مسلمتان ومثلي في الكونجرس لأول مرة.. التعدد سر قوة أمريكا

لأول مرة في الكونجرس، تفوز تيارات لم يكن لها الحق في الترشح في الانتخابات الأمريكية للكونجرس والبرلمان منذ وقت بسيط، ولكن الانتخابات النصفية التي تمت أمس، وفاز فيها أول مسلمتين من أصل غير أمريكي ومتحول جنسيا وأصغر نائبة من النساء، تكشف عن اتجاه جديد يظهر مدى تأثير الناخبين من كل الأطياف بالولايات المتحدة.

ويمثل المرشحين الفائزين عددا من الطوائف يتم تمثيلها لأول مرة بالكونجرس والبرلمان وهم:

رشيدة طليب
وهي ابنة مهاجرين فلسطينيين، وفي عام 2008 أصبحت أول مسلمة تنتخب لمجلس ميشيجان التشريعي، وولدت في ديترويت لعائلة مهاجرة فلسطينية وكان والدها يعمل في مصنع فورد للسيارات، وهي أول امرأة مسلمة تنتخب في مجلس نواب ولاية ميشيجان، وكجزء من برنامجها، ركّزت على الهجرة وألغت أمر الرئيس دونالد ترامب الذي يمنع الدخول إلى الولايات المتحدة من قبل أشخاص من العديد من البلدان ذات الغالبية المسلمة.

إلهان عمر
وتعود أصول إلهان عمر إلى الصومال، وكانت قد هربت من الحرب الأهلية في البلاد عندما كان عمرها 8 سنوات، وعاشت في مخيم اللاجئين في كينيا مع أسرتها، ووصلت إلى الولايات المتحدة عام 1997، وفي عام 2016، أصبحت أول أمريكية مسلمة من الصومال تنضم إلى مجلس نواب ولاية مينيسوتا، وهي مؤيدة قوية لسياسات الهجرة أكثر ليبرالية، وستكون أول عضوة بالكونجرس ترتدي الحجاب.

أوكاسيو كورتيز
وهي أصغر نائبة في الكونجرس، وفازت في يونيو الماضي في انتخابات مجلس الشيوخ بنيويورك في يونيو الماضي، ومن أبرز مقولاتها أن "السيدات مثلي ليس من المفترض أن يترشحوا لمناصب"، ويبلغ سنها 29 عاما لتكون أصغر نائبة، وهي نجمة موسيقى الروك، وهي يسارية، وتعود أصولها إلى بورتو ريكو، وانتصرت لطبقتها العاملة وشقت طريقها من العمل كنادلة حتى أصبحت نائبة.

إيانا بريسلي
وهي أول سوداء تصبح نائب بمجلس النواب بولاية ماساتشوستس، وصنعت إنجازا بهزيمتها لرئيسها التي كانت تعمل لديه، النائب مايكل مابوانو في الانتخابات التمهيدية، وولدت بشيكاغو، وتتمتع بدعم قوي من سكان الولاية التي تمثلها والعمال المحليين وموظفي الفنادق والنقابات العمالية والحركات الشعبية.

جاريد بوليس
وهو أول مثلي ديمقراطي يرشح لمجلس النواب، وركز في برنامجه على الرعاية الصحية وإلغاء عقوبة الإعدام وقوانين الدراسة والأسلحة، وأصبح أول حاكم منتخب للمثليين جنسيا في 2016، عندما فاز بسباق ولاية أوريجون.

إرادة الناخبين
الفوز للمرشحين المتنوعين اعتبره البعض إنجازا وتنوع بالسياسة الأمريكية، مؤكدين أنها تعبر عن أصوات المجتمع الأمريكي بكل طوائفه، وهو ما سيجبر ترامب على تمثيل بعضهم في إرادته وتغيير سياسته ضد البعض الآخر، وفقا لبعض المحللين، خاصة فيما يتعلق بالمتحولين الجنسيين الذين اتخذ قرارات سلبية ضدهم الفترة الماضية.

عام السيدات
فوز السيدات هذا العام كان مختلفا، فذكر موقع "يو إس تو داي الأمريكي"، أن العديد من النساء سيكن في الكونجرس، وهو ما يؤكد زيادة فعالية المرأة في المجتمع الأمريكي، وستمثل النساء ثلثي الدوائر الخاصة بالديمقراطيين، وهو ما يعتبر ضغطا على ترامب الذي أهان في بعض تصريحاته المرأة، وقال الموقع أن العام الجاري هو "عام النساء".

بروز التيار الإسلامي
فوز أول مسلمتين في الكونجرس، جعل الجميع ينتبه إلى أن تأثير التيار الإسلامي في أمريكا بات ملموسا، وذكر موقع "جلوبال نيوز" الأمريكي أن فوز المسلمتين ومنهما سيدة ترتدي الحجاب، سيكسر حدة الإسلاموفوبيا ضد المسلمين، خاصة أنهم سيسعون لتغيير سياسة الإدارة الأمريكية ضد الدول الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالهجرة.

المعونات
شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت إن فوز إلهان عمر، قد يساعد على تركيز الكونجرس على المعونات المقدمة للشعوب الأفريقية الفقيرة، وضحايا الحروب الأهلية خاصة أنها من أصل صومالي، وذاقت ألم الحروب الأهلية التي أجبرت أسرتها على مغادرة البلاد.