رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل موقعة الـ«10 مساء».. شاهد يروي ساعات المواجهة بين الاحتلال والقسام بغزة

فيتو

عقارب الساعة تعلن العاشرة مساء، داخل مدينة خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة، حينها كان الهدوء يخيم على المدينة، وسكون الليل تملك من شوارعها، لم يقطعه سوى صوت سيارة «فولكس فاجن» تحمل لوحات فلسطينية وبداخلها 8 رجال يرتدون الملابس المدنية بالقرب من مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب شرق المدينة.


يبدو أن هناك شيء ما، الريبة دخلت في قلوب قوة مرابطة من كتائب القسام مكونة من 3 أشخاص يتمركزون بالقرب من المسجد، ليتحرك أحدهم بهدوء نحو السيارة، حتى فوجئ بوابل من الرصاص يستهدفه وزملاءه.


أمس الأحد، تسللت قوة من الاحتلال الإسرائيلي إلى جنوب قطاع غزة ودارت معركة وتبادل لإطلاق النيران بينهم وبين مجموعة من كتائب القسام، لتبدأ عملية نوعية من الاحتلال الإسرائيلي في عمق قطاع غزة.

يروي شاهد عيان لـ«فيتو»، أحداث ما جرى خلال ساعات المواجهة وتدخل الطيران الإسرائيلي لسحب قوته الخاصة بعد مقتل أحدهم في تبادل لإطلاق النيران مع كتائب القسام.

حسب «علم الدين صادق»، شاهد العيان، وأحد سكان مدينة خان يونس، المجموعة الإسرائيلية كانت تحمل جهاز تجسس، لزرعه في أحد النقاط المهمة داخل قطاع غزة للتنصت على الجانب الفلسطيني، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة واشتبكت قوة الاحتلال مع كتائب القسام واستشهد كل من القائد نور بركة ومرافقه الشهيد محمد القرا.



كيف وصل الخبر إلى كتائب القسام وبدأت عملية المواجهة؟
يقول علم الدين: "تمكن مقاوم ثالث من الانسحاب وتبليغ القوات المرابطة بوجود قوة صهيونية في المنطقة، فخرج عدد من عناصر كتائب القسام للاشتباك مع القوة الصهيونية التي راحت تبحث عن مخرج لها، وتوجهت نحو الحدود في محاولة للهرب والانسحاب وإلغاء العملية، ولكنها لم تتمكن من ذلك بعد أن كبدهم المجاهدون خسائر فادحة وقتل ضابط صهيوني وإصابة آخر، وفي لحظات خرج الطيران الحربي والاستطلاع وطائرات الهليكوبتر لتغطية انسحاب القوة الصهيونية وقصف المنطقة بالكامل".


بالرغم من حديث إسرائيل الدائم عن قوتها العسكرية الكبيرة إلا أن الجانب العملي ينسف أسطورتها، يقول صادق: "خرجت القوة الصهيونية من السيارة الفولكس بعد أن تعطلت وترجلت إلى منطقة متفق عليها مسبقا وسحبتهم طائرة لنقلهم إلى إسرائيل، وبعد الانسحاب قصف الطيران الحربي السيارة التي تحتوي على جهاز التجسس والمعدات الخاصة بالقوة الصهيونية وأتلفتها بالكامل لمسح آثار الجريمة".


أرادت إسرائيل أن تغطي على فشلها في تحقيق الهدف من عمليتها الأولى فعمدت إلى قصف قطاع غزة بعدد من الصواريخ والتي أودت بحياة نحو 7 فلسطينيين من المقاومة وأصابت 7 آخرين، وهو ما استدعى ردا من كتائب القسام التي راحت تطلق عددا من الصواريخ تجاه المواقع العسكرية الصهيونية، واستمر تبادل إطلاق القذائف بين الطرفين حتى عاد الهدوء من جديد للقطاع.


شيع الفلسطينيون ظهر اليوم شهداءهم وسط حالة من الغضب والتنديد باختراق الاحتلال للتهدئة المبرمة بجهود مصرية قبل أسبوع وطالبوا المقاومة بالرد على الجريمة، الإعلام العبري التابع للاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق وقع كارثة كبيرة وخسائر فادحة في صفوف القوة الصهيونية بعد فشل العملية الأمنية حسب وصفهم، ويسود الهدوء والحذر الآن قطاع غزة بعد هذه الجريمة في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والحربي في أجواء قطاع غزة.
الجريدة الرسمية