رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل السيسي لممثلي الإعلام الأجنبي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه ظهر اليوم الثلاثاء، بممثلي الإعلام الأجنبي على هامش منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، أن مصر لم تنكفئ على نفسها في الداخل.


وقال الرئيس السيسي: "نحتاج أن نرى المنطقة وما يحدث فيها خلال المرحلة المقبلة"، مضيفا أن القدرة على التأثير في التغيير متشابكة.

وأوضح السيسي أن العناصر المتشابكة داخل الدول محل الصراعات صعبة، مشيرا إلى أن هناك أزمات منذ 40 عاما ولم تنتهِ.

وأكد أن أي أزمة تستمر مدة طويلة يصعب إيجاد حلول لها، مؤكدا أن التحرك المصري لحل قضايا المنطقة يرتبط بالقدرة المصرية ووزنها، مشيرا إلى أن القضايا الموجودة بالمنطقة هي اكتشاف الأمن القومي العربي.

وأكد الرئيس السيسي أن هناك تنسيقا بين مصر والأردن، وتحالفا طبيعيا في كل مناطق الخليج، وقال: "الطرح المصري هو أن نستطيع معا.. أن نؤمِّن أمننا القومي مع توحيد الجهود لتجاوز الأزمات".

وأضاف الرئيس السيسي: "إننا نرى أن المنطقة يكفيها ما حدث فيها خلال السنوات السبع الماضية من اضطرابات وإشكاليات تؤثر على أمننا واستقرارنا"، مشددا على ضرورة التعامل بحذر شديد حتى لا تضاف إشكاليات أخرى في المنطقة.

وأكد السيسي أن مصر تعتبر الأمن القومي العربي والخليجي جزءا لا يتجزأ من أمنها القومي، وأي تهديد للخليج تهديد لمصر، وقال: "أمن الخليج هو أمن مصر ولا بد أن يتعامل الجميع معنا في هذا الإطار، ويجب أن يكون الآخرون حريصين على أمننا واستقرارنا، كما نرفض التدخل في شئوننا أو في شئون دول الخليج".

وشدد على أن ثوابت السياسية الخارجية تتمثل في إقامة علاقات متوازنة، وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، مؤكدا أن أي دولة ستعطي مصيرها للمجهول سيكون مصيرها صعب.

وطالب الرئيس السيسي بالحفاظ على الدول العربية ومنها مصر، مؤكدا أن إرادة الشعب المصري هي إرادة مطلقة، ولا أحد يستطيع أن يفرض شيئا عليها.

وقال الرئيس السيسي: "ليس لدينا معلومات أو تفاصيل عن صفقة القرن"، مؤكدا أنه مصطلح إعلامي يطلق على أن حل القضية الفلسطينية يمكن أن تكون قضية القرن وحلها.

وشدد السيسي على ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية المرتكز على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا حرص مصر على دعم التحرك الفلسطيني الساعي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وتسوية القضية وفق حلول عادلة وشاملة، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف إيجاد فرص للتحرك الإيجابي لتوفير المناخ المواتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، خاصةً من خلال دفع مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف والجهود، الأمر الذي يساعد على مواجهة التحديات الأساسية المتمثلة في تحقيق السلام المنشود.

وأكد الرئيس أن مصر تعتبر الأمن القومي العربي والخليجي جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، موضحا أن أي تهديد للخليج يعد تهديدا لمصر، وقال: "نرفض التدخل في شئوننا أو في شئون دول الخليج".

وأضاف السيسي أن أي تهديد أو ضرر يمس أمن الخليج العربي سيتدخل الشعب المصري لنصرة الأراضي العربية.

وطالب الرئيس السيسي الشعوب العربية بأن تكون مساندة لحكامها، وقال: "بشأن تطورات أزمة سد النهضة فقد حدث تغير كبير في إثيوبيا خلال الفترة الماضية، والمؤشرات الماضية كانت إيجابية".

ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى الشعب المصري، بأنه يريد أن يتحول الكلام الطيب إلى إتفاقيات ووثائق، مؤكدا أنه من حق إثيوبيا التنمية لكن ليس على حساب حق المصريين في الحياة.

واستعرض السيسي اتفاقية المفاوضات، وقال: "نتبنى رؤية مشتركة بين الدولتين قائمة على احترام حق كل منهما في تحقيق التنمية، دون المساس بحقوق الطرف الآخر، وتوافر الإرادتين السياسية والشعبية للتوسع في آفاق العلاقات بين البلدين لتشمل كل المجالات، لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي".

وأكد الرئيس السيسي، أن مصر حذرت من عشرات السنين من خطر الإرهاب وتأثيره على العالم، مشيرا إلى أن دول العالم لم تأخذ حذرها.

وشدد الرئيس السيسي على عملية تصويب الخطاب الديني، مشيرا إلى أنه حذر في الجمعية العامة للأمم المتحدة من استخدام شبكات التواصل لتجنيد الشباب للفكر المتطرف.

وأكد الرئيس أن الدول التي تشهد صراعات تزداد فيها الجماعات الإرهابية، ضاربا المثل بالصومال.

وطالب المجتمع الدولي بمساعدة الدول التي تشهد صراعات، مثل ليبيا وسوريا والصومال.

وأكد السيسي أن الدولة تقوم بتنظيم مؤتمر للشباب شهريا للتعرف على المشكلات وزيادة الوعي لدى الجميع، مضيفا أن التحديات التي تواجه مصر كبيرة.

وأشار إلى أن الإعلام كان يتناول النقص في أحد المحاصيل، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام لم تتناول المشكلة من كل جوانبها من حيث التصدير والاستيراد والنمو السكاني.

