رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة الأدوية في إيران تضاعف من معاناة المرضى

فيتو

بالرغم من قرار وقف العقوبات الأمريكية على السلع الإنسانية الموجهة لإيران، منها الأدوية والعقاقير الطبية. إلا أن البلد ما زال يعاني من أزمة أدوية حادة، "DW" حاولت نقل صورة عن معاناة المرضى في إيران.

في منتصف أكتوبر، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على 20 شركة وبنك إيراني، وذلك لصلتها بالحرس الثوري. من البنوك، التي طالتها العقوبات، بنك بارسيان، الذي لعب حتى الآن دورًا رئيسيًا في استيراد الأدوية والمنتجات الزراعية.

منذ إعلان الولايات المتحدة خروجها من الاتفاق النووي، يشهد سوق الأدوية فوضى عارمة، كما تقول نازي من طهران عبر الهاتف. وهي ربة منزل بالغة من العمر 44 عامًا، تعاني من مرض التصلب اللويحي، إذا أصبحت أدويتها، نادرة في السوق الإيرانية. "لقد سمعت في العديد من الصيدليات، أنه لن يتم استيراد الأدوية بعد الآن"، كما تقول في حديثها مع DW.

وخلال العام الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال اليوم العالمي للتصلب اللويحي، أن المصابين بهذا الداء تنتهي معاناتهم بفضل الاتفاق النووي وقال ظريف آنذاك: "يمكن الآن إعادة استيراد أدويتكم".

مصادر تزويد أخرى
على الرغم من أن إيران تنتج أكثر من تسعين في المائة من حاجتها في مجال الأدوية والعقاقير الطبية، إلا أن العقوبات المالية تعوق واردات المواد الخام إلى قطاع صناعة الأدوية وأنواع خاصة من العقاقير الطبية. منذ أربعة أشهر، حذر وزير الصحة الإيراني حسن هاشمي قائلًا: "هناك عاصفة تقترب نحونا، علينا أن نقول للناس الحقيقة".

أما النائب محمد نعيم أمينفارد في لجنة الصحة في منتصف سبتمبر قال: "هناك خصاص في أكثر من 80 دواء، ولا يمكن لأحد أن ينكر أننا نعاني من نقص في الأدوية".

المئات من الوصفات الطبية تراكمت لأسابيع لدى سولماز إيكدر، وهي صحفية إيرانية تعيش في تركيا، وتقول إيكدر عبر الهاتف: "لقد كنت أقرأ الأخبار عن نقص الأدوية في إيران على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي بداية شهر سبتمبر، نشرت على حسابي الشخصي على موقع "تويتر" تغريدة، طلبت فيها من أي شخص يحتاج إلى دواء لم يعد متاحًا في إيران بالتواصل معي عبر بريدي الإلكتروني". لم تتوقع سولماز هذا الكم الهائل من الطلبات، التي وصلتها. ومنذ أسابيع تحاول الصحفية الإيرانية الحصول على الأدوية المطلوبة وإرسالها إلى الأشخاص المحتاجين عن طريق السائحين الإيرانيين العائدين إلى بلادهم.

غياب التوضيح من الحكومة الإيرانية
في غضون ذلك، خفضت الحكومة الإيرانية عدد الأدوية المدعومة من 800 إلى 30 أو 40، على الرغم من التضخم الذي يؤثر على هذا القطاع.

ويعتبر هذا الإجراء بمثابة رد فعل على تراجع الإيرادات من صادرات النفط. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في الخامس من نوفمبر: " كل شيء تحت السيطرة"، وأضاف: "نحن ننتج 99 في المائة من أدويتنا بأنفسنا."

في الصيف، دعا وزير الصحة حسن غازي زاده هاشمي، الأطباء في البلاد إلى وصف الأدوية الإيرانية. على الرغم من أن جودة المنتجات المحلية يمكن أن تكون أفضل، لكن في هذه الحالة، لا نريد ازعاج المرضى أكثر، كما قال.

وقال حمید دهقان منشادی، الطبيب المختص في الأورام من طهران "لدى صعوبة في وصف هذه الأدوية للمرضى، خاصة أدوية مكافحة السرطان، لأننا نرى آثارًا جانبية قوية".

وأضاف الدكتور الإيراني: "الكثير من المرضى سيبقون على قيد الحياة، في حالة أخذوا الأدوية المناسبة". حتى نازي، الأم الإيرانية، التي تعاني من مرض التصلب اللويحي، لا تريد تناول الأدوية الإيرانية المحلية الصنع، وتقول عنها: "الأدوية الإيرانية ليست جيدة بالنسبة لي، وأفضل عدم أخذ المزيد منها".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية