«النور في القلوب».. «فيتو» تحاور أبطال منتخب المكفوفين لرفع الأثقال
للمرة الأولى، تشارك مصر في بطولة العالم لرفع الأثقال للمكفوفين، بل وتستضيفها على أرضها، لتقام من الفترة من 10 وحتى 18 نوفمبر الجاري في مدينة طيبة بالأقصر، ليكون ذلك خير تنفيذ لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بجعل عام 2018 عاما لذوي الاحتياجات الخاصة.
الاتحاد المصري الرياضي للمكفوفين قرر تشكيل فريق متكامل يضم 12 لاعبا ولاعبة من ذوي الإعاقة البصرية، ليمثلوا المنتخب الوطني لرفع الأثقال، الذي جرى تكوينه للمرة الأولى، استعدادا للمشاركة في البطولة العالمية.
داخل المعسكر الخاص بهم في المركز الأوليمبي بالمعادي، التقت «فيتو» لاعبي المنتخب الوطني ومديرهم الفني، قبل انطلاق البطولة العالمية بأيام قليلة، لتسليط الضوء على استعداداتهم للمشاركة في بطولة العالم للمكفوفين للمرة الأولى.
كانت المفاجأة أن عددا من لاعبي المنتخب، الذين تم اختيارهم، يمارسون رياضة رفع الأثقال للمرة الأولى في حياتهم، فكيف جرى تأهيل هؤلاء اللاعبين نفسيا ومعنويا؟ هذا ما أجاب عليه الدكتور خالد عبادة، المدير الفني للمنتخب الوطني لرفع الأثقال للمكفوفين.
«عبادة» كشف عن آخر الاستعدادات والتجهيزات للمشاركة في البطولة العالمية: «الفريق مكون من 12 لاعبا منهم 8 رجال و4 سيدات، وهو أول منتخب بمصر للمكفوفين، حيث تم الإعداد له من شهر يوليو الماضي من خلال خطة للاستعداد لبطولة العالم، وننافس على مستويات متقدمة بالبطولة من المستوى الخامس للأول».
المدير الفني قال إن الدكتور أحمد عوين، رئيس الاتحاد المصري الرياضي للمكفوفين، صاحب فكرة استضافة بطولة العالم بمصر، وهي البطولة رقم 13 على مستوى العالم: «من هنا جاءت فكرة ضرورة مشاركة مصر بفريق وطني، لذلك تم تكليفي من قبل الإدارة لاختيار عناصر الفريق».
أجرى «عبادة» اختبارات للعناصر التي تقدمت للمشاركة، حتى تم الاستقرار على التشكيل النهائي الذي سيشارك في البطولة، وبدأت التدريبات في 14 سبتمبر الماضي: «معظم من بالفريق لم يمارسوا رياضة رفع الأثقال من قبل، لذلك نتمنى أن يحقق الفريق إنجازًا كبيرًا بالبطولة».
المدير الفني أشاد بالدعم المقدم من الاتحاد الرياضي للمكفوفين ووزارة الشباب والرياضة، والممثل في إقامة معسكرات التدريب وتوفير العلاج، متوقعا الحصول على عدد من الميداليات الذهبية والبرونزية والفضية بعد كل هذا الدعم: «يتم كذلك تقديم الدعم المعنوي والنفسي للفريق من خلال خطة متكاملة وتوفير جميع الاحتياجات لهم، لذلك أناشد وسائل الإعلام بتقديم الدعم المعنوي للفريق وإلقاء الضوء عليهم، كما أناشد الرئيس بتكريم هؤلاء الشباب بعد انتهاء البطولة».
ووسط أجواء يملؤها الحماس والإصرار على الوصول إلى العالمية بصالة التدريب، مارس أحمد عليوة، ذو الـ 25 عاما، لاعب المنتخب، رياضة رفع الأثقال للمرة الأولى: «منذ 10 سنوات وأنا أمارس الرياضة ولكن هذه أول مرة أمارس رياضة رفع الأثقال، وكنت أتلقى الدعم دائمًا من الأهل، رغم رفض أبي في البداية فكرة استمراري في الرياضة، ومع بداية اختياري بالمنتخب بدأ الوضع يتغير وتحول أبي إلى مشجع لي وأصبح يفتخر بي».
وجه «أحمد» نصيحة للشباب بعدم اليأس، مؤكدا أن من لا يؤمن بقدراته يقع في النهاية: «مرت عليّ أوقات كثيرة شعرت فيها بالإحباط، ولكن كنت اتخطاها دائما لإصراري وعزيمتي على تحقيق ما أطمح به.. نحن لا ينقصنا شيء لتحقيق الإنجاز».
تحلم «منى راشد»، 34 سنة، أحد أعضاء الفريق النسائي، بالحصول على ميدالية في البطولة لتلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي: «أنا منى راشد مدرسة لغة عربية بدمياط، وهذه هي أول مرة أمارس بها رياضة رفع الأثقال، ولكن كان بداخلي عزيمة وإرادة وقوة تحمل، وأنني مثل الأسوياء لا ينقصني شيء، وأتمنى عندما أفوز بميدالية بالبطولة لا يقوم أحد غير الرئيس بتلبيسها لي، وأن نحقق حلم مصر ونكون مصدر فخر عند الرئيس».
البداية مع «فاطمة عبد الفتاح»، صاحبة الـ33 عاما، كان مختلفا، فبعدما طُلب منها ترشيح بعض الطالبات والأصدقاء للمشاركة في البطولة، أرادت أن «تجرب تلك اللعبة»: «عمرى ما لعبت رياضة خالص في حياتي والموضوع كله كان صدفة بحتة، فقد قام المنتخب بالاتصال بي حتى أقوم بترشيح بعض الطالبات والأصدقاء بصفتي مدرسة لغة عربية للمشاركة بالبطولة، وجاء الموضوع صدفة عندما أردت أن أجرب تلك الرياضة».
لم تتردد «فاطمة» في خوض التجربة، وكان هناك تخوف في البداية واعتراض من قبل أهلها، ولكن بعد ذلك أصبحوا يشجعونها، ووجهت نصيحة للشباب «كفايكم كسل ومارسوا رياضة».
على محمد على، صاحب الـ 38 عاما، قرر أن يترك خلفه زوجته وأبناءه حتى يمارس الرياضة التي يعشقها، ليحقق حلم الالتحاق بالمنتخب الوطني لرفع الأثقال، بعدما حصل قبل ذلك على الميدالية الذهبية خلال مشاركته في بطولة الجمهورية، متمنيًا أن يحقق ميدالية ببطولة العالم.
