رئيس التحرير
عصام كامل

ما وراء الاعتداء الإسرائيلى على سوريا؟


منطقة الشرق الأوسط كما قال عنها هنرى كيسنجر هى منطقة الشراك الخداعية التى لابد وأن تتوخى فيها الحذر لئلا تنزلق قدماك فى أحد هذه الفخاخ.


الحيطة والحذر هما النصيحة الواجبة لأى دولة ذات مصلحة حينما تتعامل مع هذه المنطقة.. هى منطقة تلاقى مصالح جميع دول العالم وهذا التلاقى أو التشابك غاية فى التعقيد هى أيضا المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية العالية جدا هى المنطقة المحور (core) أى كما يحلو للبعض تسميتها المنطقة القلب وأن أية دولة تريد الهيمنة على العالم فهى لابد وأن تبدأ أهميتها من هذه المنطقة القلب فهى قاعدة أية دولة أو إمبراطورية عالمية.

من الصفات الأخرى لهذه المنطقة أيضا هى أنها عندما يقع بها أى صراع مهما كان صغيرا فإنه سرعان ما يتم تدويله.. أى يصبح صراعا دوليا وأن ذلك الأمر بالنسبة لهذه المنطقة يصبح فى غاية السهولة واليسر هى منطقة المخاطر وهى برميل البارود الذى يمكن أن ينفجر فى أى وقت.

وهى أيضا المنطقة التى ستندلع منها شرارة الحرب العالمية الثالثة.. تلك الحقائق التى تعد بمثابة الثوابت حول هذه المنطقة تؤكد لنا أهميتها وفى ذات الوقت تعطى لنا ذلك المؤشر وتلك الدلالة على مدى خطورة الوضع الآن فيما حدث أى بالغزو الإسرائيلى وتلك الغارات التى شنتها على سوريا وأيا كانت المبررات التى تدفع بها إسرائيل لذلك الغزو فإن الأمر سوف يتجاوز ذلك الحد أى الذى يبرر به ذلك الغزو وهو قيام سوريا بتهريب سلاح إلى حزب الله. 

وكأن سوريا قد صارت هى وحدها مصدر السلاح ولكن بعض المحللين يرون أن ذلك قد تم بالتنسيق مع واشنطن وذلك لكى تتيح لنفسها فرصة أكبر للتدخل وذلك من خلال إمداد المعارضة بالسلاح.

ومن المؤكد أن هناك نوعا من توزيع الأدوار وأن واشنطن إذا ما تدخلت على نحو مباشر قد يؤدى ذلك إلى إثارة الصراع بينها وبين واشنطن وتعود أجواء الحرب الباردة مرة أخرى أى أن سخونة الوضع فى المنطقة وتراجع الصورة National image الأمريكية قد يجعل واشنطن فى حالة من الحذر ومن التدخل المباشر وحتى لا تنقلب ضدها الدول العربية التى تؤيد المعارضة السورية.

ومن ثم فإنها يمكن أن تعيد استعمال اليد الطولى لها أو الذراع التى طالما استخدمتها كثيرا لتقوم بدورها فى تأدية مهامها فى المنطقة وهى إسرائيل ولا سيما بعدما تقلص دور مصر نتيجة ثورة يناير وبعد انهيار النظام السابق الذى كان يعادل ويوازن الدور الإسرائيلى فى المنطقة ولكن الأمر فى ظل سخونة الأوضاع يمكن أن ينذر باحتمالات أكثر من وخيمة قد تصل إلى حد الحرب العالمية التى من المتوقع أن تندلع شرارتها من الشرق الأوسط. 
الجريدة الرسمية