رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة السادات إلى الجماهير بعد نصر أكتوبر

الرئيس انور السادات
الرئيس انور السادات

في مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 1973 وجه الرئيس أنور السادات إلى الجماهير خطابا يشرح فيه أبعاد نصر أكتوبر 1973 قال فيه:

نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء، كل ذلك سوف يجيء وقته، وأظنكم توافقونى أنه ليس وقته الآن، لكنى إذا جاز لى أن أتوقف قليلا وأقول: أولا فيما يتعلق بنفسى فقد حاولت أن أفى بما عاهدت الله وعاهدتكم عليه قبل ثلاث سنوات من هذا اليوم.

عاهدت الله وعاهدتكم على أن قضية تحرير التراب الوطنى والقومى هو التكليف الذي حملته ولاء لشعبنا وأمته.
عاهدت الله وعاهدتكم أن نثبت للعالم أن نكسة 67 كانت استثناء في تاريخنا وليست قاعدة.
عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجيء من بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها.
عاهدت الله وعاهدتكم على ألا أتأخر عن لحظة أجدها ملائمة، وتلك قدرى حملته على كتفي، وحاولت مخلصا أن أفى بالوعد ملتمسا عون الله، طالبا ثقتكم وثقة الأمة وإني لأحمد الله.

ثانيا لقد كان كل شيء منوطا بإرادة الأمة، لقد كان الليل طويلا وثقيلا، لكن الأمة لم تفقد إيمانها أبدا بطلوع الفجر، وسيسجل التاريخ لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطا وإنما كانت كبوة عارضة، وأن حركتها لم تكن فورانا، وإنما كانت ارتفاعا شاهقا.
لقد أعطى شعبنا جهدا غير محدود، وقدم تضحيات غير محدودة، واحتفظ بإيمانه غير محدود.. وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة والهزيمة.
أيها الإخوة والأخوات كان بودي أن أجيء إليكم قبل الآن التقى بكم وبجماهيركم شعبا وأمة، لكن شاغلى كان كما تعلمون وكما تريدون، وأنا واثق أنكم تقدرون وتعذرون، ثم وجدت أن أجيء إليكم اليوم وأتحدث معكم ومع جماهير شعبنا وشعوب أمتنا وأمام عالم يهمه ما يجري على أرضنا لأنه وثيق الصلة بأخطر قضاياه الإنسانية، وهى قضية الحرب والسلام ذلك لأننا لا نعتبر نضالنا الوطنى والقومى ظاهرة محلية أو إقليمية، لأن المنطقة التي نعيش فيها بدورها الإستراتيجي والحضارى في القلب من العالم وفى الصميم من حركته.

ولأن الحوادث كثيرة ولأن التطورات متلاحقة ولأن القرارات مصيرية فإننى أريد أن أدخل فيما أريد أن أتحدث فيه معكم.
ولا أظن أنكم تتوقعون منى أن أقف أمامكم لكى نتفاخر معا ونتباهى بما حققناه في 11 يوما من أهم وأخطر بل وأعظم وأمجد أيام تاريخنا.
وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر أو نتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله.
الجريدة الرسمية