رئيس التحرير
عصام كامل

داعش والأقباط!


بيان تنظيم داعش حول العملية الأخيرة بالمنيا يكشف - بوضوح تام - أن استهداف الأقباط من قبل جماعات وتنظيمات الإرهاب ليس عنفا طائفيا كما يتصور ويروج البعض، لكنه في الأساس عنف سياسي.. فإن البيان يبرر تلك الجريمة الإرهابية الجديدة الخسيسة بالانتقام، لإلقاء القبض على عدد من نساء جماعة الإخوان..


وبذلك لا يؤكد بيان تنظيم داعش العلاقة الوثيقة بينه وبين جماعة الإخوان فقط إنما يؤكد أيضا أن تلك الجريمة الشنيعة تستهدف الدولة المصرية كلها قبل أن تستهدف الأقباط الذين يعتبرهم التكفيريون والمتطرفين دينيا كفرة وملاحدة وقتلهم وسلب أموالهم وممتلكاتهم حلال!..

فعندما أرادت داعش الانتقام من الدولة المصرية- وتحديدا سلطات الأمن التي ألقت القبض على عدد من نساء الإخوان- دبرت ونفذت تلك العملية الإرهابية التي استهدفت مجموعة من الأقباط كانوا يزورون أحد الأديرة بالمنيا.

هذا هو الهدف الحقيقي لتلك العملية الإرهابية الأخيرة.. ولذلك لا يصح أن يعتبر البعض تلك الجريمةَ أنها نوع من العنف الطائفي، مثل ذلك العنف الذي نراه في الاعتداء على بعض المصلين من الأقباط بحجة أنهم يستخدمون مكانا دون ترخيص، وهو ما شهدته المنيا ذاتها أكثر من مرة من قبل..

أما العملية الإرهابية الأخيرة فهي عنف سياسي واضح.. ويعزز ذلك أن أهل التكفير والتطرف والإرهاب لا يغفرون للأقباط أنهم كانوا في طليعة الذين خرجوا يوم ٣٠ يونيو، مع إخوانهم المسلمين للمطالبة بسقوط حكم الإخوان الفاشي المستبد.

نعم، نحن لدينا تطرف ديني يولد لنا ليس فقط تمييزا دينيا إنما عنف طائفي أحيانا، ولن نتخلص من هذا العنف إلا إذا تخلصنا من هذا التطرّف الديني والفكر التكفيري، وهو ما نطالب به دوما..

لكن جريمة داعش الأخيرة هي عنف سياسي واضح وصارخ، مثلها كجريمة ذبح الأقباط في ليبيا، والاعتداء على كنائسهم وممتلكاتهم بعد فض اعتصام رابعة، والهدف تقويض كيان الدولة الوطنية المصرية وضرب التماسك الوطني في البلاد.. وحمدًا لله أن لدينا قيادات دينية مسيحية واعية وحريصة على وطنها.
الجريدة الرسمية