رئيس التحرير
عصام كامل

السائحة بطلة فيديو «الاعتداء بالجنزير»: الواقعة من 3 سنوات وأنوي زيارة مصر مجددا (صور)

فيتو

72 ساعة فقط كانت كافية لانتشار مقطع فيديو لا تتجاوز مدته 3 دقائق، لسائحة بريطانية برفقة زوجها يتعرضان لمضايقات داخل إحدى قرى محافظة الأقصر.


ما يقرب من 130 ألف مشاهدة سجلها مقطع الفيديو على قناة صفحة «من لندن إلى كيب تاون» بموقع الفيديوهات الأشهر عالميا «يوتيوب»، خلال 3 أيام فقط من تاريخ نشره، يظهر بمقطع الفيديو سيدة بريطانية تدعى "إميلي" تستقل دراجتها الهوائية لاستكمال التحدي الذي بدأته قبل أشهر بصحبة زوجها، الذي التقط الفيديو،، متمثلا في إنهاء رحلة بدأت من العاصمة البريطانية لندن، وصولا إلى مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا باستخدام الدراجات الهوائية، وأثناء مرورها من مصر بالتحديد محافظة الأقصر التقطت كاميرا زوجها محاولة مواطنين مصريين مستقلين "توك توك" الاعتداء عليها بـ"جنزير حديدي".



الفيديو الذي عنونه الزوجان بـ"هجوم بسلسلة حديدية على راكبي الدراجات في مصر"، لاقى تفاعلا ملحوظا من المصريين، وانهال العشرات منهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بالاعتذار لـ"جيمس وإميلي ديفيز"، ولتوضيح ملابسات الموقف وظروفه تواصلنا مع بطلة الفيديو المُغامرة البريطانية "إميلي كونراد بيكلز"، وكشفت في حوارها لـ"فيتو" تفاصيل الواقعة التي وثقها الفيديو وتعود أحداثها إلى 3 سنوات مضت، وكواليس أخرى عن الرحلة والهدف من وراءها.



الرغبة في اكتشاف دول وثقافات أخرى دافع كبير للزوجان "ديفيز" وراء إقدامهما على القيام برحلاتهما فوق دراجاتهما الهوائية، فمن السهل أن تزور أي دولة عبر الطائرة أو الحافلة دون أن تتاح لك فرصة التحدث لأي من مواطنيها، تقول إميلي: "أن تكتشف وتخالط ثقافات مختلفة تماما عنك عبر السفر فوق دراجة، ذلك ما جعل الموضوع شيقا بالنسبة لنا، كما زاد من حماسنا لإكمال التجربة التشجيع الذي لمسناه من الجميع طوال الطريق الطويل».

وتضيف في حديثها لـ"فيتو"، أن الرحلة كانت تهدف لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات لجمعية "إغاثة الدراجات الهوائية" الخيرية، لتوفير 300 دراجة للأطفال الفقراء ببعض الدول الأفريقية، ومساعدتهم على الذهاب لمدارسهم ومواصلة تعليمهم: «تمكنا بالفعل من جمع ما يزيد عن 26 ألف دولار».



تواصل إميلي حديثها عن تفاصيل الرحلة: «استغرقت منا 11 شهرا من يوليو 2015 حتى يونيو 2016، قطعنا خلالها ما يقرب من 20 ألف كيلو عبر 27 دولة في 3 قارات (أوروبا – آسيا – أفريقيا)، بدأنا من لندن وصولا إلى كيب تاون، واجهتنا خلالها بعض الصعوبات من شدة الحرارة والحيوانات البرية في صحراء أفريقيا إلى صعوبة استخراج تأشيرات دخول لبعض الدول، هي تجربة تركت أثرا في حياتنا سيظل ملازما لنا للأبد».

المُغامِرة البريطانية أشارت إلى أنها وزوجها جيمس وصلا إلى مصر في أكتوبر 2015، وظلا في القاهرة لمدة 10 أيام تحت رعاية الاتحاد المصري للدراجات، تحركا بعدها إلى السويس، ومنها تتبعا البحر الأحمر وصولا إلى الغردقة، قبل عبور الصحراء الغربية حتى حط الرحال في الأقصر، وتقول: «القاهرة تعاني الزحام.. كان رائعا للغاية عند وصولنا للأقصر مشاهدة هذا القدر من التاريخ بأعيننا.. عقب ذلك تتبعنا نهر النيل وصولا لأسوان تلك المدينة الخلابة، ثم ركبنا قاربا أقلنا للسودان».



وعن التعاون مع السلطات المصرية لإنجاح تحدي السفر بالدراجة الخاص بهما، أوضحت "إميلي" أنهما لم يحتاجا إلى ذلك بعد أن استعدا بالصورة الكافية عن طريق دراسة الطرق التي سيعبرونها خلال رحلتهما الطويلة، إلى جانب الاستعانة بالسكان المحليين في حالة الاستعلام عن شيء خلال الرحلة، فضلا عن ابتعادهم عن المناطق الشائكة مثل سيناء.


