كريمة وإنسانية محافظ دمياط.. والتعليمات المنتظرة للواء شعراوي!
اسمها كريمة حمدان.. متعلمة.. وحصلت على دبلوم المدارس التجارية.. زوجها مريض واضطرت أن تتولى وبشجاعة مسئولية الإنفاق على أسرتها المكونة من طفلين ووالدهما.. تتخذ منذ سنوات من سوق 63 بمدينة رأس البر مقرا لبيع الخضراوات على عربة متحركة تقول إنها تعبت طويلا من أجل تدبير قيمتها.. وقبل أيام قامت حملة من مجلس المدينة بإزالة إشغالات الشوارع.. وهذا ما نؤيده وندعم أي خطوة لإقرار القانون والنظام..
أما الذي لا ندعمه؛ فهو ما قام به موظفو المجلس، حيث قاموا بإهانة السيدة كريمة، ورفضوا توسلاتها بترك العربة ومحتوياتها، وإلقاء الخضراوات على الأرض في مشهد مأساوي سجله بعض المواطنين ونشروه على صفحاتهم، ومنها عرفت المحافظ الدكتورة منال عوض التي أدانت ما حدث، ووعدت بالتحقيق مع المسئولين عنه.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل استقبلت أمس الأول الحاجة كريمة وطفليها بمكتبها وقدمت الترضية الممكنة لها!
انتهت مشكلة الحاجة كريمة.. إنما ظاهرة استقواء الموظف العام على الغلابة لم تنته ولن تتوقف.. هناك نوع من الموظفين من عديمي المواهب والكفاءات وتبرز- أو يحبون أن تبرز- مواهبهم في إرضاء رؤسائهم.. وقد رأوا رئيس المدينة يشتبك مع سيدة ضعيفة؛ إذن فعليهم القيام بالواجب وإكمال المهمة.. بتحطيم ممتلكاتها كلها والتي ليست إلا عربة خضار تعيش منها وأسرتها الذي هو الحل الأمثل والأفضل ألف مرة من مد اليد في الشوارع وزيادة عدد الشحاذين!
فعلها رئيس مدينة من قبل بنفسه، وانتظرنا أن تتوقف الظاهرة لكنها تتزايد ومع الغلابة وحدهم.. وهؤلاء لا يجرأون الاقتراب من أصحاب النفوذ وما أكثرهم!
بالطبع كل التضامن مع الحاجة كريمة وغيرها.. وكل التحية للدكتورة منال عوض.. ولكل مسئول إنسان ومحترم.. إنما يحتاج الأمر إلى تعليمات مشددة من وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي بأن يكون التعامل مع من يخالف القانون بالقانون.. وأن تكون الرحمة لها اعتبارها وأن يكون المنطق الوسيلة المثلى للتعامل مع مختلف الوقائع وأصحابها!