زلزال في الجماعة بسبب اعتزال القرضاوي.. رعب بالتنظيم من تقاعد شيخ اتحاد علماء المسلمين.. تسريبات تؤكد تدبير الدوحة للقرار للتقارب مع دول التحالف العربي.. وباحث: لعبة كراسي موسيقية لتخفيف الضغط عن تميم
خرج يوسف القرضاوي للمعاش، واعتزل رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولا يزال منذ الأمس حديث الساعة، داخل جماعة الإخوان الإرهابية؛ فرغم تقاعد الرجل عند سن الـ 93 عاما، بعدما فقد حواسه الإنسانية بسبب العمر، إلا أنه أصبح بطلا عند شباب الجماعة، الذين يعيشون حربا مع قيادات تعيش على مشارف التسعين، ولا تزال قابضة على السلطة في الإخوان، ولا يبدو أن هناك أملا في التخلي عنها.
كان القرضاوي، كشف عن مغادرته لمنصب رئيس الاتحاد، خلال كلمته السبت الماضي، بالجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية الخامسة للاتحاد بإسطنبول، واعتبرها كلمته الأخيرة له ليسلم بعدها لأحمد الريسوني.
رعب إخواني
تنوعت ردود الأفعال بعد نبأ اعتزال القرضاوي، بسبب التسريبات التي تخرج من صفوف الجماعة، حول الهدف الأصلي من اعتزال شيخ الاتحاد وصاحب فكرته، الذي ارتبط في الأذهان، بتدخلاته في سياسة دول المنطقة، وإعطائها بعدًا دينيا، وإضفاء القداسة على التصرفات القطرية والتركية.
خطة قطرية
بعض المصادر من داخل الجماعة، ترى أن ابتعاد القرضاوي عن رئاسة الاتحاد، عملية سياسية دبرتها قطر التي تصارع دول المنطقة لغسيل سمعتها من التعامل مع أي حركة متطرفة أمام الغرب، لذا تحاول إبعاد الإخوان تمامًا عن شئون الاتحاد.
وتؤكد المصادر أن «الريسوني» الرئيس الجديد للاتحاد، سيبدأ عمله بفصله تماما عن أي أنشطة تؤخذ عليه من دول التحالف العربي المقاطع لقطر، خاصة أن الاتحاد مسجل على قوائم الإرهاب في الدول الأربعة، بسبب دعمه لتيارات الإسلام السياسي بالمنطقة، وباختفاء القرضاوي، يمكن ترضية الدول التي كان شيخ الاتحاد بالنسبة لها، أحد أهم المحرضين على دعم التطرف والانقسامات والاحتراب الديني فيها.
ويتخوف الإخوان من الربط بين تنحي القرضاوي، وخطاب تميم بن حمد، أمير قطر، الذي طالب فيه بإنهاء المقاطعة المفروضة على بلاده، من العام الماضي، خاصة أن إبعاد الرجل الذي جلس على قمة المؤسسة الدينية القطرية منذ عقود، يعني افتقاد الإخوان للتأثير المباشر في رأس السلطة بقطر، إذا ما حدث أي توافق مع دول التحالف العربي، بما يهدد الاستقرار الذي حصلوا عليه منذ بداية عزلة الدوحة، التي جاءت في صالحهم، لذا ينفخون لإشعار نار الكراهية، وتأجيج المواقف القطرية، لإبقاء الأوضاع كما هي عليه.
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الاتحاد كان على ارتباط وثيق بالتنظيم الدولي للإخوان، مشيرا إلى أن ذلك سبب ضمه لأغلب رموز التنظيم الدولي، الذي تولى رسم سياساته منذ نشأته، وجعل مواقفه تتناغم بشكل كبير من السياسات الإخوانية القطرية.
وأوضح «ربيع» أن قطر غازلت بالقرضاوي، دعاة من نحو 57 دولة إسلامية، أغلبهم ينتمي للإسلام السياسي، لشراء ولائهم لها، مشيرا إلى أن الريسوني الرئيس الجديد للاتحاد، ليس أكثر من أداة في يد الإخوان، ولن يختلف في سياسته عن القرضاوي، مؤكدا أنها لعبة كراسي موسيقية تمارسها قطر من أجل تخفيف الضغوط عنها وليس أكثر.