"إميلي" أعربت عن دهشتها لما وجدته من تفاعل المصريين على الفيديو الذي نشره زوجها قبل 3 أيام، يوثق جزءا من رحلتهم من الأقصر لمدينة إدفو، ويظهر خلاله تعرضهما لمضايقات من بعض السكان كادت أن تتطور إلى إصابات، وروت لـ"فيتو" تفاصيل ذلك اليوم: «تلك الظهيرة كان هناك العديد من مركبات التوك توك تتبعنا وتحاصرنا بصرخاتهم ومحاولة سباقنا، اعتدنا على التعرض لبعض المضايقات طوال الرحلة في دول عدة مررنا بها، فمن الصعب أن لا تثير الانتباه بتلك الدراجات الكبيرة، ولكن الأمر بدأ يصبح مقلقا بعض الشيء عندما تجاهلوا جيمس وبدءوا في محاصرتي والصراخ تجاهي تحديدا، ثم قذفي ببعض الأشياء أثناء مرورهم وإيذائي بعد أن قام أحدهم مرتين بمحاولة الهجوم على باستخدام سلسلة حديدية، والمرة الأخيرة كانت الأقرب لإصابتي إصابة بالغة، شعرت بالحزن الشديد وتوقفنا ثم انتابتني نوبة بكاء وسط مشاعر قلق علت وجه زوجي، دقائق بعد ذلك حضر مجموعة من رجال البناء واعتذروا لنا بعدما أخبرناهم بما حدث، ومنعوا هؤلاء الأشخاص من مطاردتنا بعد ذلك عندما استكملنا رحلتنا».



وتتابع: «تلك الواقعة كانت بتاريخ 2 نوفمبر 2015، ولكني لا أعتقد أن شيئا يجب أن يوقفك عن استكمال ما نويت القيام به، فدائما ما ستتعرض لمواقف غير محسوبة في أي مكان، في إنجلترا أثناء رحلتنا ألقى علينا بعض الأشخاص البيض، كما تعرض جيمس لموقف سخيف عندما ألقي عليه أحدهم القمامة من نافذته، ومع ذلك يظل الهجوم على بتلك السلسلة الحديدية الموقف الأصعب الذي مررت به».



وردا على التساؤل عن السبب وراء نشر "فيديو التوك توك" تحديدا بعد مرور 3 أعوام على الواقعة، رغم نشر باقي مقاطع الفيديو التي توثق للرحلة طوال نفس المدة، قالت إميلي: « جيمس كان يقوم بنشر يوميات رحلتنا هذه الأيام تباعا على الصفحة الخاصة بها على "فيس بوك"، تزامنا مع مرور الذكرى الثالثة لها، لم نفعلها قبل ذلك بسبب انشغالنا ووجود مشكلات في بعض الملفات الخاصة بالرحلة، كما أن السبب الرئيسي الذي دفعنا لعدم نشر ذلك الفيديو تحديدا قبل إنهاء رحلتنا، هو عدم إصابة أسرنا بالقلق والخوف علينا أو إشعارهم أننا مهددون بأي شكل من الأشكال، حقيقة لم نكن نعلم بأن هذا الفيديو سيشاهده هذا العدد الكبير من الناس، ولم تكن نيتنا بالمرة أن نسيء لصورة الشعب المصري».



"إميلي كونراد بيكلز" أرادت توجيه رسالة أخيرة للمصريين في ختام حوارها مع "فيتو": «ما شاهدتموه في الفيديو هو مجرد شيء مررنا به في رحلتنا كان من الوارد أن يحدث في أي دولة أخرى.. لقد أحببنا الوقت الذي أمضيناه في مصر – نحو شهر - رغم الصعوبات والمضايقات التي مررنا بها والطرق المزدحمة في العاصمة.. بالمقابل التقينا الكثير من الأشخاص الجيدين الذين أبدوا لنا الاهتمام البالغ وحسن الضيافة.. مشاهدة ردود فعل المصريين على ذلك الفيديو ودعمهم واعتذاراتهم الصادقة أصابتني بالدهشة والسعادة.. سأزور مصر مجددا بكل تأكيد وحينها ربما أستعين بمرشد ليساعدني في معرفة المزيد عن تلك البلد الجميلة ومخالطة مواطنيها، وعدم التعرض لمضايقات البائعين الذين يرونني كسائحة محملة بالأموال يجب استغلالها، وهو بالمناسبة شيء يحدث للسائحين في أي دولة».



السائحة البريطانية رأت أن وسائل الإعلام ببلادها تنقل لهم صورة سلبية مفادها أن مصر بلد غير آمنة للسياحة، ما جعل الكثيرين قلقين بشأن الإقدام على زيارتها، مشيرة إلى أنها تأكدت خلال الرحلة التي خاضتها بصحبة زوجها، أن 99 % من المصريين لن يترددوا في تقديم يد العون أو يهبون لمساعدتك، كل ما عليك فعله فقط: «الابتسام والتفاعل معهم».
الجريدة الرسمية