رئيس التحرير
عصام كامل

«متستناش الوظيفة».. شباب يرفعون شعار الرزق يحب الخفية (صور)

فيتو

رغم أن ظاهرة البطالة الأكثر انتشارا بين شباب الخريجين بعد تراجع الحكومة عن التعيين في ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد إلا أن عددا من الشباب رفع شعار "مستناش الوظيفة وكل عيش" طالما ظل قادرا على العمل بمفرده دون مساعدة الدولة.


لم يقف "ميسرة" و"حمادة" مكتوفى الأيدى عقب التخرج في انتظار وظيفة الحكومة ولم يسمحا للبطالة أن تنال من وقتهما فعزما على محاربة الظروف السيئة وقررا افتتاح مصنع منسوجات ومفروشات ولكن لم يعلما أن منتجهما سينافس المستورد ويحتل مكانة.

يسرد حمادة عبد الله صاحب الـ31 ربيعا قصته مع محاربة البطالة حيث بدأ حياته العملية بداية ساهم بها في مساعدة أكثر من 30 شابا آخرين في العمل قائلا: "عملت أنا وميسرة في شركة استيراد مفارش ومنسوجات تركية لأكثر من 3 سنوات وفى عام 2013 وبعد أن حفظت مواصفات المنتجات قررت تصنيع المنتج ذاته في مصر وبنسيج مصري".

وتابع: بدأنا العمل بماكينة واحدة وصنعنا مفروشات شبيهة بالمستورد ولاقت قبولا واسعا خاصة مع انخفاض سعرها عن سعر المستورد التركى بأكثر من النصف، وتوالت النجاحات حتى اتسع نشاط المصنع واتسعت دائرة التوزيع في عدة أماكن في الجمهورية وطورت المنتجات والتصميمات والنقوش والتطريز حتى تفوق المنتج في الفترة الأخيرة على المنتجات المستوردة مع انخفاض التكلفة.

ويضيف ميسرة عبد العال 31 سنة خريج كلية التجارة وشريك في مصنع المنسوجات أنه لم يستسلم يوما لشبح البطالة وسعى جاهدا للتطوير في إنتاج وتصنيع المفروشات وسار على نهج صديقه في التعلم والتدريب "تحت شعار الرزق يحب الخفية" وبعد مرور 5 سنوات على المصنع صار أكثر خبرة في التصميم والتصنيع وحتى التوزيع داخل مصر وخارجها، لافتا إلى أن العمل ليس فقط لكسب عيشه وإنما فتح بيوت العديد من الشباب.

وأوضح صاحب المصنع أن أكثر من 30 شابا وفتاة يعملون في تصنيع تلك المنسوجات وتغليفها وتوزيعها، مشيرا إلى أن المصنع كان ينتج نحو ألف قطعة شهريا ولكن خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة وخاصة في العام الحالي تراجعت نسبة الإنتاج حتى وصلت لـ700 قطعة شهريا ما بين مفارش أسرة ومفارش سفرة ومنسوجات غرف أطفال وأخرى لغرف النوم والتي تنافس المنتجات التركية والسورية.

ويرجع ميسرة سبب نجاح منتجات المصنع باستخدامه للقطن والخامات المصرية والتي يحولها مصنع الغزل لخامات متنوعة للمنتجات بأسعار بسيطة تجعل المنتج النهائي أقل تكلفة بكثير من المستورد حيث تبدأ أسعار المنسوجات بالمصنع من 300 جنيه وتصل لـ1200 جنيه جملة بينما تصل نفس المنتجات المستوردة لـ3 آلاف جنيه.

أما عبده محمد 19 سنة طالب بأحد المعاهد فأكد أنه بدأ العمل في المصنع منذ عامين و"شرب الصنعة" نظرا لسهولتها واحبها ويعمل بها وظل يكمل دراسته مؤكدا فخره بالمنتج المصري وخاصة أن المصنع بكل مافيه مصري 100% بدءا من الخامات والتصميمات التي يقوم بها صاحب المصنع بنفسه وحتى العمال والتغليف.

ويشير أحمد خميس 17 سنة طالب بالصف الأول الثانوي أنه يعمل هو ووالدته في نفس المصنع وعدد كبير من الفتيات والشباب الذين تعلموا صناعة المنتج بمفردهم حتى إن المفرش الواحد لا يأخذ أكثر من نصف ساعة للانتهاء من صناعته، لافتا إلى أن تعلمه صنعة يساعده في مصاريف دراسته ويضمن له العمل مستقبلا بدلا من انتظار الوظيفة أو البحث عن أخرى.

ومن جانبه طالب صاحب المصنع وزارة الصناعة بتقديم الدعم الكافى للشباب في المصنع وفتح أسواق جديدة لهم في البلدان العربية والأجنبية لمساعدتهم في تصدير وترويج المنتج خارجيا خاصة بعدما أثبت نجاحه بالتصميمات الحديثة والتطريز والجودة العالية للخامات.
الجريدة الرسمية