«تضم ثلث آثار العالم».. سر اهتمام الفراعنة بالأقصر
"واست".. "المـدينة الجنوبية".. "مدينة المائة باب".. "مدينة الشمس".. "طيبة" (الأقصر حاليًا).. أسماء كثيرة لمكان واحد، قامت فيه أشهر عواصم مصر في العصر الفرعوني، وكان السبب في شهرة هذه المدينة على مر العصور موقعها، حيث تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد عن القاهرة بنحو 670 كيلو مترا جنوبًا.
وتحتفل محافظة الأقصر بعيدها القومي في الرابع من فبراير بمناسبة ذكرى اكتشاف مقبرة الملك الشاب "توت عنخ آمون"، لذلك نلقى الضوء على تاريخ هذه المدينة التي تضم وحدها ثلث آثار العالم.
بدأت أهمية هذه المدينة منذ عصر الدولة القديمة، وزادت شهرتها منذ عصر الأسرة الحادية عشرة أولى أسرات الدولة الوسطى، حسبما أكد مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، فعلى أرضها كان الصراع الكبير الذي دار بين ملوك أهناسيا (ملوك الأسرتين التاسعة والعاشرة) وملوك طيبة على الحكم، واستطاع ملوك الجنوب أي ملوك طيبة الانتصــــــار على ملوك أهناسيا تحت قيادة الملك "منتوحتب نب حبت رع "الذي اختار طيبة عاصمة له.
وفى عصر الدولة الحديثة تحديدا عصر الأسرة الثامنة عشرة، أصبحت طيبة عاصمة البلاد مرة أخرى بعد أن استطاع أبناؤها هزيمة الهكسوس وأسسوا الأسرة الثامنة عشرة، وفى طيبة عُـبد واحد من أشهر آلهة مصر القديمة هو الإله "آمون" وبدأ ملوكهم يشيدون المــــــعابد له، ومنذ هذه اللحظة وطوال عصر الدولة الحـــــديثة، أصبحت طيبة مدينة المعابد، فعلى أرضها شيد معبد الأقصر والكرنك شرقا المعبود آمون.
وأصبحت مكانًا لإخفاء مقابر الملوك في منطقة صحـــراوية بعيدًا عن العمران وهي المنطقة التي تعــــرف الآن بوادي الملوك ومن أشـهر مقابرها مقبرة الملك الشاب "توت عنخ آمون"، ومقابر للملكات ومقابر للنبلاء في القرنة ومقابر للعمال في دير المدينة بجانب المعابد الجنائزية للملوك مثل الرمسيوم وهابو.
وبعد الدولة الحديثة احتفظت طيبة بأهميتها كعاصمة لدولة "آمـون" الدينية وعندما دخلتها المسيحية حولت كثير من معابدها لكنائس وظلت زيارة الأقصر حلما لكل العالم لرؤية معابدها ومقابر ملوكها ومتحفى الأقصر والتحنيط.