«الأستاذ»
أعشقه منذ أن تربى عقلي ووجداني على إبداعاته المتفردة لأنه خلد اسمه منذ وقت طويل كأحد أهم "ملوك المسرح" العربي بلا منازع، تميز عن قرنائه أنه جمع بين عبقرية التمثيل والإخراج المسرحي في آن واحد، لذا فقد كافأه الله جل وعلا بالتميز المهني الفائق لأنه صاحب مدرسة الجدية والإتقان والانضباط الشديد لكل عناصر العمل..
لذا فقد حرصت كل الحرص على الاستمتاع أنا وزوجتي بعرضه المسرحي الجديد، الذي جاء كعادته يحمل إبهارًا فكريًا وروحيًا متكاملًا يحتاج إليه كل الوطن العربي بشدة في الوقت الراهن، إن أجمل ما في هذا العرض المسرحي المبدع أنه يحترم عقلك، ويرتقي بفكرك، ويسمو بمشاعرك، ويرتفع بك إلى آفاق سماوية رحبة تجعلك تتنفس مزيجا ملائكيا من نسائم الحرية التي تحض جميع مهاراتك وملكاتك الذهنية على تكسير قيود أغلالها النمطية والانطلاق نحو كل ما هو ساحر وخلاق.
أرجو من النجم الكبير والقدير "محمد صبحي" ألا يكتفي بعرض تحفته المسرحية الجديدة في القاهرة فقط، لأنه من المهم للغاية أن يستفيد ويستمتع جمهوره الكبير في باقي محافظات الجمهورية بهذا "الترياق" الثقافي المتفرد الذي هو في أشد الحاجة إليه ليغسل به ذرات شوائب الاضمحلال والتغييب والاغتراب الثقافي الذي نعاني منه منذ فترة طويلة، كما أرجو من جميع القائمين على شئون المسرح في مصر (سواء مسرح الدولة، أو مسرح القطاع الخاص) إلى الاقتداء بمسرح "صبحي" الذي يقدم نموذجًا متفردًا يحتوي على جميع عناصر الإبهار والبهجة والمتعة والرشاقة السمعية والبصرية والذهنية دون الحاجة إلى تقديم أي تنازلات أو ابتذال.
كل الشكر والتقدير للفنان الحقيقي "محمد صبحي" على كل ما أمتعنا به مع فريق عمله الرائع في هذه الأمسية الساحرة، وعلى رأسهم الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، ودعوة خالصة إلى كل أسرة مصرية وعربية إلى الذهاب إلى "الأستاذ" والاستمتاع التام بـ "خيبتنا".