ولفت إلى عدد من المشروعات المصرية التي تحتاج الدعم المالي لتطوير البنية التحتية.

وأكد الرئيس السيسي، أن الدولة حققت نجاحا كبيرا في محاربة الإرهاب، وقال إن الشارع المصري أصبح رافضا للتيارات الدينية المخربة، وتحولت الأيديولوجية الفكرية لدى الشعب المصري.

وأضاف السيسي: "من عشرات السنين كان لا يستطيع رئيس مصري أن يتحدث عن بناء كنائس أو دور عبادة لأي معتقد ديني.. لكن الجميع في مصر يعيش الآن في سلام".

وأكد الرئيس السيسي أن الإعلام لا يؤدي دوره في بناء الوعي الحقيقي، مضيفا أن الإعلام يترك الساحة لوسائل التواصل للقيام بدور سلبي.

وأشار إلى أن الإعلام في مصر لم يلق الضوء بموضوعية على عملية إصلاح التعليم.

وأكد الرئيس أنه رفض افتتاح خط مترو أنفاق مصر الجديدة منذ ثمانية أشهر، وقبل رفع أسعار التذاكر لعدم الجدوى الاقتصادية.

وأوضح أن علاقته بالشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، علاقة أخوية، قائلا: "الشيخ محمد حبيبي وأخويا"، مشيدا بالعلاقات المصرية الإماراتية، والعلاقات المصرية مع الأشقاء العرب بالكويت والبحرين والأردن.

وأكد الرئيس السيسي، أن المدى الزمني الذي تستخدمه الدولة لمواجهة التحديات سيستغرق وقتا، موضحا أن الحديث يمكن أن يكون جميلا لكن عند التطبيق يصبح الأمر صعبا.

وأضاف أنه يجب وضع المدى الزمني لمحاربة الإرهاب في التقدير، مشيرا إلى أن مصر حققت نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب.

كما أعلن الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن الرئيس السيسي قرر عمل لقاء أسبوعي مع وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية للرد على جميع الاستفسارات.

وأكد الرئيس السيسي، أن معظم البرامج التي تم التحدث عنها ستنتهي في 30 يونيو 2020.

وقال الرئيس السيسي: إنه سيقدم المدن الجديدة وشبكة الطرق القومية ومترو الأنفاق والعاصمة الجديدة ومحطات الكهرباء بحلول 2020، مضيفا أنه سيتم الإعلان عن خلو مصر من فيروس سي أيضا، كما سيتم إعلان برنامج التأمين الصحي، فضلا عن الطفرة في المباني والمتاحف الثقافية والجامعية والتعليمية والمطارات ومدينة العلمين الجديدة وغيرها من المشروعات، مشيرا إلى أن كل هذه المشروعات ستكون هدية الدولة للمواطن المصري.

كما أكد الرئيس السيسي، أنه لا يريد الصوت الإعلامي المؤيد للسلطة، وإنما يريد الصوت المؤيد لمصر.

وقال الرئيس: "إننا نسعى لتصويب الوعي المزيف الذي تكون على مدى سنوات"، وتساءل الرئيس حول ما إذا كان الإعلام يتناول بالنقاش التحديات الحقيقية التي تواجه المجتمع المصري، مثل تأثير الزيادة السكانية على الأوضاع الاقتصادية أو قضايا التعليم بشكل مفصل وحقيقي.

وأوضح الرئيس أن الإعلام المصري لا يقوم بدور حقيقي لإلقاء الضوء على التحديات والمشكلات التي يعاني منها المصريون، مما يترك المجال لمنصات التواصل الاجتماعي بما فيها من سلبيات إلى شغل الفراغ الذي تركته وسائل الإعلام المعروفة.

ودعا الإعلام المصري ومواقع التواصل إلى طرح قضايا المجتمع للنقاش بشكل واع.

وقال الرئيس السيسي: إن المراقبين الأجانب عندما ينظرون إلى قضايا مصر ينظرون إليها بمنظور أوروبي، دون إدراك للأزمات التي مرت بها مصر، مشيرا إلى أن الدولة حققت إنجازات واضحة خلال السنوات القليلة الماضية، ليس في مجال البنية التحتية فقط، ولكن عن طريق التغيير الاجتماعي والثقافي، ومن بين الإنجازات الثقافية افتتاح أكبر ثلاثة متاحف في يونيو ٢٠٢٠.

ودعا الرئيس السيسي المشرفين على المحطة إلى الغوص في قضايا مجتمعية مصرية وتفهمها بشكل دقيق، مع استقاء المعلومات والبيانات من مصادرها الرسمية الموثقة.

وأكد الرئيس السيسي، أنه لا يمكن قبول أي دور للميليشيات المسلحة في دول النزاعات، وليس من المقبول أن تكون لهذه الجماعات أي دور في كفالة أمن هذه المنطقة.

وأشار إلى دعم مصر للجيش الليبي باعتباره الجيش الوطني المخول بحفظ الأمن والنظام، لأن استمرار الوضع الحالي هناك يجذب العناصر الإرهابية في سوريا إلى القدوم إلى المناطق الهشة، والتي تهدد دول الجوار مع ليبيا، وهي دول عربية وأفريقية بل وأوروبية، ودعا لأن يكون هناك رفع للحظر حتى ولو جزئيا عن تسليح الجيش الليبي لتعزيز قدراته.

كما أكد أن إرادة الشعب المصري المطلقة هي التي فرضت المسار السياسي في مصر، وقال إنه لا يمكن لأي دولة أن تعطي مصيرها للمجهول، وجدد رسالته لشعوب الدول العربية بأن تحافظ على استقرار بلادها.
الجريدة الرسمية