رئيس التحرير
عصام كامل

إرهاب وذراع ضغط.. خطة تركيا للاستفادة من اللاجئين الجدد

فيتو

بعد أن سمح الاتحاد الأوروبي لتركيا باختيار اللاجئين الذين يقيمون بها وتحديد أماكن إقامتهم أو نقلهم لدول معينة، باتت أنقرة تشكل مصدر قلق جديد للعديد من الدول خاصة الأوروبية، وهو ما رصده معهد "جيت ستون" الأمريكي، منبها إلى أن السياسة الجديدة ستجعلها قادرة على تصدير المزيد من المتطرفين للدول التي تمثل قلقا لها وتوجيه مواطنيها للإقامة بأوروبا ليكون ذراع ضغط تستخدمها وقت الحاجة.


وأوضح المعهد أن المديرية العامة لإدارة الهجرة باتت مسئولة عن الإشراف على تسجيل اللاجئين وتحديد وضعهم، وبالتالي فأي أجنبي يسعى إلى الحماية الدولية سيكون بامكانه ذلك عبر التقدم بطلب للمكاتب المحلية لسلطات الهجرة، مشيرا إلى أن مصدر القلق الجديد يتركز في 3 محاور وهي الإرهاب والتشكيل الديمجرافي للسكان والتهديد بإلغاء اتفاقية الهجرة.

الإرهاب
العديد من التقارير أكدت أن تركيا تدعم الجماعات المتطرفة وتستغلهم لتحقيق مصالحها بالدول، وهو ما حدث بسوريا عبر استخدامها اللاجئين لقتال الأكراد.

وأوضح المعهد البحثي أنها قد تستخدم ميزة المهاجرين لتوجيههم لذلك الأمر، مشيرا إلى تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرنسا في وقت سابق حين سعت للتدخل لحل الأزمة بين أنقرة وأكراد سوريا، وتهديده بوقوع أعمال إرهابية بباريس مستشهدا بكلام له بعد وقوع حادث إرهابي بألمانيا في أبريل الماضي، وقوله "ترى ما يحدث في ألمانيا.. نفس الشيء سيحدث بفرنسا".

ودعا الموقع الدول الأوروبية لإعادة التفكير في سياسات الهجرة بعد تكرار تهديدات أردوغان، خاصة وأنها شهدت أحدث إرهابية متتالية خلال الفترة الماضية، تورط فيها عناصر إرهابية من الجماعات المنتشرة في الشرق الأوسط والتي تلجأ لأنقرة للحماية وتلقي الدعم العسكري والمادي.

قنبلة ديمجرافية
ومع فتح تركيا أبوابها للمهاجرين، وقعت اتفاقيات مع الدول الأوروبية للسماح لمواطنيها بالعمل بها، ومع الوقت اتجه العديد من الأتراك لأوروبا من أجل العمل ثم أقاموا بها واستوطنوها، ووفقا لوكالة "دوتشيه ويل" فإن نحو 2.5 مليون تركي يقيمون في ألمانيا، وجميعهم مؤيدين لسياسات أردوغان في المنطقة، وهو ما يجعل لتركيا ذراع آخر في الدول الأوروبية، قادر على الضغط على مسئوليها وتشكيل قوة لصالح سياسات أردوغان في الوقت المناسب.

وفي يونيو الماضي أعلن زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن ديمجرافية السكان في أوروبا تتغير لصالح المسلمين، خاصة في ظل انخفاض أعداد المواليد والسكان الأصليين في مقابل زيادة أعداد المهاجرين المقيمين بها.

ورقة ضغط
والسماح لتركيا باختيار المهاجرين، سيجعلها قادرة على الضغط على الحكومات الأوروبية، والتهديد بإلغاء اتفاق المهاجرين في أي وقت من أجل تحقيق مصالحها، وهدد أردوغان بالفعل العام الماضي بإلغاء الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي، مع تصاعد التوترات مع أنقرة.
الجريدة الرسمية