رئيس التحرير
عصام كامل

حمو بيكا يتحدى هاني شاكر


وسائل التواصل الاجتماعي تعطي الفرصة لصاحب "المحتوى" القادر على جذب الجمهور بغض النظر عن جودة المحتوى نفسه إذا ما قُورن بالمقاييس والمعايير الفنية الأكاديمية.. وسواء اقترب المحتوى من تلك المعايير أو ابتعد عنها.. كما أن المستهلك الافتراضي عبر الإنترنت صاحب مزاج متقلب ويبحث دائمًا عن الجديد.


بالأمس، وجه الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، الشكر للجهات الأمنية بالإسكندرية لسرعة الاستجابة وإيقاف حفل لمغني مهرجانات اسمه "حمو بيكا".. وقرر ملاحقته وآخرين قانونًا لحماية الفن والمجتمع.. ورغم اعتباري أن هذه التحركات تحمل نوايا طيبة إلا أنها لن تكون قادرة على إيقاف شعبية أغاني المهرجانات التي تخرج بالأساس من طبقة "المهمشين" محملة بفيروسات من الإجرام والبلطجة لكنها تمتلك القدرة على اختراق طبقات مختلفة ليتغني بها جمهور عريض.

وإذا افترضنا قدرة نقابة الموسيقيين والأمن على منع إقامة جميع الحفلات لجميع مغنيي المهرجانات فإن هذا لن يمنع تداول أغانيهم عبر الإنترنت، كما لن يمنع حقيقة أن اهتمامات الجمهور خلال الفترة السابقة تميل لكفة البحث عن فيديوهات وأغاني وأخبار "بيكا" في موقعي جوجل ويوتيوب وغيرهما مقارنة بأعمال نقيب الموسيقيين نفسه.

هذا ليس انتصارًا من "حمو بيكا" على "أمير الغناء العربي" ولكنه مؤشر على حاجتنا لدعم الأعمال الفنية الجيدة، والبدء في تطوير الأعمال المقدمة لتصبح قادرة على مخاطبة الجمهور وخاصة الشباب.. نحتاج إلى دعم المحتوى الجيد المقدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليحصل على فرصته ومساحته بدلًا من الاكتفاء بمطاردة "تريند" سرعان ما سينتهي وسيظهر آخرين لأن "حمو بيكا" ليس شخصًا بقدر كونه ظاهرة ستستمر طالما لا نمتلك القدرة على تقديم فن جيد ومحتوى قادر على جذب اهتمام الجمهور.
الجريدة الرسمية