الإخوان تسعى للتقرب من الديمقراطيين بإشعال الشارع المصري.. قيادات ترهن دعم الكونجرس بإحداث ثورة جديدة.. عبد الموجود الدرديري: نسعى لوقف صفقات السلاح.. وباحث: أوهام إخوانية وسياسة أمريكا لن تتغير

منذ ظهور نتائج انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس الأمريكي، وفوز الديمقراطيين بأغلبية البرلمان، ولا حديث لدى فضائيات جماعة الإخوان الإرهابية، إلا عن فرصها في العودة للحياة من جديد، رغما عن النظام الإقليمي الجديد، الرافض لأي حديث عن إعادتها للحياة مرة أخرى.

حملات نفسية لتدعم الجماعة

تشن الإخوان حملات نفسية، وتمهد لأعضائها، أن سيطرة الديمقراطيين ستعني إزاحة ترامب من سدة الحكم، بما يعني عودة ظل جديد لـ«أوباما» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر عقدها في 2020.

كانت انتخابات التجديد النصفي، أعطت الأغلبية للجمهوريين بمجلس الشيوخ، بينما أوقعت أغلبية الكونجرس في يد الديمقراطيين، بما يمثل حالة من الانقسام في مؤسسات التشريع وليس كما يتوهم الإخوان، أن الكفة دانت لهم تمامًا، بعودة سيطرة الديمقراطيين على البرلمان، وهو ما يعني أن هذه النتائج، لن تؤثر على السياسة الخارجية، ولن تكون هناك سياسات مناقضة لما أسسه ترامب خلال السنوات الماضية.

وتعمل منصات الإعلام الإخوانية، على مدار الـ 24 ساعة، لتغير الانهزامية التي ترسخت لدى أعضاء الإخوان عن مستقبلهم، وإيهامهم أن هناك جديدا يمكن حدوثه للجماعة، في ظل الانشقاقات الدائرة، والمطالبات الشبابية بإبعاد الكبار عن مراكز صنع القرار، وكان على رأس القيادات الإخوانية، التي رأت دخول الديمقراطيين للحكم فتحا مبينا، «عبد الموجود الدرديري» القيادي بالجماعة.

تحريض الشارع

رئيس ما يسمى بمركز الحوار المصري الأمريكي، اعتبر أن صعود الديمقراطيين، للسيطرة على الكونجرس في صالح الجماعة، وحتى يصبح ذلك فاعلًا، وله تأثير كبير في تحركاته الجديدة مع الديمقراطيين، وحرض الدرديري على ضرورة افتعال توترات بالشارع المصري، لإيجاد صدى داخل الكونجرس، حتى يستخدمونه كذريعة من أجل معاقبة مصر، ومنع صفقات السلاح عنها، وهي الأفكار الشيطانية، التي تكشف عداء الإخوان لمؤسسات القوة التي تحمي المجتمع المصري.

القيادي الإخواني، أشار لإحدى فضائيات الجماعة، وهو يحاول إبصارهم بأهمية تحريكهم للشارع، إلى أنهم قدموا تصورات كاملة للديمقراطيين، وينسقون معهم حاليًا، من أجل تخفيف صفقات التسليح، وربطها بالقضايا الحقوقية، في نفس الوقت الذي تسير الإخوان في طريق مواز، لمغازلة معارضة الخارج، وإيجاد مساحة تفاهم واسعة معها، بما ينعكس على الداخل المصري.

يقول منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن أمريكا دولة مؤسسات، وليست دولة سياسة الفرد الواحد، ومنذ مجئ ترمب إلى سدنة الحكم، وهو يريد إحداث تغييرات جذرية، نجح في الاقتصاد بدرجة كبيرة، ولكن سياسًيا كانت له سقطات وإخفاقات، أدت إلى خسارة حزبه للأغلبية في مجلس النواب، وإن احتفظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ.

وأشار عمران، إلى أن أفراح الإخوان بفوز الديمقراطيين بمجلس النواب، خلفها توقع تأجيل إدراجهم على قوائم الإرهاب، حسب برنامج ترامب، في مقابل تقديم خدمات استخباراتية للديمقراطيين، كما كانوا أيام أوباما.

ويؤكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان تعلم جيدا، أن تصنيف "الحوثيين" في اليمن، جماعة إرهابية أصبح أولوية للغرب، لذا تحاول البناء على ذلك لاسترداد حق العودة للسياسة على الأقل، في منطقة الخليج والشرق الأوسط، موضحا أن الإخوان ستقدم المزيد من الولاءات لأمريكا، وستحاول التقرب من الجمهوريين في الوقت الراهن، من أجل تحسين أوضاعها بحسب وصفه.