للتعصب الأعمى، والذي هو حتميا فيروس جديد يغزو الشارع المصري، ربما يتسبب في كارثة كبرى قد تؤدي إلى توترات واحتقانات ومناوشات قد ترتقي في حالة استمرار تغذيتها إلى فتنة وتحزبات.
فلا أحد ينكر أن حزبي الأهلي والزمالك هما الأكبر في مصر، وأنهما المتحكمان في مزاج المصريين وهما أيقونة السعادة، والتنافس بينهما أمر محمود لكن أن يرتقي للفتنة فلابد من وقفة لأن كل هذه الأمور فهى بمثابة السلوك الغريب على المصريين، كل هذا يجعلنا نستكمل ملف بناء الإنسان المصري، والدردشة التي سترتقي إلى سلسلة من المقالات حول ما طرحه الرئيس السيسي بشأن إعادة بناء الإنسان المصري والتي تناقشت فيها مع اللواء حسام نصر مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان الأسبق الذي أكد أن هذه الأطروحة هي لب الموضوع وأن مشروع إعادة بناء الإنسان المصري سيجعلنا نتخلص من كافة السلبيات والأزمات التي تواجهنا، فهناك سلوكيات غريبة على الشعب المصري رسخت بعض المبادئ الهدامة في نفوس الشباب، وأصبحنا بحق في أمس الحاجة لبناء الإنسان المصري من جديد لصناعة أجيال قادرة على العطاء.
وعملية بناء الإنسان المصرى، هي عملية مجتمعية وليست عملية حكومية، والدولة لا تمتلك عصا سحرية، لحل المسألة لبناء الإنسان، فهي عملية فيها تفاعل شديد بين الإصلاح والمجتمع المستعد لدفع تكلفة الإصلاح، كل الشواهد تؤكد أن القادم أفضل، وأن الإنسان المصري لا ينقصه فكر أو علم، وبناء الإنسان المصري يتم علميًا وصحيًا ومجتمعيًا، ويتطلب جرأة في التغيير، ومواجهة للتحديات، وإيمانًا وتكاتفًا بين الأفراد والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية لإنجاح التجربة.
لأن نجاحها يعنى نجاحنا جميعًا، وعلميا بدأت الحكومة ثورة التعليم التي تواكبت مع إطلاق بنك المعرفة وتغيرات جذرية في كافة الأمور، أما الثورة الصحية فأطلقها الرئيس في حملة الـ 100 مليون صحة، ويتبقي لنا الثورة المجتمعية وهو ما يجعلنا نناشد الجميع بالتكاتف من أجل نجاح هذه العملية لأنها المخرج الوحيد مما نعيشه الآن.