الإعلام الحكومي ما بين القوة والضعف
ضعف الإعلام في المؤسسات الحكومية لم يأت من فراغ، إنما نتيجة ضعف إمكانيات الموظفين في مكاتبها الإعلامية لأسباب عديدة، منها الابتعاد عن العمل الإعلامي وفق السياقات الإعلامية المهنية، والبعد عن الدورات التدريبية المتخصصة، لتطوير القدرات الإعلامية لدى الموظفين العاملين في الإعلام الحكومي، وضعف الإمكانيات الفنية والتقنية، وهذا ما يُنتج إعلاما حكوميا ضعيفا يفتقر إلى الكثير من مقومات النجاح والتطور.
طبيعي أن كل دولة أو مؤسسة ناجحة تجد أنها تتميز بإعلام قوي ومتميز، ولذلك نجد عددًا من المؤسسات والشركات تحقق نتائج إيجابية.. المؤسسات التي لديها إعلام ضعيف عليها أن تستيقظ من سباتها العميق قبل فوات الأوان، وتبدأ فورًا في أعمال التصحيح وفق خطوات عملية ممكنة التحقيق، تؤدي إلى تفعيل الإعلام الحكومي والارتقاء به ليواكب التطورات التي تحدث في عمل مؤسسات الدولة.
وأن يدرك المسئولون أن الدول التي تولي أهمية للإعلام تحقق نجاحات متعددة جراء اهتمامها بهذا الجانب، وتعزز تواصلها مع المجتمع ومع العالم بشكل عام.. أيضًا المستشار الإعلامي في أي مؤسسة حكومية يجب أن يتحصن بالعلم والخبرة في هذا المجال، وأن يكون لديه مهارات الاتصال والتعامل مع الأزمات، إضافة إلى القدرات اللغوية على التعبير والتحدث أمام الجمهور وإدارة الأحاديث الصحفية.
اختيار المستشار الإعلامي ليس حسب الأهواء إنما يكون وفق معايير يتم تحديدها، وإفساح المجال للجميع من العاملين ويكون الاختيار للأفضل، وهذا ما قام به محافظ الشرقية الدكتور ممدوح غراب الذي قرر إجراء اختبارات لـ٦ متقدين لاختيار الأكفأ والأنسب لشغل وظيفة المتحدث الرسمي للمحافظة، بعد أن حدد الضوابط والمعايير التي من خلالها التقدم للوظيفة.
على العموم لو تم إدراك المسئولين لأهمية دور الإعلام، ما شاهدنا هذا الخلل الواضح والتخبط والبعد عن الشفافية في كشف الحقائق، وهو ما يؤدي إلى إفساح الطريق للشائعات التي تغرق الشارع المصري يوميًا.. إضافة إلى إصرار بعض المسئولين في المؤسسات الحكومية على إغلاق منافذ المعلومات الصحيحة أمام المتخصصين في هذا المجال، التي قد تسبب أزمات بسبب عدم دقة المعلومات، وبالتالي يسارعون إلى نفي ما تم نشره.